المدير الإقليمي للتعليم بآسفي يستغل كورونا ويصفي حساباته مع مدير إعدادية واذي الذهب (صور)

“طاحت الصومعة.. علقوا الحجام” مثل ينطبق على المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بآسفي، حيث أعفى مدير الثانوية الإعدادية وادي الذهب بآسفي من مهامه، نظرا لظهور حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وكأن مدير المؤسسة من نقل الفيروس للمصابين أو تسبب فيه، علما، وحسب شهادات تلاميذ وأساتذة، وأباء وأولياء التلاميذ، ومحتلف النقابات التعليمية بالمدينة، بمختلف تلاوينها، أن المدير المعفى سهر على تنظيم عملية الدخول المدرسي، وتتبع الدراسة، وفق التدابير والإجراءات التي نصت عليها وزارة التربية الوطنية.

وخلق إعفاء مدير الثانوية الإعدادية وادي الذهب ردود أفعال قوية، وانتقادات لقرار المدير الإقليمي، سواء بمواقع التواصل الاجتماعي. أو عبر بلاغات وبيانات النقابات التعليمية، وجمعية الأباء، في إجماع، قل نظيره، رافض لقرار المدير الإقليمي، مندد بما أسموه الشطط لما حمله القرار من تعسف إداري.

واعتمد المدير الإقليمي، في حيثيات القرار، كما جاء في مراسلة الإعفاء، عدم رد مدير الثانوية الإعدادية على مكالمات المدير الإقليمي، وعدم تفعيل البروتوكول الصحي، كما تضمنت المراسلة ذاتها، أيضا، تسجيل “حالات لكورونا بالمؤسسة، لم يخبر بها مديرها المصالح التابع لها”.

وفي المقابل، اعتبرت النقابات التعليمية بالإقليم أن قرار الإعفاء لا يستند إلى مقومات قانونية، ولا إلى حجج تستند على حجج معقولة، وأكدت أن ما تم ديباجته وكيله من تهم بمراسلة الإعفاء، لا يعدو أن يكون شماعة علق عليها المسؤول الأول بالإقليم قراره التعسفي، وأن هذا الإعفاء هو ذو صبغة انتقامية لرجل لم يعد مرغوبا به داخل الإدارة التربوية لحاجة في نفس يعقوب.

وفي أدانت النقابة الوطنية للتعليم التابعة للفدرالية الديمقراطية للشغل، هذا الصدد،قرار إعفاء مدير الثانوية الإعدادية، واعتبرته أنه لا يستند إلى أية مبررات واقعية و منطقية و معقولة… خصوصا أن المدير له من الأدلة الملموسة والمنطقية ما يؤكد بطلان قرار الإعفاء.

فيما اعتبرت الجامعة الوطنية للتعليم أن قرار “الإعفاء جاء بشكل ارتجالي، ودون سند قانوني… في حق مدير إعدادية واذي الذهب المعروف باستقامته و تفانيه في العمل بشهادة جميع المتدخلين”.

ومن جهتها، اعتبرت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، أن مدير الثانوية الإعدادية “السيد عبد الفتاح بوسخان معروف بكفاءته التدبيرية الإدارية، وبجديته العملية، ونزاهته المالية، يشهد بذلك كل من اشتغل معه، غير أن للمديرية رأيا مخالفا لهذا الواقع”، واعتبرت النقابة ذاتها أن “إجراء الإعفاء مشوب بعيوب قانونية، إذ لم يوجه أي استفسار للمدير في شأن هذه التهم، مما يعكس نية انتقام المدير الإقليمي”.

قرار الإعفاء هذا رفضه أيضا رواد مواقع التواصل الاجتماعي والشارع المسفيوي. وفي تعليقات وتدوينات اعتبروا أن “الادارة المغربية لم تعد تريد الكفاءات، بقدر ما تبحث عن موظفين خنوعين طيعين و خدومين لرؤسائهم”.

وفي هذا الصدد، علق أحد المتتبعين، و هو أب تلميذ، “أن السي بوسخان، لا يتعامل إلا بالقانون حتى مع رؤسائه، و هو ما لا يقبله هؤلاء، وأن الرجل يدافع دائما عن المدرسة العمومية وعن أبناء الشعب”.

فيما كتبت مواطنة أخرى أن “الأستاذ عبد الفتاح في تفانيه في العمل أضحت معه إعدادية وادي الذهب تتبوء بنتائجها المراتب الأولى بالإقليم”.

واعتبر أحد المسؤولين النقابيين، الذي التقى مندوب التعليم، أن العبارة التي يكررها هذا الأخير أمام كل من يستقبله بمكتبه، هي “كاينة مجموعة من التراكمات”، عبارة فارغة، لأنه لو كانت فعلا هناك تراكمات، وقرارات في حق المدير لتم تضمينها في مراسلة الإعفاء، واعتبر ان المدير الإقليمي وقع في مأزق حقيقي لم يستعد له، ولم يستطع إبعاد التضامن الكبير مع المدير المعفى، وزاد ذات المسؤول أن الحقيقة الوحيدة في القرار هي أن الأستاذ عبد الفتاح بوسخان يجب ألا يظل بهذه المؤسسة ، لسبب يعلمه فقط المدير الإقليمي ومن أشار عليه بالقرار”.

وحتى من بين موظفي التعليم بالمديرية نفسها استنكروا القرار، حيث اعتبر أحد موظفي المديرية، فضل عدم ذكر اسمه، أن القرار كان متسرعا، ويتداخل فيه الشخصي أكثر من الإداري، لأنه حسب هذا المسؤول ليس سهلا أن تسير مؤسسة داخل حي شعبي وهامشي وتتصدر نتائجها الإقليم.

وعلق أحد الأساتذة، الذين سبق لهم الاشتغال مع المدير المعفى، القرار بأنه “قرار فضيحة حقيقية بالإقليم، لأن المدير الإقليمي سقط في الكذب عندما أخبر بمراسلة الإعفاء عن وجود حالات لكورونا داخل الإعدادية”، ورد عليه آخر كان مراقبا لامتحانات الباكالوريا في ثانوية أخرى، “أن المؤسسة التي حرس بها كانت بها حالة كورونا وأن المدير لم يفعل البروتوكول الصحي، مما عرض الأساتذة والإدرايين لخطر العدوى وهي ليست حالة معزولة، و هو ما يعتبر خطأ جسيما ورغم ذلك، حسب الأستاذ نفسهـ لم تتخذ أية إجراءات عقابية في حق هاذين المديرين، والقضية معروفة داخل الوسط التعليمي بالإقليم.

صور توضح الإجراءات والتدابير التي اتخذتها إدارة الثانوية الإعدادية وادي الذهب لمحاربة تفشي كورونا





Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة