استأنف ميناء الصويرة نشاطه من جديد، والذي يتصل أساسا بالصيد، وذلك بعد أسبوع من إغلاقه، كقرار اتخذته مصالح المدينة عقب ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا.
وجاء قرار إعادة فتح هذه المنشأة المينائية واستئناف الأنشطة البحرية يوم الخميس على الساعة السادسة مساء، واستقبله المهنيون والبحارة بإيجابية، مع التشديد على ضرورة التقيد بالبروتوكول الصحي الذي أقرته السلطات المحلية تعزيزا لإجراءات التحوط من الجائحة.
وتبعا لهذا الاستئناف، يمم بعض الصيادين وجوههم شطر البحر، بعدما أكرهوا على تعطيل قواربهم لأسبوع، ممتثلين للتدابير التي سطرتها لجنة اليقظة الإقليمية لحصر تفشي الفيروس التاجي.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد المدير الإقليمي للصحة بالصويرة، الدكتور زكرياء آيت لحسن، أن لجنة اليقظة الإقليمية التي يترأسها عامل الإقليم، عادل المالكي، قررت تبعا لظهور بؤر وبائية بميناء المدينة، الإغلاق المؤقت للميناء ووقف الأنشطة البحرية بغية تمكين المصالح الصحية من إجراء الكشوفات على عموم الموظفين والتجار والبحارة، إضافة إلى العناصر الأمنية على مستوى هذه المنشأة الفنية، وذلك في إطار تفعيل الإجراءات الهادفة إلى حصر تفشي الداء.
وعلاوة على الكشوفات، أوضح أنه تقرر أيضا القيام بعملية تعقيم وتطهير واسعتين للميناء ولمختلف مقاره، من قبيل قاعة عرض السمك، مضيفا أنه تم أيضا تنظيم حملات تحسيسية استهدفت البحارة تذكرهم بإلزامية التقيد بالتدابير الصحية المتصلة بالنظافة وفق ما نصت عليه السلطات.
وأفاد آيت لحسن بأنه تم إنجاز أكثر من 150 كشف إصابة بالداء، 15 منها جاء إيجابيا، مشيرا إلى أن المصابين بالفيروس يوجدون تحت المراقبة الطبية وفق ما ينص عليه البروتوكول الصحي كما أن حالتهم الصحية لا تدعو للقلق.
وخلص إلى أنه بعد إجراء المسحات الطبية الضرورية والتأكد من سلامة الشروط الصحية في قاعة عرض السمك التي تتطابق مع المعايير الجاري بها العمل، قررت السلطات إعادة فتح الميناء واستئناف الأنشطة المتصلة به.
واعتبر قرار إغلاق الميناء الذي اتخذته لجنة اليقظة الاقتصادية “حكيما” ، مشددا على أنه رغم كونه كان ذا تبعات مادية على البحارة، لكنه جاء ليحصر تفشي الداء وليحد من خسائر محتملة في الأرواح.
ودعا البحارة والمهنيين إلى التحلي بالحيطة والحذر مع التقيد بالإجراءات الوقائية لحفظ صحتهم وسلامتهم، وتلافي ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا بالميناء أو بمختلف مرافقه، على اعتبار مكانة هذه المنشأة ودور مجال الصيد البحري في دينمة الاقتصاد على الصعيد المحلي.
من جانبهم أبدى عديد مهنيي الصيد في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، ومن ضمنهم ملاك قوارب الصيد التقليدي، ارتياحهم لقرار إعادة فتح الميناء واستئناف أنشطة الصيد، مثمنين قرار السلطات بالمدينة بمختلف مكوناتها، وجهودها في محاربة الفيروس.
وثمنوا عملية التطهير والتعقيم واسعة النطاق التي تم الشروع فيها منذ الأحد الفارط، بتنسيق من السلطات المختصة، واستهدفت مختلف مقار هذه المنشأة، وكل القوارب الراسية، بغية حفظ صحة المواطنين ومستعملي ومستخدمي ومهنيي الصيد بالميناء.