أقر المشتبه به الرئيسي في تنفيذ هجوم الجمعة قرب مقر صحيفة شارلي إيبدو القديم في باريس، بارتكابه الاعتداء، مبررا فعلته بأنه “لم يتمكن من تحمل إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية التي تمثل النبي محمد”، كما أكدت مصادر قريبة من التحقيق السبت.
وبحسب عناصر الشرطة الذين ألقوا القبض عليه، اعترف المشتبه به الرئيسي بالوقائع كما أنه أدلى بالتصريحات نفسها للمحققين، وفقا لمصدر مطلع على الملف.
وهذا الشاب مولود في باكستان ويبلغ الثامنة عشرة. وقد وصل إلى فرنسا قبل ثلاث سنوات عندما كان قاصرا.
وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان رجح أن يكون الهجوم “عملا إرهابيا إسلاميا”، وأوضح في تصريح لمحطة “فرانس 2” التلفزيونية الفرنسية أن الهجوم وقع “في الشارع الذي كان يقع فيه مقر شارلي إيبدو، وهذا هو النهج المتبع من قبل الإرهابيين الاسلاميين ومما لاشك فيه هو هجوم دام جديد على بلدنا”.
ووفقا لدارمانان، كان المشتبه به الرئيسي قد أوقف في يونيو، لحيازته سلاحا أبيض هو عبارة عن “مفك براغ”. وقد اهتمت به هيئة الرعاية الاجتماعية في منطقة باريس فور وصوله إلى فرنسا، ولم يظهر “أي دلالة للتطرف” حتى بلوغه سن الرشد في غشت الماضي.
وقد نفذت الشرطة عمليات دهم في أماكن إقامته المعروفة، وهما فندق اجتماعي في سيرجي وآخر في بانتان في الضاحية الشمالية لباريس.
وبات عدد الموقوفين على ذمة التحقيق صباح السبت سبعة من بينهم خمسة رجال كانوا في أحد مساكن المشتبه فيه الرئيسي المفترضة في بانتان حيث وصفه جيرانه بأنه شاب “متحفظ” و”مهذب”.
في المقابل، أفرج عن مشتبه فيه ثان تواجد في مكان الهجوم الذي وقع بسلاح أبيض، وهو جزائري في الثالثة والثلاثين “بعد تبرئة ساحته” بحسب المصدر القضائي نفسه.
ووفقا لمصدر مطلع على الملف، فإن روايته التي “تتمثل في قوله إنه كان شاهدا وحاول مطاردة الجاني ثم تعرض للتهديد أكدها التحقيق”. وكتبت محاميته لوسي سيمون على تويتر أنه “شاب بطل حاول إيقاف المعتدي”.
وأوقفت الشرطة المشتبه فيه الرئيسي في ساحة باستيي بعيد الهجوم الذي أسفر عن سقوط جريحين في حالة خطرة.
فقد هاجم شاب بسلاح أبيض شخصين أمام وكالة أنباء “بروميير لينيه” التي يقع مقرها في المبنى الذي كان يضم مقر شارلي إيبدو في العام 2015.
واستلمت النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب التحقيق في القضية التي أحيت ذكرى العام 2015 المؤلمة في فرنسا التي شهدت خلاله هجمات في يناير على شارلي إبدو وتلك الأكثر دموية في 13 نوفمبر.