بدأت الحركة تدب في مكة من جديد يوم الأحد بعد ركود استمر سبعة أشهر مع عودة المعتمرين إليها وذلك بعد أن قررت السلطات السعودية رفع الحظر الذي فرضته على أداء العمرة جزئيا.
واعتادت السعودية كل عام استقبال ملايين المسلمين من مختلف أنحاء العالم لأداء شعائر الحج والعمرة.
وقد أتاحت المملكة في موسم الحج لأعداد رمزية من الداخل أداء المناسك هذا العام.
وقررت السعودية السماح للمواطنين والمقيمين بأداء العمرة اعتبارا من يوم الأحد بما يعادل ستة آلاف معتمر يوميا. وستفتح المملكة أبوابها للمسلمين من الخارج اعتبارا من أول نوفمبر المقبل.
وفي العام الماضي زار البلاد 19 مليون مسلم لأداء العمرة.
وقال ياسر الزهراني الذي تحول إلى العمل سائقا في أوبر بعد أن فقد وظيفته في قطاع البناء خلال توقف النشاط في المملكة ثلاثة أشهر بسبب فيروس كورونا بدءا من مارس آذار ”كل أهل مكة فرحانين اليوم. الأمر أشبه بنهاية فترة سجن. المنظر الروحاني في حركة الحجاج بالمدينة كان بيسعدنا“.
وقال لرويترز ”ما حدث في الشهر القليلة الأخيرة كان كابوسا. بادعي ربنا إنه ما يتكرر … لم تكن هناك حركة في العمل لتغطية نفقاتي“.
وقبل الجائحة كان أكثر من 1300 فندق ومئات المتاجر تعج بالحركة على مدار الساعة لخدمة الحجاج والمعتمرين الزائرين في مكة والمدينة المنورة.
أما الآن فقد أصبح عدد كبير منها مغلقا أو تراكمت الأتربة على زجاج واجهاتها.
وعندما حل منتصف الليل كان عشرات من المعتمرين المسجلين يقفون والكمامات على وجوههم يستعدون لدخول الحرم في مجموعات صغيرة.
قالت مواطنة باكستانية تدعى إيمان وتقيم في المملكة وهي تصطحب ابنتها ”هذه السنة كانت ثقيلة ومليئة بالمآسي. أدعو الله أن يغفر للناس جميعا“.
وبينما كان المعتمرون يطوفون بالكعبة وقف مسؤولون للإشراف على التزامهم بالتباعد ضمانا لسلامتهم.
ولم يعد يسمح للمصلين بلمس الكعبة.
واستمتع البعض بالحركة دون الزحام المعتاد. وقال سعودي قدم نفسه باسم أبو فهد ”هذه أسهل عمرة أديتها على الإطلاق“.
واقع جديد
يمثل الحج والعمرة عماد خطة لتنمية حركة السياحة بموجب حملة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع النشاط الاقتصادي في المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم.
وكانت الحملة تهدف لزيادة عدد المعتمرين إلى 15 مليونا في 2020 غير أن وباء كورونا عرقل تنفيذ تلك الخطة. كما تهدف الحملة لزيادة العدد إلى 30 مليونا بحلول 2030.
وتوضح البيانات الرسمية أن نشاط الحج والعمرة يدر إيرادات تبلغ 12 مليار دولار ينفقها الحجاج والمعتمرون على الإقامة والانتقالات وشراء الهدايا والطعام والرسوم.
وفي أواخر يوليو تموز نظمت السعودية الحج لعدد محدود وذلك للمرة الأولى في التاريخ الحديث حيث شارك بضعة آلاف من حجاج الداخل في أداء المناسك بدلا من العدد المعتاد الذي يقارب ثلاثة ملايين حاج.
وعلى مقربة من الحرم المكي كانت الفنادق في الأبراج العالية شبه خالية وكانت المراكز التجارية مغلقة قبل ساعات من استئناف العمرة. وكانت عشرات المتاجر والمطاعم مغلقة.
ويقدر اقتصاديون أن قطاع الفنادق في مكة قد يخسر ما لا يقل عن 40 في المئة من دخله من الحج والعمرة هذا العام.
وقال خمسة من العاملين في أحد الفنادق طلبوا كلهم عدم نشر أسمائهم إن الإدارة اعطتهم إجازة من العمل دون مرتب خلال فترة الإغلاق وقالوا إنه تم الاستغناء عن مئات غيرهم من العاملين في قطاع الضيافة.
وقال الزهراني ”من الصعب الاعتقاد أن هذا سيصبح الوضع المعتاد. أدعو الله كل يوم أن تنتهي الكورونا“.