تنتشر مشاهد أغنية “أهلا بيك” التي جمعت المغني الإسرائيلي، إلكانو مارتزيانو، والإماراتي، وليد الجاسم، بين دبي وتل أبيب، لتتجاوز حاجز مليون مشاهد منذ إطلاقها نهاية سبتمبر.
باللغات العربية والعبرية والإنجليزية، يتبادل المغنيين أداء المقاطع الغنائية، ويخاطب الجاسم الذي كان يرتدي الثوب التقليدي الإماراتي باللون الأبيض، مارتزيانو مرحباً بعبارات “أهلا بيك، سلام ومرحبا”.
ليرد مارتزيانو وهو يضع نظارات شمسية كبيرة “أهلا بيك، شكرا وأهلا وسهلا”.
وبدا العمل المصور بتقنيات التصوير السينمائي وكأنه دعوة للسفر بين البلدين.
وأعلنت إسرائيل والإمارات العربية المتحدة في 13 غشت تطبيع العلاقات بينهما، لتكون ثالث دولة عربية تقوم بذلك بعد مصر (1979) والأردن (1994).
وفي 31 غشت، انطلقت أول رحلة طيران تجارية مباشرة بين البلدين، من مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب، وعلى متنها وفد أميركي-إسرائيلي مشترك.
ووقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض منتصف سبتمبر، اتفاقيتين لتطبيع العلاقات مع كل من الإمارات والبحرين.
وندد الفلسطينيون بالصفقات الخليجية ووصفوها بأنها “طعنة في الظهر” خاصة وأنها جاءت قبل حل للقضية الفلسطينية التي كانت تعتبر شرط لإقامة أي علاقة مع الدولة العبرية.
ويجمع اسرائيل والإمارات اللتين لم تخوضا حرباً ضد بعضهما، عدو مشترك وتهديد استراتيجي رئيسي يتمثل بإيران.
وسبق إعلان تطبيع العلاقات بينهما علاقات سرية ومشاريع مشتركة، حتى أن بعض الشركات الإسرائيلية أعلنت عن اتفاقيات مع الدولة الخليجية بشأن إجراء أبحاث لمكافحة جائحة كوفيد -19.
وفي الثامن من سبتمبر، وقع بنك دبي الوطني الذي يعتبر أكبر مؤسسة مصرفية في الإمارة، مذكرة تفاهم مع بنك “هبوعليم” كأكبر بنك في إسرائيل.
وأواخر سبتمبر، وقع اللاعب الإسرائيلي ضياء سبع عقدا للانضمام إلى فريق النصر الإماراتي كأول لاعب كرة قدم إسرائيلي يقوم بهذه الخطوة.
وينظر أحد المعجبين إلى العمل الغنائي على أنه “ضربة ناجحة”.ويضيف في تعليق أدرجه أسفل الأغنية المنشورة في موقع يوتيوب “مع هذه الأغنية، يمكن التماس بالشرق الأوسط الجديد”.
وإلى جانب التعليقات المشجعة والمباركة للثنائي، برزت تعليقات المعارضين للتقارب الإسرائيلي-الإماراتي، الذين أبدوا دعماً لفلسطين وشعوراً بـ”الاشمئزاز”.
-لحظة تاريخية-
وتحمل كلمات الأغنية وألحانها توقيع دورون ميدلي وهو مؤلف أغنية “توي” للمغنية الإسرائيلية نيتا برزيلاي، التي فازت في العام 2018 بمسابقة الأغنية الأوروبية.
يقول مارتزيانو الفائز بالنسخة الإسرائيلية من البرنامج الغنائي “ذا فويس”، لوكالة فرانس برس “برزت الفكرة لدى مدير أعمالي جلعاد مسامي بعد اعلان اتفاق السلام”.
ويضيف المغني الإسرائيلي (28 عاما)، والذي يتحدث اللغة العربية “هذه لحظة تاريخية”.
ويشير إلى أن السلام موضوع ثابت تتناوله الأغاني الشعبية في إسرائيل.
لكنه يرى أن هذه المرة الأمر مختلف و”أكثر متانة”.
وبحسب مارتزيانو الذي يقول إنه تواصل مع الجاسم عبر تقنية “زووم”، تم تسجيل “أهلا بيك” عن بعد، في كل من دبي وإسرائيل، لكن تم تجميع المشاهد في تل أبيب.
ويقول “كان التفاهم سريعا”.
وينظر مارتزيانو إلى الموسيقى كجسر بين الشعوب، ويعتبر أن تواصل الاسرائيليين والإماراتيين مع بعضهم البعض عبر حسابه على يوتيوب يعدّ “نجاحاً شخصياً” له.
وقال إنه يجري “التخطيط لإقامة حفل موسيقي” مشترك مع الجاسم، لكن لم يتم تحديد موعد بعد بسبب القيود التي يفرضها انتشار فيروس كورونا.