يواجه باريس سان جرمان بطل الدوري الفرنسي ووصيف بطل دوري الأبطال الأوروبي العام الماضي على أرضه فريق مانشستر يونايتد الإنكليزي الثلاثاء في قمة اليوم الأول من مباريات الجولة الأولى للمسابقة القارية الأشهر. وسيشهد هذا اليوم سبعة مباريات أخرى أبرزها لقاء لاتسيو الإيطالي وبوروسيا دورتموند الألماني، وانطلاق رحلة برشلونة الإسباني أمام فرنتسافورش المجري، ومباراة مواطنه إشبيلية بطل الدوري الأوروبي “أوروبا ليغ” ضد تشيلسي الإنكليزي، ومواجهة يوفنتوس بطل الدوري الإيطالي في المواسم التسعة الأخيرة مع دينامو كييف الأوكراني.
باريس سان جرمان يستقبل مانشستر يونايتد… عملاقان بطموح كبير
اقترب باريس سان جرمان الفرنسي كثيرا الصيف الماضي من التتويج بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه عندما خسر النهائي بصعوبة أمام بايرن ميونيخ الألماني (صفر-1)، وهو ما يجعله يدخل نسخة الموسم الحالي متطلعا إلى تحقيق الأفضل وسط مخاوف من قدرته على تكرار إنجاز الموسم الماضي.
وسيبدأ فريق العاصمة الفرنسية هذا العام حملته بلقاء صعب ضد مانشستر يونايتد الإنكليزي.
وفي آخر مواجهة بين الفريقين كان سان جرمان في طريقه إلى بلوغ ربع النهائي لنسخة موسم 2018-2019 بعدما فاز 2-صفر ذهابا في مانشستر، بيد أنه صدم إيابا بريمونتادا ضيوفه الذين فازوا 3-1 من ثلاثة أخطاء دفاعية، بينها ركلة جزاء جدلية في الوقت بدل الضائع.
مباراة الثلاثاء تعيد ذكريات واحدة فقط من عدة هزائم مؤلمة للنادي الباريسي في مسابقة دوري أبطال أوروبا في السنوات الأخيرة، لكن الحقيقة هي أن باريس سان جرمان يجب أن يعتبر المرشح الأوفر حظًّا أمام مانشستر يونايتد وتصدر المجموعة الثامنة التي تضم أيضا لايبزيغ الألماني الذي بلغ دور الأربعة في النسخة الأخيرة للمسابقة، وباشاك شهير بطل تركيا.
ومع ذلك، يبقى أن نرى ما إذا كان هذا هو الموسم الذي سيذهب فيه نادي العاصمة حتى نهاية المشوار وإحراز اللقب الذي لطالما حلم به.
كان مدربه الألماني توخل أول من اشتكى من أن فريقه أضعف مما كان عليه الموسم الماضي، إذ رحل العديد من اللاعبين الأساسيين هذا الصيف، بالإضافة إلى أنه استهل موسمه الجديد مثقلا بالإصابات والإيقاف وحالات الإصابة بفيروس كورونا.
وسيعاني سان جرمان في بداية مشواره القاري من غياب مجموعة من اللاعبين الذين يبتعدون منذ فترة عن الملاعب أبرزهم المدافع الأيسر الدولي الإسباني خوان برنات بسبب إصابة في الركبة.
ومن المتوقع أن يغيب ثنائي خط الوسط الدوليان الإيطالي ماركو فيراتي والأرجنتيني لياندرو باريديس عن مباراة الثلاثاء بسبب الإصابة، فيما سيستفيد توخل من نجمه دي ماريا الذي يغيب عن المنافسات المحلية بسبب الإيقاف.
بالمقابل يعود مانشستر يونايتد للمشاركة في المسابقة بعدما غاب عن النسخة الأخيرة. وستكون المباراة الأولى ضد الفريق الباريسي ذات طابع خاص لمهاجمه الدولي الأورغوياني إدينسون كافاني الذي وصل إليه هذا الصيف قادما من سان جرمان.
ويطمح العملاق الإنكليزي لاستعادة الأمجاد الغائبة عنه منذ عام 2013 بعد اعتزال مدربه التاريخي أليكس فيرغسون، ليقضي خلالها سبعة مواسم لم يفز بها سوى بلقب وحيد هو الدوري الأوروبي “أوروبا ليغ” عام 2017.
وفي حين يسعى الباريسيون لأول لقب في المسابقة سبق للشياطين الحمر الفوز بالبطولة ثلاث مرات أعوام 1986 و1999 و2008.
تشيلسي ضد إشبيلية… بين الإنفاق المفرط والتقشف
بالرغم من مبلغ الـ284 مليون دولار الذي أنفقه هذا الصيف من أجل تعزيز صفوفه، عجز تشيلسي الإنكليزي حتى الآن عن تحقيق العائد المتوقع من الصفقات التي أبرمها في وقت يواصل فريق المدرب فرانك لامبارد معاناته الدفاعية بعد تلقيه 9 أهداف في 5 مباريات خاضها حتى الآن في الدوري الممتاز.
وشاءت الصدف أن يبدأ الفريق اللندني، القابع في المركز السابع في الدوري بفارق 5 نقاط عن إيفرتون المتصدر بعد خمس مراحل، مشواره في دوري أبطال أوروبا ضد إشبيلية الإسباني الذي يعتبر مثالا يحتذى به من حيث طريقة إدارة الأمور في سوق الانتقالات والبقاء منافسا حتى بعد تخليه عن أبرز نجومه.
كان تشلسي من أكثر الفرق نشاطا هذا الصيف في سوق الانتقالات بضمه الألمانيين تيمو فيرنر وكاي هافيرتس وبن تشيلويل والمغربي حكيم زياش والحارس السنغالي إدوار مندي، إضافة الى المدافع البرازيلي المخضرم تياغو سيلفا الذي انتقل إليه كلاعب حر بعد انتهاء عقده مع باريس سان جرمان الفرنسي.
في المقابل، اعتاد إشبيلية على بيع أفضل مواهبه من دون أن يتأثر وضعه كأحد الأندية القوية في القارة العجوز، وحتى أن سجله على الصعيد الأوروبي خلال المواسم السبعة الماضية أفضل بأشواط من تشلسي على الرغم من ميزانيته المتواضعة جدا مقارنة مع النادي اللندني.
ويعود الفضل في ذلك بشكل أساسي إلى تتويجه بلقب الدوري الأوروبي “أوروبا ليغ” أربع مرات خلال هذه المواسم السبعة، آخرها في أغسطس/آب عندما أزاح من طريقه روما الإيطالي وولفرهامبتون ومانشستر يونايتد الإنكليزيين، وصولا إلى إنتر ميلان الإيطالي الذي خسر أمام النادي الأندلسي في النهائي.
برشلونة أمام فرنتسافورش المجري… محاولة نسيان كارثة لشبونة
قبل 65 يوما، دعا قلب الدفاع جيرار بيكيه إلى تغييرات جذرية من أسفل الهرم إلى قمته في برشلونة الإسباني، لكن لم يتغير الكثير منذ السقوط الكارثي أمام بايرن ميونيخ الألماني 2-8 في ربع نهائي النسخة الأخيرة من دوري أبطال أوروبا.
بقي ثمانية لاعبين من التشكيلة التي تعرضت لإذلال كبير في موقعة لشبونة، برغم قول بيكيه إن لا خيمة فوق رأس أحد.
بقي أيضا الرئيس جوزيب ماريا بارتوميو، على الرغم من عريضة وقعها 16 ألف شخص للتخلص من إدارته وحملة عنيفة عليه من قائد الفريق الأرجنتيني ليونيل ميسي.
شهدت التشكيلة بعض التغييرات مع قدوم المدرب الهولندي رونالد كومان بدلا من كيكي سيتيين الذي سار على خطى سلفه إرنستو فالفيردي بالإقالة.
تخلى كومان، قلب دفاع برشلونة السابق، عن صديق ميسي المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز، بالإضافة إلى المخضرمين الآخرين لاعبي الوسط الكرواتي إيفان راكيتيتش والتشيلي أرتورو فيدال.
لكن التغييرات التي أجراها كومان، وخصوصا طريقة التخلي عن سواريز بمحادثة هاتفية قصيرة، أغضبت ميسي الذي اغتنم الفرصة لإطلاق سهام جديدة على الإدارة.
وقال كومان “من الطبيعي أن يحزن لاعب عندما يرحل أصدقاؤه بعد سنوات سويا، هذه طبيعة كرة القدم”.
بدوره، قال ميسي إن برشلونة لم يكن جيدا بما فيه الكفاية لإحراز لقب دوري الأبطال الموسم الماضي. وجهة نظر أُثبتت، لسوء حظ عشاق النادي الكاتالوني، بخسارة دخلت تاريخ المسابقة أمام بايرن الذي توج لاحقا باللقب في بطولة مجمعة في لشبونة.
يستهل “بلوغرانا” نسخة جديدة من المسابقة القارية الأولى الثلاثاء أمام فرنتسافورش المجري الذي حمل ألوانه عمالقة الخمسينيات ساندور كوتشيش وزولاتان تسيبور (لعبا لاحقا مع برشلونة) وفلوريان ألبرت.
بعد تتويجه مرة خامسة وأخيرة في 2015، بلغ برشلونة ربع النهائي ثلاث مرات ونصف النهائي مرة في 2019، لكنه لم يعد بعبع الأندية الأوروبية.
وفي ظل تخليه عن مخضرمين ثلاثة، استقدم لاعب وسط تخطى بدوره الثلاثين هو البوسني ميراليم بيانيتش من يوفنتوس الإيطالي، في صفقة تضمنت رحيل لاعب البرازيلي أرتور غير المرغوب فيه في برشلونة، برغم الآمال الكبيرة المعقودة عليه بعد ضمّه.
يوفنتوس ضد دينامو كييف… مواجهة التلميذ والمعلم
يبدأ النجم الدولي السابق أندريا بيرلو خطواته التدريبية الأولى في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بمواجهة تحمل نكهة مميزة إذ تجمعه بـ”معلمه” الروماني ميرتشيا لوتشيسكو، وذلك حين يبدأ يوفنتوس الإيطالي مشواره في المجموعة السابعة في ضيافة دينامو كييف الأوكراني.
يعود بيرلو الذي استلم الإشراف على فريقه السابق يوفنتوس هذا الموسم في أول مهمة تدريبية في مسيرته، للقاء لوتشيسكو، ابن الـ75 عاما الذي كان أول من منح “المايسترو” بدايته الاحترافية كلاعب قبل 25 عاما في بريشيا حين كان صانع الألعاب في السادسة عشرة من عمره.
كما كان الروماني خلف قدوم بيرلو إلى إنتر ميلان عام 1998 حين كان مدربا للأخير (موسم 1998-1999)، ما يجعل لقاء الثلاثاء في كييف بمثابة مواجهة بين التلميذ والمعلم.
بالنسبة للوتشيسكو الذي توج كلاعب بلقب الدوري الروماني ست مرات بقميص دينامو بوخارست في الستينيات والسبعينيات، فإن رؤية ابن الـ41 عاما على مقاعد بدلاء الفريق المنافس لم تفاجئه، موضحا “لطالما كنت مقتنعا بأنه سيصبح مدربا”.
وتابع “توقعت ذلك بشأن أندريا وبشأن (الأرجنتيني) دييغو سيميوني (مدرب أتلتيكو مدريد الإسباني) الذي لعب تحت إشرافي في بيزا (1990-1991). كان لبيرلو شخصية مختلفة عن ’تشولو‘ (سيميوني)، إلا أنه لا يقل كاريزماتية عنه ويتمتع بالكثير من الشخصية”.
ورأى لوتشيسكو أن أهم ما كان يميز بيرلو كلاعب هو “أنه لا يأتي أبدا إلى أرض الملعب ليكون متفرجا، لقد كان حاسما. بالإضافة إلى كونه لاعبا مبدعا، كان شخصا منظما في كل شيء، وهذه تعتبر مهارة أخرى لديه”.
ورأى الروماني في حديث لصحيفة “توتوسبورت” التي تصدر في تورينو، أن هناك “إمكانية” لكي يسير بيرلو على خطى الإسباني جوزيب غوارديولا والفرنسي زين الدين زيدان اللذين تألقا خلال مسيرتهما مع برشلونة وريال مدريد، قبل أن يقودا الأخيرين إلى المجد أيضا كمدربين.
وأضاف “أمل ذلك. لكن المدرب يحتاج ستة أشهر على الأقل ليضع بصماته على الفريق”.
واستلم بيرلو الإشراف على بطل الدوري الإيطالي في المواسم التسعة الماضي بعد إقالة ماوريتسيو ساري إثر خروج يوفنتوس من الدور الثاني لدوري أبطال أوروبا أمام ليون الفرنسي.
ويأمل يوفنتوس أن ينقل بيرلو الذي فاز كلاعب بكأس العالم عام 2006 ودوري أبطال أوروبا مرتين إضافة إلى ستة ألقاب في الدوري الإيطالي، رؤيته للعبة الى الفريق الذي ما زال يبحث عن لقبه الأول في دوري الأبطال منذ عام 1996 والثالث في تاريخه الذي شهد سقوطه في النهائي سبع مرات، آخرها في 2015 و2017.
لكن بالنسبة لبيرلو، فإن يوفنتوس “قيد الإنشاء. فريق شاب يحتاج إلى اكتساب الخبرة”.
وما يزيد من صعوبة الوضع حاليا، أن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو يغيب عن الفريق بعد إصابته بفيروس كورونا، ولن يكون مع زملائه في رحلتهم إلى كييف وهناك احتمال أيضا بألا يكون متواجدا في مباراة الجولة الثانية المقررة الأربعاء المقبل في تورينو ضد برشلونة ونجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي.
دورتموند ضد لاتسيو
كان الشاب النرويجي إرلينغ هالاند ظاهرة بوروسيا دورتمود الألماني الموسم الماضي ونجمها قبيل تعليق النشاط الكروي جراء تفشي جائحة فيروس كورونا، وتالق قبل ذلك عندما كان لا يزال في صفوف ريد بول سالزبورغ النمساوي.
واكتسب هالاند شهرته بعد تسجيل ثمانية أهداف في دور المجموعات للفريق النمساوي قبل انتقاله إلى دورتموند في فترة الانتقالات الشتوية، ونجح بقيادته للفوز على سان جرمان 2-1 بعد تسجيله الثنائية في ذهاب ثمن النهائي، لكن الفريق الفرنسي رد على أرضه بهدفين نظيفين في مباراة العودة.
وفي المجمل سجل هالاند خلال الموسم الماضي 44 هدفا وكل ذلك قبل بلوغ عامه العشرين في يوليو/تموز المنصرم.
ويعول دورتموند على هدافه الشاب للحصول على أحد المقعدين المؤهلين إلى الأدوار الإقصائية عن المجموعة السادسة التي تضم أيضا لاتسيو الإيطالي، الذي سيكون أول من يواجهه الفريق الألماني الثلاثاء، وبروج البلجيكي وزينيت الروسي.
أما لاتسيو فبعد أن قدم موسما رائعا العام الماضي ونافس في لحظات كثيرة على لقب الدوري الإيطالي، حل في النهاية رابعا، وبدأ الموسم الحالي بطريقة سيئة خصوصا بعد هزيمته 4-1 أمام أتالانتا، و3-0 في آخر جولة أمام سامبدوريا ليجمع أربع نقاط فقط من أربع مباريات.
الوافدون الجدد
يُعدّ رين الفرنسي أكثر الفرق الجديدة التي يرجح أن تقدم نتائج طيبة في المسابقة، وهو يحتل المركز الثالث راهنا في الدوري المحلي. كما يضم في صفوفه النجم اليافع إدواردو كامافينغا (17 عاما) الذي أصبح أصغر لاعب يدافع عن ألوان المنتخب الفرنسي منذ 106 أعوام، وأصغر مسجل للديوك. وسيبدأ مشواره السبت أمام وافد جديد آخر على البطولة هو كراسنودار الروسي.
بروج وزينيت… فيروس كورونا يلقي بظلاله مجددا
وصل فريق كلوب بروج البلجيكي إلى روسيا لخوض مباراته في دوري الأبطال في مواجهة زينيت سان بطرسبورغ الروسي غدا الثلاثاء بدون ثلاثة من لاعبيه ومنهم حارس المرمى الأساسي إضافة إلى رئيسه التنفيذي بعد ثبوت إصابة الأربعة بفيروس كورونا.
وقال النادي البلجيكي في بيان إن سيمون مينوليه الذي تولى حراسة مرمى منتخب بلجيكا خلال جولة المباريات الدولية الأخيرة وزميليه أوديلون كوسونو ومايكل كرمنتشيك إضافة إلى الرئيس التنفيذي فينسن مانارت لم يسافروا مع بعثة الفريق التي توجهت إلى روسيا اليوم الإثنين.
وتعرض بروج لانتكاسة تمثلت في إصابة مدافعه سيمون ديلي القادم من ساحل العاج خلال التعادل 1-1 في مباراة محلية السبت الماضي والتي سيغيب بسببها عن مباراة الفريق الأولى في المجموعة السادسة بدوري الأبطال أمام الفريق الروسي غدا.
وجاء في بيان النادي البلجيكي أيضا “اللاعبون المصابون بالعدوى خضعوا على الفور للعزل الصحي. لم تظهر على أي واحد منهم أعراض العدوى”.
وقال قائد الفريق رود فورمير عبر تويتر “نتوجه بشعور طيب إلى مواجهة زينيت بالرغم من غياب عدد قليل من لاعبي الفريق الأساسيين”.