في بيان صدر عن وزارة الخارجية الفرنسية، دعت باريس، الأحد، حكومات الدول المعنية بحملات مقاطعة منتجاتها والتظاهر ضد فرنسا إلى “وقفها”، معتبرة أنها تصدر من “أقلية راديكالية”، و”تشوه المواقف التي دافعت عنها فرنسا من أجل حرية الرأي، وحرية التعبير، وحرية الديانة، ورفض أي دعوة للكراهية”.
وجاء في بيان الخارجية الفرنسية أن “الدعوات إلى المقاطعة عبثية، ويجب أن تتوقف فورا، وكذلك كل الهجمات التي تتعرض لها بلادنا والتي تقف وراءها أقلية راديكالية”.
وأضافت الخارجية “في العديد من دول الشرق الأوسط برزت، في الأيام الأخيرة، دعوات إلى مقاطعة السلع الفرنسية، وخصوصا الزراعية الغذائية، إضافة إلى دعوات أكثر شمولا للتظاهر ضد فرنسا في عبارات تنطوي أحيانا على كراهية نشرت على مواقع التواصل الإجتماعي”.
استغلال الموقف “لأغراض سياسية”
واعتبرت أن هذه المواقف “تَستغل لأغراض سياسية التصريحات” التي أدلى بها ماكرون في الثاني من أكتوبر، خلال عرض مشروع قانون عن الإسلام المتطرف، والأسبوع الماضي خلال مراسم تكريم المدرس صامويل باتي الذي قتل في 16 أكتوبر، بيد إسلامي متطرف.
الرئيس الفرنسي يدعو إلى “النقاش العقلاني” و”الوحدة”
ونشر الرئيس ماكرون، مساء الأحد، عدة تغريدات واحدة منها جاءت بالعربية، شدد فيها على رفض “خطاب الحقد” ومواصلة الدفاع عن “النقاش العقلاني”.
وجاء في تغريدة أخرى باللغة الفرنسية “تاريخنا قائم على محاربة جميع نزعات الاستبداد والتطرف. سنواصل ذلك”. وتابع “نحترم كل أوجه الاختلاف بروح السلام (…) سنقف دوما إلى جانب كرامة الإنسان والقيم العالمية”.
وأكدت الخارجية في بيانها أن مشروع القانون وتصريحات الرئيس تهدف فقط “إلى مكافحة الإسلام الراديكالي والقيام بذلك مع مسلمي فرنسا الذين يشكلون جزءا لا يتجزأ من المجتمع والتاريخ والجمهورية الفرنسية”.
وأوضحت الخارجية الفرنسية أنها استنفرت الطواقم الدبلوماسية الفرنسية “لتذكر (الدول الأخرى) ولتشرح لها مواقف فرنسا على صعيد الحريات الأساسية ورفض الكراهية”.
كذلك، طلبت باريس من الدول المعنية “أن تنأى بنفسها عن أي دعوة إلى المقاطعة أو أي هجوم على بلادنا، وأن تحمي شركاتنا وتضمن سلامة مواطنينا في الخارج”.