يستعرض رئيس العصبة الجهوية لكلميم واد نون لكرة القدم، محمد المزدوغي، في حوار أجرته معه وكالة المغرب العربي للأنباء، الظرفية والسياق العام لإحداث العصبة، والأهداف المتوخاة من ذلك، وكذا الإكراهات والمشاكل التي عاشتها أندية الجهة لكرة القدم بعدما كانت مقسمة على عصبتي سوس والصحراء، فضلا عن برنامج عمل العصبة.
1/ ما هي الظرفية والسياق العام لإحداث العصبة، والأهداف المتوخاة من ذلك؟
إن إحداث العصبة الجهوية لكلميم واد نون لكرة القدم (فبراير الماضي) جاء بعد “مجهود جبار” لعدد من المتدخلين من ولاية الجهة ورؤساء الأندية وفاعلين رياضيين ومنتخبين وكل الغيورين، الذين ترافعوا ، ودافعوا على إحداث عصبة مستقلة بذاتها، فضلا عن الإرادة القوية لكل من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ووزارة الثقافة والشباب والرياضة.
وكان لابد من إحداث هذه العصبة، نظرا، أولا، ل”التهميش الذي كانت تعيشه” جميع المجالات الرياضية بالجهة، وثانيا، للمشاكل التي كانت تتخبط فيها أندية كرة القدم منذ عدة سنوات في ظل تبعيتها لعصبتي سوس والصحراء، وذلك لتنهض هذه الهيئة بكرة القدم في الجهة، لاسيما مع خروج قانون التربية البدنية 09- 30 إلى حيز الوجود والذي تنص المادة 30 منه على ضرورة إحداث عصبة جهوية في كل جهة من الجهات ال12 للمملكة.
إن تأسيس هذه العصبة في فبراير الماضي، يشكل قيمة مضافة للجهة حيث سيعود بالنفع على الرياضة عامة، وكرة القدم على وجه الخصوص، وذلك من خلال الاستفادة من ملاعب معشوشبة بفضل اتفاقيات شراكة بين الجامعة والجماعات الترابية بأقاليم الجهة، والاستفادة أيضا من دورات تدريبية لنيل شواهد في التدريب في أصناف “دال” و “سي “، إلى جانب فتح مدرسة للتحكيم في كل إقليم من أقاليم الجهة (كلميم، سيدي افني ، طانطان، أسا الزاك).
2- ما هي الإكراهات والمشاكل التي تعيشها أندية كرة القدم بالجهة ؟
من أبرز المشاكل التي كانت تعاني منها أندية كرة القدم بالجهة عندما كانت منضوية تحت لواء عصبتي سوس والصحراء ، عدم الاستفادة من الحصة المخصصة للبنيات التحتية الرياضية (ملاعب معشوشبة)، وبعد المسافة، وعدم استفادة الأطر التقنية ومدارس التحكيم من الدورات والورشات التكوينية.
ومع أن الجهة كانت تعاني من التهميش في المجالات الرياضية، فإن طموحنا هو جعل هذه العصبة الفتية عصبة جهوية رياضية من أجل الجميع، وبناء إدارة قوية عبر التكوين في الميدان التقني ومجالات التحكيم والتسيير الاداري والرياضي لترسيخ الحكامة الجيدة.
3- ما هي استراتيجية العصبة والبرنامج التكويني والتدريبي للفترة المقبلة ؟
العصبة سطرت بعد إحداثها مجموعة من الأهداف والبرامج القوية ضمن مخطط عملها على مستوى الجهة لاسيما في مجال التكوين والتأطير، منها الاهتمام بالبنية التحتية لاسيما بعد عقد اتفاقيات شراكات مع المجالس المنتخبة، وكذا التكوين العلمي للمدربين واللاعبين والحكام، وتوسيع قاعدة الممارسة الرياضية، وترسيخ مبدأ الحكامة، فضلا عن العمل من أجل أن تكون العصبة مستقلة بذاتها مما سيساهم في تنمية كرة القدم بالجهة وتطوير أداء لاعبيها وأطرها.
وبالرغم من تزامن إحداث هذه العصبة مع فترة عصيبة من الحجر الصحي وتوقف مفاجئ شل كل الأنشطة الرياضية جراء تفشي وباء كورونا (كوفيد – 19 )، فإن المكتب المديري للعصبة لم يبق مكتوف الأيدي وإنما واصل الاشتغال من خلال عقد لقاءات وورشات تكوينية عبر تقنية التواصل عن بعد، همت بالخصوص، مجال التحكيم واستهدفت مجموعة من المستفيدين من مختلف العصب الجهوية بالمملكة .
وأعدت العصبة برنامجا للموسم 2020-2021 يتوزع على أربع فترات دورية (ثلاثة أشهر)، ويتمحور حول أربع مجالات هي تنظيم دورات تكوينية لنيل شهادة التدريب صنف “د” ، وتطوير كرة القدم القاعدية، وكرة القدم النسوية، وتوسيع قاعدة الممارسة.
ويتضمن هذا البرنامج عدة أنشطة تقنية ورياضية تتمحور حول التأطير والتدريب من خلال تكوين 30 إطارا بالأندية من أجل نيل شهادة مدرب صنف “د” ، و30 أستاذا للتربية البدنية بعدد من المؤسسات التعليمية ، وكذا استهداف العنصر النسوي من خلال تنظيم ورشات لتكوين وتأطير 30 شابة، فضلا عن تكوين منشطي فرق الاحياء وخاصة منشطي المدارس الرياضية .
وتتوزع أندية كرة القدم التابعة لعصبة جهة كلميم واد نون، على القسم الوطني الأول هواة (مولودية أسا)، والقسم الوطني الثاني هواة ( جوهرة الصحراء ، نهضة طانطان، اتحاد أسا الزاك)، والقسم الأول احترافي إناث (اتحاد أسا الزاك)، والقسم الثاني احترافي إناث (النهضة الصحراوية النسوية طانطان).
كما تمارس هذه الأندية ضمن الأقسام الشرفية ذكور (حوالي 24 ناديا)، وإناث (حورية التواغيل، مولودية كلميم، نادي النصر بلا حدود طانطان). كما أن 21 فريقا لكرة القدم داخل القاعة، و30 ناديا كانوا تابعين إداريا في السابق لعصبتي سوس والصحراء، هم بصدد الانضمام للعصبة الجديدة (كلميم واد نون).