أخرباش: التحول الرقمي لوسائل الإعلام يفرض على الخدمة العمومية للإعلام إعادة تشكيل ذاتها

أكدت رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، السيدة لطيفة أخرباش، الخميس، أنه أمام التحول الرقمي لوسائل الإعلام “يتعين على الخدمة العمومية للإعلام أن تعيد تشكيل ذاتها، لكي تستمر بشكل أفضل”.

وأوضحت أخرباش، في مداخلة خلال ندوة للشبكة الفرنكوفونية لهيئات تقنين الإعلام، نظمتها، عبر تقنية الفيديو، الهيأة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري التونسية، أن “مما يفسر الاهتمام المتزايد والمتجدد الذي تحظى به مهام الخدمة العمومية للإعلام، هو التطور الهائل الذي عرفه التواصل الرقمي”.

وأضافت أن “الحضور الرقمي البارز لسائر أشكال التيارات الشعبوية ونظريات المؤامرة والأخبار الزائفة وباقي ممارسات التضليل، هو نتيجة للتطور الهائل الذي عرفه التواصل الرقمي، وسطوة المنصات في الفضاء الإعلامي الشمولي”.

وأبرزت أخرباش، التي تتولى أيضا نيابة رئاسة الشبكة الإفريقية لتقنين الاتصال، التصور الخاص لهيئات تقنين الإعلام إزاء إشكالية تأهيل الخدمة العمومية، معللة ذلك “بالتزام هيئات التقنين بإعطاء الأولوية للمصلحة العامة وإنعاش قيم التماسك الاجتماعي في المضامين الإعلامية، وكذا حماية جمهور الإعلام”.

وأوضحت أنه “انطلاقا من هذا الانتداب، تشكل تقوية الخدمة العمومية بالنسبة لهيئة التقنين، ضرورة استراتيجية في زمن الغزارة الإعلامية والفوضى التحريرية “المنظمة” من طرف المنصات”.

أما بخصوص أهداف وإكراهات العرض الثقافي للإعلام العمومي، فقد شددت أخرباش على “ضرورة أن تكون الثقافة مجالا للتميز بالنسبة للإعلام السمعي البصري العمومي، الذي تؤهله خصوصيته ومهمته وأرشيفه وتغطيته المجالية، أن يكون أداة نفيسة لإشعاع الهوية الثقافية والتعبيرات الفنية والإنتاجات المحلية”.

وفي سياق حديثها عن الإكراهات التي تحول دون اضطلاع الإعلام العمومي بمهامه في مجال الإنتاج الثقافي، أعربت أخرباش عن أسفها إزاء “افتقار الإذاعات والقنوات التلفزية العمومية، في غالب الأحيان، للميزانيات والوسائل، وضعف هيكلة وإمكانيات قطاع الصناعات الثقافية والترفيهية”، معتبرة أنه رغم هذه الإكراهات، يظل النجاح أمرا ممكنا إذا ما توفر حد أدنى من الإرادة والموارد، كما تثبت ذلك الدينامية التي تم إطلاقها منذ سنة 2006 بالمغرب.

وتناولت مداخلات المشاركين عدة مواضيع من بينها تحديد انتداب الإعلام العمومي، والمقاربات المعتمدة لقياس والتحقق من الاضطلاع بهذا الانتداب، فضلا عن المبادرات المتنوعة لدعم تطوير الإبداع والإنتاج السمعيين البصريين.

وقد نظمت هذه الندوة عن بعد، مع تأمين بثها المباشر على فيسبوك، الهيأة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري التونسية، بالتعاون مع المجلس الأعلى للسمعي البصري لفيدرالية والونيا- بروكسل، والمكتب الفدرالي للاتصال بسويسرا، في موضوع “سبل تعريف ودعم خدمات الجودة للإعلام العمومي، خاصة في المجال الثقافي”.

ويندرج تنظيم هذه الندوة في إطار إعمال خارطة طريق الشبكة الفرنكوفونية لهيئات تقنين الإعلام للفترة 2020-2021، بمشاركة عدة هيئات تقنين من إفريقيا وأوروبا، ومسؤولي مجموعات إعلامية عمومية كبرى، وعدد من الخبراء والباحثين المرموقين في مجالي الإعلام والتقنين.

وتجدر الإشارة إلى أن الشبكة الفرنكوفونية لهيئات تقنين الإعلام، التي تأسست في شهر يوليوز 2007 بواغادوغو، والتي تعد الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري عضوا نشيطا بها، تعمل على تعزيز التضامن وتقاسم الخبرات والتجارب بين أعضائها، كما تشكل فضاء للنقاش والتبادل حول القضايا ذات الصلة بتقنين الإعلام، فضلا عن مساهمتها في برامج التكوين والتعاون.

ويظل تكريس دولة القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان في صلب اهتمامات الشبكة، التي تعد واحدة من الشبكات الخمسة عشر المدعومة من طرف المنظمة الدولية للفرنكوفونية.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة