سمحت السلطات الأميركية بالاستخدام الطارئ للقاح كوفيد-19 الذي طورته شركة موديرنا، ما يمهّد الطريق أمام إرسال ملايين الجرعات من ثاني لقاح يحصل على الضوء الأخضر إلى أنحاء البلد الذي يعد الأكثر تضررا جرّاء الوباء في العالم.
وجاء الاختراق الأخير الجمعة في وقت تفرض حكومات عديدة قيودا على التجمّع خلال عيد الميلاد ورأس السنة، بينما يتوقع بأن يتسبب العيدان بارتفاع أعداد الوفيات جرّاء فيروس كورونا المستجد مطلع 2021.
وأعلنت إيطاليا الجمعة قيودا جديدة مشددة خلال فترة العطلات إذ أغلقت العديد من المتاجر وجميع المطاعم والحانات بينما حظرت السفر بين مناطق البلاد وأذنت لكل عائلة بالخروج من المنزل مرة واحدة كل يوم فحسب.
في الأثناء، تستعد أجزاء من سيدني لإغلاق جديد السبت بينما أعرب مسؤولون أستراليون عن أملهم في أن تكون القيود كافية للسيطرة على أي تفشٍ يزداد خلال فترة الأعياد.
وفي حين باتت الولايات المتحدة تسجّل أكثر من 2500 وفاة يوميا جرّاء كوفيد-19، تحرّك كبار المسؤولين الأميركيين بمن فيهم نائب الرئيس مايك بنس لتلقي اللقاحات الجمعة.
واعتُبر تلقي بنس اللقاح علنا المحاولة الأعلى مستوى حتى الآن لإقناع الأميركيين المشككين باللقاحات بالانضمام إلى الجهود الوطنية لوقف تفشي الوباء الذي أودى بـ1,66 مليون شخص وأصاب أكثر من 74 مليونا في العالم.
كما أعلن الرئيس المنتخب جو بايدن الذي سيتولى منصبه في 20 يناير، أنه سيتلقى اللقاح، علنا كذلك، الاثنين.
– ماكرون أقل نشاطا –
في أوروبا، التي تعد بين المناطق الأكثر تأثرا بالفيروس، ازداد القلق بعدما ثبتت إصابة رئيس الوزراء السلوفاكي إيغور ماتوفيتش بكوفيد-19 بعد أسبوع على حضوره قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
ويعتقد أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أصيب بالفيروس خلال القمة كذلك. ودفع ثبوت إصابة ماكرون مجموعة من القادة الأوروبيين والمسؤولين الفرنسيين إلى عزل أنفسهم.
وأقر الرئيس الفرنسي الجمعة أن الإصابة “أبطّأت عمله” لكنه أصر على أنه لا يزال منخرطا بشكل نشط في شؤون الحكومة بما فيها محادثات بريكست التجارية.
بدوره، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يعتقد أنه يحظى بمناعة حاليا بعدما تعافى من كوفيد-19، بأنه سيكون على استعداد لتلقي اللقاح.
وكان غيابه عن فعاليات تطعيم بنس لافتا، لكنه لطالما سعى جاهدا للتأكيد على فضله في تحقيق اختراق عبر دعم تطوير لقاحات سريعة في حين أودى الفيروس بأكثر من 310 آلاف شخص في الولايات المتحدة.
وتعد الولايات المتحدة أول دولة تسمح باستخدام عقار موديرنا الذي يعطى على جرعتين، وبات ثاني لقاح يستخدم في بلد غربي بعد ذاك الذي طورته شركتا فايزر وبيونتيك.
وسيبدأ إرسال ملايين الجرعات اعتبارا من عطلة نهاية الأسبوع من مخازن مبرّدة خارج ممفيس ولويفيل.
– مليونا جرعة –
أما الاتحاد الأوروبي الذي يواجه ضغوطا من أجل إقرار اللقاحات، فينوي إطلاق حملات التطعيم بلقاح فايزر-بيونتيك قبل نهاية العام، بينما حددت بعض دوله 27 ديسمبر موعدا لذلك.
بدورها، تلقّت الدول الأفقر جرعة أمل الجمعة عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها أنه سيتم توزيع اللقاحات مطلع العام المقبل إلى الدول الـ190 المنضوية في مبادرتها “كوفاكس”، التي تأسست لضمان التوزيع العادل للقاحات.
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت إن “الضوء في نهاية النفق بات أكثر إشراقا”.
وتم تأمين مليوني جرعة من شركات مطورة للقاحات هي أسترازينيكا وجونسون آند جونسون ونوفوفاكس وسانوفي/جي إس كي، على الرغم من أن أيا من اللقاحات التي طورتها هذه المجموعات لم تحصل على موافقة لبدء استخدامها.
لكن في وقت لا يزال إطلاق اللقاحات في بداياته، تواصل معدلات الإصابات الارتفاع في العديد من الدول، وهو أمر يترافق مع تشديد القيود.
وفي أستراليا، ارتفع عدد الحالات ضمن مجموعة إصابات اكتُشفت في شمال سيدني إلى 38، بينما صدرت أوامر للسكان بالتزام منازلهم اعتبارا من ليل السبت إلا في حالات الضرورة.
وناشدت رئيسة وزراء ولاية نيو ساوث ويلز غلاديس بيريجليان سكان سيدني البالغ عددهم أكثر من خمسة ملايين بالتزام منازلهم.
وقالت “نأمل في أن يمنحنا ذلك ما يكفي من الوقت للسيطرة على الفيروس لنتمكن من تخفيف القيود بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة”.
وفي الهند، تخطى مجموع الإصابات بالفيروس عتبة العشرة ملايين السبت، وهي ثاني أعلى حصيلة في العالم، على الرغم من أن معدلات الإصابات الجديدة خفّت بدرجة كبيرة على ما يبدو خلال الأسابيع الأخيرة.
وبدت الدولة الشاسعة في سبتمبر في طريقها لتجاوز الولايات المتحدة كالبلد الأكثر تضررا.
لكن يبدو أن تفشي الوباء تراجع في الهند، على الرغم من أن البلد يضم بعض أكثر مدن العالم اكتظاظا.
وفي أميركا اللاتينية، أعلن رئيس بلدية مكسيكو أن العاصمة والولايات المجاورة ستلغي جميع الأنشطة اعتبارا من عطلة نهاية الأسبوع الحالية في وقت تزداد الإصابات، وبالتالي لن يُسمح إلا باستمرار الأنشطة الأساسية على غرار بيع الأغذية والطاقة والمواصلات والصناعة والخدمات المالية.
من جهته، واصل الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، الذي قلل مرارا من أهمية الفيروس، تقويض حملة التطعيم في بلده.
وسخر من الأعراض الجانبية المحتملة للقاح فايزر قائلا إن “عقد فايزر واضح للغاية: +لا نتحمل مسؤولية أي أعراض جانبية+. إذا تحولت إلى تمساح فهذه مشكلتك”.