اعتبر عبد الرحيم منار السليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، أن الجزائر باتت فعلا تشعر بالعزلة، وتهاجم كل دولة أو منظمة تدلي بموقف إيجابي لصالح المغرب، مؤكدا أن تصريح وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، السبت 2 يناير الجاري، ما هو الا دليل قاطع على التيه الذي يعيشه المسؤولون الجزائريون، منذ مدة طويلة والآن ظهر جليا، وزادت حدته مباشرة بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وكذا الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية، وآخرها تبنى مجلس الأمن خريطة المغرب كاملة، مما يعني بداية تأثير موقف الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، في حلفاء الولايات المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية التي تتواجد فيها.
في هذا الموضوع، نشر رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية، تدوينة على جدار حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” يقول فيها: “وكرد فعل على الحلف الأطلسي يخرج وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، ليقول إن “الجزائر لا تخاف من أحد”، ويضيف ” لم نخف في الثورة من الاستعمار الفرنسي، الذي كان معه الناتو ..ولن نخاف اليوم “.
فبوقادوم، حسب الباحث ذاته، طرح عليه سؤال حول عودة العلاقات المغربية الإسرائيلية، فذهب في جوابه نحو فرنسا وأدخل معها الناتو، مما يعني أن موقف الناتو بخصوص تبني خريطة المغرب كاملة قد زعزعه، والخطير أن يقوم وزير خارجية الجزائر بتزوير التاريخ وإدخال الناتو مع فرنسا في الستينيات.
وأضاف منار السليمي: “التاريخ يكشف ان خلافات كبيرة جرت داخل الناتو بعد تأسيسه، إذ كانت فرنسا تريده ان يساندها كدولة مستعمرة، بينما رفضت الولايات المتحدة الطرح الفرنسي، لكونها كانت تخاف من أن تذهب الدول التي ستحصل على الاستقلال آنداك، في الخمسينات والستينات، نحو المعسكر الشرقي الاشتراكي، مما دفع بفرنسا الى الانسحاب من القيادة العسكرية الموحدة لحلف الناتو سنة 1966 احتجاجا على الموقف الأمريكي الرافض لدخول الناتو في دعم فرنسا”.
واستطرد المحلل السياسي: “ويبدو ان وزير الخارجية الجزائري ونتيجة للحالة النفسية الصعبة التي يعيشها المسؤولون الجزائريون، الذين لا يعرفون الى أي وجهة تسير بلدهم برئيس مقعد وبعودة لـ”رب الدزاير” الجنرال توفيق وشريكه خالد نزار، فبوقادوم اختلطت عليه المشاهد والأزمنة فهاجم الناتو في الستينات لكونه تبنى خارطة المغرب بسيادته الكاملة على صحرائه في سنة 2021″.