قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الأحد 10يناير الجاري بالداخلة، إن العلاقات بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية تتطور بإيقاع غير مسبوق، وفق رؤية الملك محمد السادس، وبتنسيق مع الإدارة الأمريكية.
وأوضح بوريطة، خلال ندوة صحافية مشتركة مع مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بقضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ديفيد شينكر، أن هذه العلاقات شهدت في السنوات الأخيرة تطورا مهما، سواء من خلال زيارات مسؤولين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة إلى المملكة المغربية، أو التوقيع على العديد من الاتفاقيات، وتطوير التجارة، والتنسيق المشترك.
وأكد بوريطة أن هذه العلاقة قائمة على ثوابت وتاريخ وقيم مشتركة، كما ترتكز على مصالح مشتركة ورؤية منسجمة إزاء مجموعة من القضايا الدولية، مضيفا أن قوة هذه العلاقة تكمن في أن المغرب قد يكون الدولة الوحيدة في منطقتنا التي تمتلك آليات غير مسبوقة في علاقتها مع الولايات المتحدة.
وأضاف لدينا اتفاق للتبادل الحر، وحوار استراتيجي، وإعلان المغرب كشريك استراتيجي خارج حلف شمال الأطلسي، وبرامج للتعاون، وكذا العديد من الاتفاقيات التجارية والثقافية .
واعتبر أن كل هذه الآليات تمنح للعلاقة طابعا خاصا ومتميزا، انطلاقا من الحرص الدائم للملك محمد السادس على أن يعزز المغرب، بقدر انفتاحه على شركاء جدد، علاقته مع شركائه التاريخيين، والولايات المتحدة كانت دائما شريكا استثنائيا للمغرب في كل القضايا.
وأشار إلى أن العلاقة بين البلدين قائمة على أربعة ركائز أساسية، تشمل أولا العنصر السياسي الدبلوماسي من خلال الحوار الاستراتيجي وتنسيق مواقف الجانبين التي تظل متقاربة جدا بشأن عدد من القضايا الدولية، وثانيا التعاون الأمني والعسكري المهم بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وكذا التنسيق بين المصالح الأمنية المغربية ونظيرتها الأمريكية انطلاقا من اشتغالهما معا لتحقيق الأمن والاستقرار.
وأكد، في هذا السياق، أن المغرب كان دائما قطب الاستقرار في منطقتي شمال إفريقيا والساحل وفاعلا مركزيا في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة عبر العالم، مذكرا بأنه، بتعليمات من الملك محمد السادس، تم التوقيع في شهر أكتوبر على اتفاق يمتد لعشر سنوات في المجال العسكري بين الولايات المتحدة والمملكة المغربية، على أن تجتمع اللجنة الاستشارية العسكرية، الأسبوع المقبل، لتنزيل عناصر هذا الاتفاق.
وبخصوص الركيزة الثالثة، أشار بوريطة إلى أن اتفاق التبادل الحر مكن من مضاعفة حجم المبادلات الثنائية أربع مرات منذ التوقيع عليه، حيث انتقلت من مليار ونصف إلى أكثر من خمس مليارات دولار من التبادلات التجارية، مبرزا أن هذا التبادل التجاري سيتطور بشكل أكبر مستقبلا تجاه إفريقيا، “ومن هنا يأتي فتح القنصلية في مدينة الداخلة بالنظر إلى هذا التوجه نحو العمق الإفريقي للمملكة المغربية في مجالي التجارة والاستثمار”.
أما الركيزة الرابعة، المتمثلة في المكون الإنساني، فتشمل عناصر مرتبطة بالتكوين من خلال أربع أو خمس مدارس أمريكية تتواجد في مدن المملكة، وكذا اتفاقيات في المجال الثقافي ومنح الدراسة للمغاربة في الولايات المتحدة، مما يساهم في خلق التفاهم على المستوى الإنساني بين الولايات المتحدة والمملكة المغربية وشعبيهما.
وخلص بوريطة إلى أن كل هذه المرتكزات تمنح طابعا خاصا للعلاقة المغربية – الأمريكية، التي تنتظرها أيام زاهرة مستقبلا انطلاقا من المكتسبات التي تتحقق في كل مرحلة من مراحل العلاقات بين البلدين.