أصدر الكاتب والصحافي السابق بجريدة “إحاطة” الإلكترونية، عزيز سدري، روايته الأولى تحت عنوان “ولد الكاريان”، عن دار البشير للثقافة والعلوم بمصر.
ورواية “ولد الكاريان” هي أولى أعمال الصحافي، التي تنتمي إلى صنف “سيرة ذاتية تخيلية”، حاول الكاتب من خلالها تسليط الضوء على بعض المحطات التي كان يعيشها قاطني دور الصفيح بالمغرب بمدينة الدار البيضاء.
وتطرق عزيز سدري، من خلال روايته الأولى لعدد من التيمات الاجتماعية، نظير الفقر والدعارة والارهاب وفساد الانتخابات، كما جسد فيها الفوارق الطبقية التي يعاني منها المغرب، علاوة على مواضيع الهجرة.
وتناولت رواية “ولد الكاريان” التي تتكون من 184 صفحة، بجرأة كبيرة عوالم الأحياء الفقيرة الشبيهة بعوالم “ديستوبيا”، عبر تسمية الأمور بمسمياتها من خلال سرد أحداث عن أشهر حي صفيحي بالبيضاء “دوار السكويلة”.
وهذا مقطع من الرواية:
“كنت في الحادية والعشرين من عمري عندما ضاقت واختنقت بي أرض الوطن، إلى أن فتحت أبواب الهجرة على عينيَّ آمالها وأحلامها للعيش في نِطاق أوسع وأرحب، هُناك في البُعد البعيد، حيث يتنفس المرء أوكسيجينًا بمذاق الأمل، ويعيش حياةً غير هاته التي يحياها هُنا، فلا القُرب من الأحباب كان يُسعدني ولا شمس الصيف كانت تُدفئُني”.
“كانت فقط فرائصي ترتعد خوفًا من شبح البطالة وأنا في السنة الثانية من التعليم الجامعي، كُنت أخاف أن يضيع العمر وسط دوامة الأحلام والأماني وإيمان الوالدين بتخرج ولدهما الذي سَيُخرجهما في يوم من الأيام من بحر الظلمات إلى بَرِّ النور. كان خوفي أعظم من أن يكفر بي كل من عقد عليَّ أملا ً ذات لِقاء عابر”.
“لجأت إلى أبي لأستشيره في سفري نحو المجهول، وقبل أن يعرف إلى أين سأرحل رفض الفكرة تمامًا، كانت كلماتي تطرق أذنيه وكأنها المسامير في طبلة الأذن. انعقد لِسان والدي صومًا عن الكلام، وأي كلام يُمكن أن يَتجسد في تلك اللحظات الحارقة؟!”
“نظرت إليه وكأني لمحت بريق دمع في عينيه فصمتت وانسحبت. في الغد الآخر الذي لا يُشبه باقي أيام السنة، كان قراري حاسمًا ولا رجعة فيه، قدمت إليه قدوم الميت أمام غَساله وأخبرته قائلاً : ـ “لدي خياران يا أبي، لا ثالث، ولا رابع لهما، إما أن أهاجر نحو صقيع كندا أو أن أموت وسط لَهيب الخليج”.