أكد رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، السبت 23 يناير الجاري، خلال انعقاد الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني لحزب “المصباح”، أن الحزب لم يصدر أي تصريح أو تلميح يتعلق بالتخلي عن مبادئه المذهبية والسياسية وفقا لما أقرته وثائقه التأسيسية، وخاصة في الموقف من القضية الفلسطينية، ومن الاحتلال الإسرائيلي، مبرزا أن الحزب وجد نفسه مطوقا بأمانة الإسهام، من موقعه، في رئاسة الحكومة، في دعم المجهود الوطني الذي يقوده الملك محمد السادس، للدفاع عن سيادة الوطن وتكريس مغربية الصحراء، وفي الوقت نفسه الاستمرار في مواقفه تجاه القضية الفلسطينية التي لها مكانة خاصة لدى عموم المغاربة، ولدى أعضاء الحزب.
وأوضح رئيس الحكومة، أن تعزيز سيادة المغرب وصيانة وتقوية الوحدة الوطنية شعبا وأرضا من التوجهات والاختيارات الأساسية للحزب، كما هو منصوص عليه في برنامجه العام، وهو موقف مبدئي يقتضي الدعم والانخراط في الإجماع الوطني من أجل استكمال سيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية المسترجعة، معتبرا أن نفس المبادئ تؤسس لموقف الحزب من القضيتين: الوحدة الوطنية والترابية والقضية الفلسطينية.
وأضاف العثماني: “إن موقفنا المبدئي من القضية الفلسطينية ثابت لم يتغير ولن يتغير، وهو الدعم المستمر للشعب الفلسطيني، والتأكيد المستمر المتواصل على حقه في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وعلى حق العودة ورفض الانتهاكات المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي من هدم للبيوت وتجريف الأراضي وتوسيع الاستيطان وتهويد القدس والاعداء على حرمات المسجد الأقصى”.
وتابع المسؤول الحكومي: “موقف الحزب هو نفس ما أكد عليه بلاغ الديوان الملكي من أن العمل من أجل ترسيخ مغربية الصحراء “لن يكون أبدا لا اليوم ولا غدا، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة”، وبالنسبة لنا فإن أي كسب يحققه المغرب باستكمال سيادته على أقاليمه الجنوبية المسترجعة بالتأكيد سيعود قوة في دعم بلادنا لفلسطين”.
ودعا سعد الدين العثماني، بهذه المناسبة، أنه بات من الضروري على الحزب أمام هذا التلازم الإقدام بدل الإحجام والإيجابية بدل السلبية، ولا يمكن اعتماد منطق التباكي أو الانهزامية أو التخوين، بل المطلوب هو الوضوح في المواقف والثبات عليها والقوة في التحرك على أساسها، مع التحلي باليقظة وبروح المقاومة، فالمعركة معركة متجددة للبناء والمقاومة في نفس الوقت، لصالح القضيتين.
واستطرد العثماني قائلا: “لقد تابعنا بيانات ومواقف صدرت مع الأسف من هيئات خارجية هنا وهناك، ذهبت إلى انتقاد الموقف المغربي وانتقاد الحزب، ومع احترامنا للرأي المخالف وللنقد وتفهمنا لهما، فإننا نرفض رفضا باتا التهجم واتهام النوايا والتشكيك في موقف المغرب والتشكيك في موقف الحزب، وندعو الجميع للتحلي بالعدل والموضوعية وبالتواضع في نفس الوقت”.