أكد صارم الحق الفاسي الفهري، نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن قائمة العروض الرسمية للدورة 15 التي انطلقت أمس الجمعة، تمثل على أفضل نحو تنوع السينما العالمية، مع الحرص على الجودة كمعيار الاختيار.
وقال الفاسي الفهري إن الخط التحريري للمهرجان هو ذاته منذ 15 عاما : سينما عالمية متنوعة، حيث جودة الأعمال وحدها معيار اختيارها للمشاركة، مبرزا أنه “في كل عام، نعمل من أجل أن تكون جميع مناطق العالم ممثلة لكن شرط أن تكون الأفلام مثيرة للاهتمام وذات جودة”.
وأوضح الفاسي الفهري، مدير المركز السينمائي المغربي، أن أفلام الدورة 15 تكرس هذا الرهان بحضور 33 جنسية ممثلة من خلال 93 فيلما، مع العلم بأنه من مجموع 15 فيلما بالمسابقة الرسمية، فإن سبعة منها عبارة عن أعمال أولى.
وأضاف نائب الرئيس المنتدب للمهرجان قائلا إن الجودة هي المرجع الأساس لكن الاختيار يرتبط أيضا بعاملين آخرين “المخرجون ذوو الأعمال الأولى أو الثانية، وإن كان هذا المعيار ليس حصريا، ثم التوازن الجغرافي، بحيث لا نعتمد فيلمين دنماركيين أو كوريين اثنين في نفس المسابقة”.
ويرى الفاسي الفهري أن مهرجان مراكش يفرض نفسه اليوم كمحفل لاكتشاف المواهب، على اعتبار أن العديد من السينمائيين الذين شاركوا في دوراته وجدوا أنفسهم لاحقا مرشحين للأوسكار أو متوجين به.
وقدم، في هذا الإطار، مثال ألكسندر باين الذي توج بالأوسكار عام 2005 و2012 والذي كان فاز بالنجمة الذهبية لمهرجان مراكش عام 2004 عن فيلمه “سايدوايز”، وكذا نوري بيلغ سيلان، صاحب السعفة الذهبية بكان عام 2014، الذي دعي في دورة 2011 لتنشيط ماستر كلاس.
وبخصوص حضور الإنتاج الوطني في فقرات الدورة 15، قال الفاسي الفهري إن ثلاثة أفلام تمثل المغرب : “المتمردة” لجواد غالب في المسابقة الرسمية، “لا إيسلا” لأحمد بولان في “خفقة قلب”، وعمل ثالث سيعرض في الأمسية التكريمية لمدير التصوير المغربي كمال الدرقاوي.
وأشار إلى أن مهرجان مراكش يتبنى هدف الدفع بالسينما المغربية إلى الأمام حيث تعرف الدورة تنظيم لقاء بين المنتجين المغاربة الذين لهم أعمال جاهزة وموزعين دوليين.
وفي تقييمه لدينامية الإبداع السينمائي الوطني، اعتبر مدير المركز السينمائي المغربي أن السينما المغربية باتت تحظى بالاعتراف في الداخل والخارج، مضيفا أن عدد المشاركات في المهرجانات والتظاهرات السينمائية عبر العالم خير دليل على ذلك : 70 مشاركة عام 2014.
لكنه يقر أن تحديات ما تزال ترتسم في الأفق، تتعلق أساسا بالحاجة إلى إضفاء مزيد من المهنية على القطاع، وبذل جهود أكبر في الكتابة، ما يفتح الباب أمام الفيلم المغربي لاقتحام قلاع المهرجانات الكبرى.