الـ”شان”.. المغرب يتربع مجددا على عرش كرة القدم الافريقية

عن جدارة واستحقاق، وبالعرض و النتيجة، تمكن المنتخب الوطني المغربي، الاحد 07 فبراير الجاري، من انتزاع لقب النسخة السادسة من بطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين “الكاميرون 2021″، عقب تفوقه بثنائية نظيفة على نظيره المالي، في المباراة التي جمعتهما، على أرضية ملعب “أحمدو أحيجو “، برسم نهائي هذه المنافسة، وهو اللقب الثاني على التوالي الذي يحرزه المغرب في هذه المسابقة القارية بعد النسخة التي توج بها سنة 2018 في الدار البيضاء، ليتربع مجددا على عرش كرة القدم الافريقية.

و هكذا، كتب رجال الاطار التقني المغربي المحنك، حسين عموتة، فصلا جديدا من فصول التفوق الكروي المغربي في السجل التاريخي لكرة القدم الافريقية، وأكدوا أحقيتهم بالتتويج بهذه المنافسة القارية التي دخلوها كمرشح فوق العادة للظفر باللقب، بحكم عوامل الانسجام والواقعية والنجاعة والفعالية، التي ميزت أداءهم في مختلف المباريات، مما مكنهم من فرض سيطرتهم التامة و التي تبلورت على رقعة الميدان من خلال تسجيل 15 هدفا منذ بداية المنافسة مقابل استقبال هدفين.

التتويج المغربي في هذه المنافسة لم يكن جماعيا فحسب ، بل جاء فرديا ايضا من خلال فوز الجناح المارد سفيان رحيمي، بجائزة أفضل لاعب في النسخة السادسة لكأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين ” الكاميرون 2021″،نظير العطاء المتميز الذي بصم في مختلف المباريات و تسجيله لخمسة اهداف ، علاوة على اختيار أنس الزنيتي حارس عرين أسود الاطلس كأفضل عنصر في المباراة النهائية ، فيما رفع الهداف ايوب الكعبي رصيده التاريخي ضمن هذه المسابقة إلى 12 هدفا.

وعرفت التشكيلة المثالية للنسخة السادسة لـبطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين ” الكاميرون 2021″، التي كشفت عنها الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم سيطرة مغربية، حيث ضمت 5 لاعبين من كتيبة اسود الاطلس ويتعلق بالظهير الايسر حمزة الموساوي، و المدافع الأوسط عبد المنعم بوطويل، ومتوسط الميدان يحيى جبران، والجناح سفيان رحيمي و المهاجم الأوسط أيوب الكعبي.

ويجمع المحللون الرياضيون، على أن التتويج القاري الثاني على التوالي للمنتخب الوطني المغربي للاعبين المحليين، يعكس بما لا يدع مجالا للشك موقع الريادة التي أضحت تتبوؤها البطولة الوطنية الاحترافية ( إينوي )على الصعيد الافريقي، ليس فقط على مستوى الطبق الفني الذي تفرزه مباريات الدوري المغربي، او النتائج المتميزة التي تحصل عليها النوادي المغربية المشاركة في المنافسات الافريقية، بل أيضا بحكم النهضة المتواصلة على صعيد البنيات التحية و جودة الملاعب التي تساعد على تقديم طبق كروي يفرز الفرجة والمتعة و يجلب الأنظار.

ويؤكدون أن من العوامل التي ساهمت في بلوغ هذا الإنجاز، الخبرة والتجربة الواسعة التي راكمها اللاعبون المغاربة على صعيد المنافسة الافريقية، بحكم مشاركة فرقهم بكثافة في مختلف المنافسات القارية الخاصة بالأندية سواء تعلق الامر بعصبة الابطال، أو كأس الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم، علاوة على الكأس الممتازة.

ونجحت المجموعة الوطنية، التي دخلت المنافسة بثوب البطل، في رفع مجموعة من التحديات لعل أبرزها معادلة الرقم القياسي لعدد ألقاب البطولة، الذي يحمله منتخب الكونغو الديمقراطية برصيد لقبين، علاوة على معادلة إنجاز الجيل الذي حقق لقب البطولة قبل عامين في الدار البيضاء، تحت قيادة الاطار الوطني جمال السلامي، حيث سجل هذا الفريق 15 هدفا.

إيمان المدرب الوطني عموتة بقدرة النخبة الوطنية على انتزاع اللقب الافريقي يعكسه أيضا النسق التصاعدي في الأداء، إذ بعد بداية خجولة في المباراتين الأولى و الثانية من دور المجموعات، شهد المؤدى الشمولي للمجموعة الوطنية تطورا كبيرا ترجمته الانتصارات بحصص عريضة على المنتخبات المنافسة، والتأقلم السريع مع الأجواء المناخية التي تدور فيها المباريات.

لكن، يبقى أن الاختيارات التكتيكية للمدرب عموتة، صاحب العين الثاقبة، كان لها تأثير كبير في بلوغ المنتخب الوطني النجاعة و الفعالية المطلوبتين في مسابقات من هذا القبيل، حيث يتم تطبيق خطط اللعب الحديثة، التي تتوزع بين القيام بالهجومات المنظمة، والانتشار الجيد في رقعة الميدان، والهيمنة على وسط الميدان، وممارسة التفوق العددي على حامل الكرة قصد افتكاها، والاعتماد على انسلالات الظهيرين لمؤازرة المهاجمين، والدفاع والهجوم بأكبر عدد من اللاعبين، واستغلال الضربات الحرة.

وهذا ما أكده المدرب عموتة أمس عقب المباراة حيث أبرز أن الضربات الثابتة التي تم الاشتغال عليها في التداريب كانت فعاليتها حاضرة في المباراة واستطاع من خلالها الفريق الوطني التسجيل، مشددا على أن الأهم في مثل هذه المباريات هو الفوز باللقب الذي كان مستحقا.

تتويج المنتخب المغربي بلقبه الثاني على التوالي ببطولة أمم فريقيا للاعبين المحليين، يرفع من سقف طموحات كرة القدم المغربية المقبلة على دخول مجموعة من الاستحقاقات لعل اقربها كأس الأمم الإفريقية لأقل من 20 سنة التي ستحتضنها موريتانيا بداية من 14 فبراير الجاري، حيث يتطلع أشبال الاطلس بقيادة الاطار التقني الوطني زكراء عبوب لانتزاع لقبها.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة