فلسطين في المنظمة العالمية للجمارك بفضل المغرب

تمكن المغرب من الانتصار للقضية الفلسطينية في ساحة المنظمة العالمية للجمارك، إذ نجحت في إقناع أعضاء المنظمة العالمية بضم فلسطين إلى صفوفها، لتصبح العضو 180 في منتظم دولي مرموق، بعد انتزاعها عضوية منظمة “اليونسكو” في وقت سابق.

ووظف المغرب رئاسته لمجلس المنظمة العالمية للجمارك، من أجل تكثيف جهوده التقنية والقانونية والدبلوماسية، لتحريك ملف انضمام فلسطين إلى المنظمة، موازاة مع انخراط الجمارك الفلسطينية في مسلسل الإجراءات الإدارية لتقديم ملف طلب الانضمام الرسمي، وذلك من خلال بعث طلب رسمي لوزارة الخارجية البلجيكية، التي تحتضن مقر المنظمة العالمية، والمودع لديها اتفاقية إنشاء مجلس التعاون الجمركي، فيما شكلت المصالح الجمركية الفلسطينية فريقا قانونيا لدراسة وإعداد الطلب، الذي تم تقديمه مارس الماضي للوزارة المذكورة.

وعبر زهير الشرفي، المدير العام للإدارة العامة للجمارك والضرائب، الذي ترأس دورتي مجلس المنظمة العالمية للجمارك 125 و126، اللتين شهدتا أخيرا، إعلان انضمام فلسطين إلى المنظمة عضوا رسميا، عن فخره واعتزازه بمشاهدة العلم الفلسطيني يرفرف في قاعة اجتماعات المجلس، مشيرا إلى أن دخول الجمارك الفلسطينية إلى المنتظم المهني الدولي، يعتبر نصرا للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى عضوية منظمة الجمارك ستعزز موقع فلسطين في المنظومة الدولية، إضافة إلى الاستفادة من المزايا التفضيلية في المبادلات التجارية الخارجية لهذا البلد، بما ينعكس إيجابا على ظروف الحياة الاجتماعية للمواطنين الفلسطينيين.

ويرتقب أن يسهل انضمام فلسطين إلى المنظمة العالمية للجمارك، تدفق السلع والخدمات إلى المدن الفلسطينية، التي ما زال بعضها يرزح تحت الحصار الإسرائيلي، علما أن الإدارة العامة للجمارك واكبت المصالح الجمركية الفلسطينية في عمليات التكوين والاستعداد لدخول المنتظم الجمركي الدولي، وذلك عبر تكوينات وزيارات عمل متبادلة، ما فتئت تتعزز باستصدار المغرب في 2009، حين كان يشغل منصب نائب رئيس المنظمة العالمية، لقرار يقضي بمنح الجمارك الفلسطينية الدعم الفني، عبر الاستفادة من برامج بناء المقدرة التي تمنحها المنظمة للأعضاء.

ومهدت الإدارة العامة للجمارك بالمغرب لصدور إعلان رسمي بشأن انضمام فلسطين إلى المنظمة العالمية للجمارك، خلال ترؤسه أشغال الدورة 73 للجنة السياسة العامة للمنظمة العالمية للجمارك، المنعقد قبل اجتماع مجلس المنظمة الأخير ببروكسيل، إذ لم تدخر جهدا في الضغط والتفاوض لتسريع وتيرة إخراج الإعلان إلى الوجود، علما أن المغرب يتوفر على نفوذ مهم في المنظمة الجمركية، يعتبر نتاج سنوات من المجهودات التي وضعت الجمارك المغربية في مصاف نظيرتها العالمية الرائدة، إذ تشغل المملكة إضافة إلى رئاسة مجلس المنظمة العالمية للجمارك، دور الممثل الإقليمي لبلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ 2008، فيما تم انتخاب زهير الشرفي، مدير عام الإدارة العامة للجمارك والضرائب غير المباشرة، رئيسا لمجلس التعاون الجمركي، الهيأة العليا للمنظمة العالمية للجمارك في مثل هذه الفترة من السنة الماضية.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة