أشادت مجموعة من المنابر الإفريقية المرموقة، بالنموذج الكروي المغربي الذي اشتغلت عليه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، خلال السنوات الأخيرة والذي أعطى نتائج جيدة، مؤكدين أن المغرب دخل التاريخ من بابه الواسع، عندما أصبح أول فريق يفوز ببطولة “CHAN”، في نسختين متتاليين، بعد فوزه على مالي 2-0 في النهائي الذي أقيم في ياوندي بالكاميرون.
القيادة الذكية لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع
واعتبرت المنابر الإعلامية الافريقية، أن تتويج المنتخب المغربي بطولة “CHAN” ليس صدفة بأي حال من الأحوال ، ولكنه نتيجة للتخطيط المضني، وللإدارة الممتازة، ووضوح الرؤية، تحت القيادة الذكية لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم (FRMF) فوزي لقجع.
لقد قلب لقجع حظوظ كرة القدم المغربية منذ توليه رئاسة الاتحاد المغربي لكرة القدم قبل سبع سنوات، حيث توج نادي الوداد الرياضي بطلاً لأفريقيا في عام 2017، بينما فاز غريمه نادي الرجاء الرياضي بكأس الاتحاد الافريقي في العام التالي، قبل أن يفوز بها نهضة بركان العام الماضي، وهي المدة التي تأهلت فيها أربعة أندية مغربية إلى نصف نهائي المسابقات القارية، هذا الى جانب احتفاظ المنتخب الوطني المغربي للاعبين المحليين بلقب “CHAN”.
في هذا الصدد سلطت المنابر الإعلامية الافريقية، الضوء على بعض العناصر التي ساهمت في نجاح استراتيجية فوزي لقجع، ودفعت بها لتحقيق هذه النتائج الباهرة والمتميزة، في السنوات الأخيرة.
مرافق ممتازة
تمتلك المملكة الآن أكثر من 200 ملعب صناعي، وحوالي 20 ملعبًا على مستوى عالمي معن العشب الطبيعي والإضاءة الممتازة، وخمسة مراكز تدريب عالية الجودة، بالإضافة الى مركز محمد السادس لكرة القدم، والتي تعتبر منشأة فريدة ومتميزة على مستوى القارة الإفريقية.
في هذا الشأن، وبعد زيارة جياني انفانتينو، لمركب محمد السادس الشهير العام الماضي، قال رئيس “FIFA”: “هذا المركز ليس ينقصه شيئا على المراكز الأخرى في العالم، ويجب أن يكون مثالاً يحتذى به”.
حكامة جيدة
اعتمد فوزي لقجع في بلورة استراتيجيته الناجعة، من خلال الإدارة الممتازة للأندية، حيث كان لإدارة الأندية تأثيرا إيجابيا على أداء الفرق المغربية في القارة السمراء، بالإضافة إلى تسريع تطور اللاعبين، فبات الدوري المغربي قويا، يمنح مدربي المنتخب الوطني مجموعة أكبر من اللاعبين للاختيار من بينهم، ومن ثم هيمنة المغرب على “CHAN”.
وقال الدولي البوتسواني كابيلو سيكانينغ، ولاعب أولمبيك خريبكة: “لا عجب أن يكون المنتخب الوطني في حالة جيدة، لقد تحسن المنتخب المغربي كثيرًا، والأندية محترفة للغاية، والمرافق استثنائية”.
من ناحية أخرى، توفر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لكل نادي من فرق الدرجة الأولى منحة سنوية تقارب 600000 يورو، هذا بالإضافة إلى المساعدة المالية والدعم المقدم للأندية المشاركة في المسابقات القارية من قبل “FRMF”، هذا التحفيز جعل الأندية، على مر السنين، تعمل على تأمين مراكز تدريب وهي تتجه بقوة نحو تنمية الشباب، ويبقى نادي الرجاء الرياضي النموذج الحي، من خلال اتجاهه لوضع اللمسات الأخيرة على بناء أكاديمية حديثة للغاية.
مواكبة المدربين
اعتمدت إستراتيجية فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أيضًا على تعزيز ومواكبة المدربين، والطاقم الطبي، والحكام في محاولة لتحسين جودة اللعبة المحلية.
أزمة Covid-19
وسط تفشي جائحة كورونا، تمكن المغرب من إكمال موسم 2019/20 في ظل فقاعة بيولوجية، حيث يمكن أن يُنسب انتصار كرة القدم المغربية على الوباء العالمي أيضًا إلى الإدارة الممتازة التي قدمتها جامعة الكرة لأزمة covid-19، بحيث استؤنفت البطولة الوطنية 2019/2020، ببروتوكول صحي فعال أتاح للمشجعين المغاربة تجربة موسم ملحمي، حيث تنافس ثلاثة أندية على اللقب، حتى الأنفاس الأخيرة من المباراة الختامية للموسم.
وعلى الرغم من الأزمة التي شهدت خسارة العديد من البلدان في جميع أنحاء القارة لرعاة الشركات، تمكنت “FRMF” من تأمين راع جديد عملاق الاتصالات Inwi، الى جانب تعيين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، شركة متخصصة في جدولة مباريات البطولة، فضلا عن توسيع استخدام تقنية “VAR” لتشمل مباريات القسم الوطني الثاني من البطولة الاحترافية.
وقال سيكانينج، الذي سبق لع الاحتراف في مالطا وجنوب إفريقيا: “لدينا في الواقع تقنية حكم الفيديو المساعد في دوري الدرجة الثانية، إنه أمر مذهل للغاية”.
أفضل دوري في إفريقيا
حسب ترتيب الاتحادات الأعضاء في”CAF” المنشور في سبتمبر 2020، أصبحت البطولة المغربية أفضل بطولة في إفريقيا، مع وجود ثلاثة من أنديتها ضمن أفضل 10 أندية في إفريقيا، بفعل هذه الاستراتيجية هي التي مكنت البطولة المغربية، البطولة الوطنية من أن تكون الأفضل في إفريقيا من حيث الأداء.
نجاح قاري
في موسم 2019/20، كان أربعة من أصل ثمانية وصلوا إلى نصف النهائي في دوري أبطال أوروبا وكأس الكاف من البطولة، هذا يعني أن جميع الأندية المغربية وصلت إلى دور الأربعة، قبل تحقيق نادي نهضة بركان كأس الكونفدرالية، بعدما تغلب على نادي بيراميدز المصري في النهائي، هذا علاوة على فوز الأندية المغربية في السنوات الأخيرة بعدة بطولات قارية، في الواقع، أصبحت الأندية المغربية من أكثر الأندية المرعبة في المسابقات القارية.
الفئات العمرية
استراتيجية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أعطت نتائجها كذلك، على مستوى فرق الوطنية للفئات العمرية، بعدما تأهل المنتخب المغربي لأقل من 20 عاما لكأس إفريقيا للأمم المقرر استضافتها في موريتانيا هذا الشهر بعد 15 عاما من الغياب عن البطولة.
كرة القدم النسوية
لم يتم استبعاد كرة القدم النسوية، حيث أعلن لقجع العام الماضي عن خطة تطوير مهمة لكرة القدم النسوسة، بعدما تم تخصيص ميزانية ضخمة لتحويل لعبة السيدات إلى دوري محترف.
في هذا الصدد، تم التعاقد مع المدرب الفرنسي رينالد بيدرو ، الفائزة مرتين بدوري أبطال أوروبا للسيدات، في إظهار واضح لطموح “FRMF “لتطوير كرة القدم للسيدات.
وجدير بالذكر، أنه في عام 2022، سيستضيف المغرب بطولة كأس الأمم الأفريقية للسيدات، وسيتطلعن إلى إبهار زوارهن ومواصلة الصعود إلى العظمة.