أصدر مركز السياسات للجنوب الجديد مؤخرًا كتابًا بعنوان: “تسبق سلم عال التنمية في سياق الاقتصاد العالمي”، من قِبَل أوتافيانو كانوتو (Otaviano Canuto)، باحث أول في مركز السياسات للجنوب الجديد، ونائب الرئيس والمدير التنفيذي السابق للبنك الدولي، والمدير التنفيذي السابق لصندوق النقد الدولي، وهو كتاب يتألف من أربعة (4) أجزاء وثلاثة وعشرين (23) فصلاً، يسعى من خلاله الكاتب إلى فهم معنى الارتقاء في سلم الدخل، في سياق الاقتصاد العالمي قبل الأزمة المالية العالمية 2007- 2008 وبعدها.
يتناول هذا الكتاب الفرص والتحديات التي تواجهها البلدان النامية لرفع مستويات دخل الفرد فيها خلال المرحلة الأخيرة من العولمة. وبعد التعامل مع المشهد الاقتصادي لمرحلة ما بعد الأزمة المالية العالمية في الاقتصادات المتقدمة، يتطرق الكتاب إلى نوافذ الفرص التي تتيحها التجارة والعولمة المالية للبلدان النامية من أجل صعود سلم الدخل، ثم يشار إلى الشروط المسبقة المحلية الضرورية لكي تستفيد البلدان النامية من تلك النوافذ. وتقدم الصين والبرازيل وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى كدراسات حالة إفرادية. وينتهي الكتاب بتقييم تأثير أزمة فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي.
يبدأ الفصل الأول بإعادة النظر في أداء النمو في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية قبل الأزمة المالية العالمية وبعدها. بالإضافة إلى التوقعات المحبطة بشأن احتمال أن تصبح القطب الجديد للنمو في الاقتصاد العالمي، فإن تقاربها مع دخل الفرد في الاقتصادات المتقدمة قد تعرض لانتكاسة. يسترعي هذا الفصل الانتباه إلى السياسات والإصلاحات التي لا تزال قابلة للتطبيق لمعالجة ذلك.
ويتناول الجزء الأول من الكتاب، السياق المالي الكلي العالمي بعد الأزمة. ويتجه الجزء الثاني إلى التكنولوجيا وعولمة التجارة باعتبارهما عاملين تمكينين – بشروط مسبقة – للنمو في البلدان النامية، في الذي يعرض الجزء الثالث وجهة نظرنا حول مراحل النمو، ويقدم الكاتب الجزء الرابع، من خلال تسليط الضوء على دراسات حالات قطرية.
وينتهي الكتاب بفصل عن أزمة فيروس كورونا وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، وبذلك يشير إلى أنه بالإضافة إلى مواجهة صعوبات في التعامل مع تفشي فيروس كورونا، عانت الأسواق الناشئة والبلدان النامية من صدمات إضافية من الخارج بحيث بالنسبة لها، شكل فيروس كورونا الجديد عاصفة هوجاء. علاوة على ذلك، تمت الإشارة إلى بعض الآثار المحتملة لأزمة فيروس كورونا على العولمة.
وخلصت المصادر، أنه يمكن اعتبار النهج التحليلي والتاريخي المزدوج للكتاب بشكل عام في رسالة واحدة: الظروف التاريخية والجغرافية مهمة، لكن اعتماد سياسات وإصلاحات ملائمة خاصة بكل بلد هو ما يصنع الفارق في نهاية المطاف.