أكد الطيب حمضي الطبيب، والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن الموجة الثالثة والسلالات الجديدة، الوجه الجديد للوباء الشرس، مشددا على ضرورة تجنب هذا الوضع الذي أصاب عدة دول في مقتل وشلۜ الحياة فيها، “دعونا نعمل بجد الآن لتجنب الأسوأ وعدم تعريض الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي للخطر، الذي نعول عليه كثيرا في فصل الصيف”.
وأوضح الدكتور حمضي، أن البرازيل تعيش في حالة فوضى عامة، وهو نفس الحال في بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا، ايرلندا، البرتغال، وفرنسا، ودول أخرى في وسط وغرب أوروبا، حيث قررت تدابير تقييدية صارمة وحجر صحي عام، مع إغلاق المدارس في الكثير منها لوقف تفشي السلالات الجديدة.
وأضاف الطيب حمضي: “إنه وباء جديد أو تقريبًا بحجمه ووجهه الجديد، زيادة هائلة في الحالات الجديدة، والمرضى الذين يعانون من حالات خطيرة بشكل متزايد، في خدمات العناية المركزة المزيد والمزيد من الشباب، والكثير منهم بدون أي أمراض. أو ضعف مرتبط به، فترات أطول للإقامة في العناية المركزة، المزيد من النساء، ومع المزيد من العواقب.
وتابع الباحث في النظم الصحية: “في فرنسا، على سبيل المثال، انخفض متوسط عمر المرضى في العناية المركزة بمقدار 10 سنوات في بعض المناطق. إن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا والذين يمثلون 30٪ من عمليات الإنعاش في الموجة الأولى يبلغون الآن 40٪، ويستمرون في الانخفاض. أكثر من 60٪ تحت سن 65 في بعض وحدات العناية المركزة”.
وواصل الدكتور حمضي: “تضاعف عدد المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 30-49 ثلاث مرات منذ يناير الماضي، كما تضاعف عدد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و 69 عامًا خلال نفس الفترة، فمتوسط مدة الإقامة في العناية المركزة أطول بنسبة 20٪ مما كانت عليه في ديسمبر 2021”.
وأبرز الطيب حمضي، أن تطعيم المسنين، أدى الى حمايتهم لحسن الحظ، كما أدى إلى تقليل عدد المقبولين من هذه الفئة العمرية في المستشفيات ووحدات العناية المركزة، “ولكن هذا ليس التفسير الوحيد، ولا السبب الوحيد “للتجديد” من مرضى كوفيد-19 المصابين بأمراض خطيرة”.
واستطرد حمضي: “أدى انتشار المتغيرات، البريطانية بشكل أساسي، إلى زيادة هائلة في الحالات الجديدة، وبالتالي الحالات الشديدة تلقائيًا، في كل من الصغار والكبار، هذا المتغير معدٍ بنسبة 60٪ وفقًا لعدة دراسات، كما يشتبه بشكل متزايد في أنه أكثر ضراوة وأكثر خطورة من السلالة الكلاسيكية، حيث كشفت دراسة حديثة أن البديل البريطاني أكثر خطورة، و أكثر فتكًا بنسبة 64٪، بالنسبة لـ 1000 حالة تم اكتشافها، فإنها تسبب 4.1 حالة وفاة، مقابل 2.5 حالة لفيروس كورونا التقليدي، فوفقًا لدراسة باللغة الإنجليزية نُشرت في نهاية عام 2020، فإن معدل الإصابة بالفيروس مرة ثانية سيكون 0.7٪، مقابل 0.11٪ بالسلالة الكلاسيكية”.
وأضاف: “في الحالات الأكثر خطورة، والمزيد من حالات الإصابة بالعدوى، ومتوسط مدة الإقامة أطول، فإنه يضع مزيدًا من الضغط على النظام الصحي، وعلى أسرة المستشفيات والإنعاش، في فرنسا، كان الوضع الوبائي مستقرًا وتحت السيطرة لمدة 10 أسابيع، وكانت حملة التطعيم متقدمة جدًا، لكننا ما زلنا بعيدين عن المناعة الجماعية، حيث تم اكتشاف المتغيرات البريطانية على أرضنا، ومن المحتمل أن تكون المتغيرات الأخرى كذلك”.
وتساءل حمضي في هذا السياق: “هل هذا السيناريو “الأوروبي” يمكن منعه؟ وإمكانية تجنبه ليست ممكنة فحسب بل ضرورية، يجب علينا وقف تقدم المتغيرات المتداولة حتى يتم تطعيم نسبة كبيرة من السكان المغاربة”.
وجدد حمضي التأكيد على الامتثال الصارم والصارم لتدابير الحاجز والتدابير الإقليمية، وتجنب السفر غير الإجباري، والاجتماعات والتجمعات العائلية أو غيرها، والامتثال الصارم للعزل من قبل المرضى الذين ثبتت إصابتهم مع تقييد الاتصالات”.
وخلص الباحث في النظم الصحية: “الأسابيع القادمة ليست للتراخي، وانفتاح اقتصادنا، ومدارسنا، وحياتنا الاجتماعية، وسياحتنا في أشهر الصيف تعتمد عليها، كل الحذر واليقظة لتجنب موجة شرسة”.