قال عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الخميس 8 أبريل الجاري، خلال لقائه رئيس مجلس نواب الشعب التونسي راشد الغنوشي، أن هذا الأخير أبدى تمسكه الراسخ بتعزيز العلاقات المغربية-التونسية، وبإحياء اتحاد مغاربي قوي يشمل الدول الخمس.
ففي حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، الذي يقوم بزيارة لتونس، إنه ناقش مع الغنوشي سبل إنعاش هذا التكتل الإقليمي.
وجدد رئيس مجلس نواب الشعب التأكيد على “تمسكه بتطوير العلاقات المغربية-التونسية وبمشروع اتحاد المغرب العربي، فضلا عن ضرورة تعزيز التعاون بين الشعبين المغربي والتونسي”.
وأضاف وهبي أن المسؤول التونسي دعا إلى اتحاد مغاربي قوي يشمل الدول الخمس، كما اعتبر أنه من الضروري تكثيف الجهود المشتركة للاستجابة لتطلعات الشعوب المغاربية لتعزيز الصرح المغاربي.
وأشار إلى أن الغنوشي أعرب له عن “قناعته” بأن الأجيال الصاعدة ستدافع عن هذا الحلم ، مع العمل على تطوير العلاقات المتميزة بين البلدين في إطار اتحاد المغرب العربي.
وأضاف وهبي أن الهدف، بحسب رئيس مجلس نواب الشعب التونسي، يكمن في تغليب مصالح جميع شعوب الاتحاد.
وأعرب الغنوشي عن قناعته أيضا بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح في ظل الحرص على التقارب والتعاون والالتقاء من أجل تجسيد الحلم المغاربي.
من جهة أخرى، نوه المسؤول التونسي بالحوار المفتوح بين “الأحزاب الإسلامية والحداثية” في المغرب، معتبرا أن من شأن هذا تكريس العملية الديمقراطية في البلاد في إطار رؤية تخدم مصالح المواطن.
وأبرز الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أهمية هذه الزيارة لتونس ، والتي تشكل خطوة أولى لإعطاء زخم جديد لعلاقات التعاون القائمة بين البلدين من خلال تحالف اقتصادي.
وأعرب عن أمله في أن يعمل البلدان على انعاش علاقتهما بالانتقال من “مناخ من التنافس الاقتصادي” إلى نوع من التكامل الاقتصادي ، في أفق تمكين الرباط وتونس من رفع عدد كبير من التحديات المتعلقة بتداعيات كوفيد-19 وضغط الأزمة الاقتصادية العالمية.
وفي السياق ذاته، أشار وهبي إلى أهمية هذا النوع من الزيارات في فتح قنوات الحوار، معلنا بهذه المناسبة عن زيارة مرتقبة إلى ليبيا على رأس وفد يضم رجال أعمال وأطر من حزبه.
وسجل أن محادثاته مع الأمناء العامين ورؤساء الأحزاب السياسية التونسية، والتي كانت “مثمرة” على جميع المستويات، شملت أيضا تطورات الأزمة الليبية.
وذكر في هذا الصدد بجهود المغرب لإيجاد تسوية لهذه الأزمة من خلال تيسير الحوار بين الفرقاء .
وتابع قائلا “نحن نعتبر العلاقات بين تونس وليبيا استراتيجية وتشكل دعما لإنعاش الصرح المغاربي ولتعزيز العلاقات المغربية-التونسية والمغربية-الليبية”.
وسجل وهبي أن تونس وليبيا، وبحكم الجوار ، تجمع شعبيهما ، منذ القدم، روابط عائلية.
وبخصوص مبادرة حزب الأصالة والمعاصرة التي أطلقها من تونس والمتعلقة بإرساء حوار بين الأحزاب المغاربية، أوضح وهبي أن الهدف وراء هذه المبادرة هو المساهمة في إذابة الجليد في العلاقات بين الأحزاب السياسية في المنطقة.
وأضاف أن الأمر يتعلق بعقد اجتماع بين الأحزاب الديمقراطية لتقييم العملية الديمقراطية في المغرب وتونس، وكذا مناقشة سبل التعاون في هذا المجال، مسجلا أنه سيتم كذلك مناقشة آليات الانفتاح على الأطياف السياسية الأخرى في البلدين ، بما في ذلك الأحزاب الإسلامية، والهدف هو إيجاد أرضية تعاون لتكريس الخيار الديمقراطي.
وقال إن هذه التجربة سيتم تعميمها فيما بعد لتشمل موريتانيا وليبيا والجزائر، مسجلا أن هذه المبادرة ستليها خطوات أخرى تروم تعزيز الحوار المغاربي. وأكد في هذا الصدد ”نحن لا نريد أن نجتمع من أجل تهميش هذا الطرف أو ذاك ، ولكن من أجل إرساء تعاون قوي وحوار دائم بين الأحزاب الديمقراطية في المنطقة المغاربية ‘”.
وأشار وهبي، الذي كان مرفوقا بوفد ضم على الخصوص رشيد عبدي وعادل بركات، رئيسا الفريقين البرلمانيين لحزب الأصالة والمعاصرة بمجلسي النواب والمستشارين، على التوالي، وكذا النائبة زهور الوهابي، وعبد الإله السويح، المكلف بالإعلام بالحزب، إلى أن الأحزاب السياسية التونسية أشادت بريادة ودور الملك محمد السادس في إنجاح وتكريس الانتقال الديمقراطي في المغرب.
وتابع أن هذه الأحزاب أشادت كذلك بالدستور المغربي وبنوعية النقاش السياسي الموجود داخل المغرب، وكذلك بدور الملك في ترسيخه.
ووصف وهبي التجربة الديمقراطية في البلدين، اللذين يتقاسمان نفس القيم الديمقراطية، بـ ”الرائدة” على مستوى العالم العربي.
وخلال مقامه بتونس (من 4 إلى 8 أبريل الجاري)، تباحث الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة مع الأمين العام لحزب “مشروع تونس”، وقادة حزب “الأمل” سلمى اللومي وأحمد نجيب الشابي ورضا بلحاج، والأمينة العامة لحزب “تحيا تونس”، سونيا بن الشيخ، ورئيس المكتب السياسي لحزب “قلب تونس”، عياض اللومي.
كما تباحث وهبي مع رئيس كتلة “حركة النهضة” بمجلس نواب الشعب التونسي، عماد الخميري، ومحمد عمار من الكتلة الديمقراطية، وأسامة الخلفي من كتلة “قلب تونس”، وسيف الدين مخلوف من كتلة “ائتلاف الكرامة”.
وخلال هذه المباحثات تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين المؤسسات التشريعية في البلدين، وتبادل التجارب في مجال الانتقال الديمقراطي والعدالة الانتقالية.
كما نوهت هذه الأحزاب بـ “العلاقات الاستراتيجية العريقة بين المغرب وتونس”، داعية إلى تجاوز الخلافات التي تؤثر على مستقبل هذا التجمع الإقليمي، وإيلاء اهتمام خاص للقضايا ذات الأولوية بالنسبة لشعوب المنطقة.