عادت قضية الطيار الأردني معاذ الكساسبة إلى الواجهة، بعد قرابة العام على إعدامه حرقا، من طرف تنظيم الدولة الإسلامية، والجديد في القضية ما كشفه معارض سوري كان ضمن الجيش الحر ثم تحول إلى صفوف “داعش”.
وعادت قضية الطيار الأردني معاذ الكساسبة إلى الأضواء بعدما نشر موقع للمعارضة مقابلة مع سجين سابق لدى داعش زعم فيه أن معاذ الكساسبة لا زال حيا يرزق وأن زميله في سلاح الجو الأردني هو الذي أسقط طائرته بصاروخ.
ووفقا للمقابلة التي أجراها الناشط السوري عامر هويدي، وبثها موقع “كلنا شركاء”، فإن الشمري رياضي سابق، وهو حارس مرمى نادي الفتوة السوري سابقا، وحارس المنتخب الوطني السوري سابقا، وكان موظفا في الاتحاد الرياضي العام.
ويروي الشمري المفرج عنه بأوامر مباشرة من البغدادي، في اللقاء المصور تفاصيل عن تنظيم يغطيه الغموض، ويحكي مسيرة اعتقال “بدأت بنظام وانتهت بتنظيم”، قابل خلالها شخصيات منها من قضى بأبشع الصور، ومهنا من يتزعم أعتى التنظيمات وأقواها.
وقال الشمري إنه خرج من سجن العكيرشي بأوامر مباشرة من البغدادي حين زار السجن الأشهر للتنظيم في الرقة، الذي كان يقبع في إحدى زنازنه مطلع العام الجاري الطيار الأردني معاذ الكساسبة. وقال إنه خرج بعد أكثر من شهر من إعلان التنظيم إعدامه وتركه حيا.
وفي معرض روايته لقصته، لفت إلى أنه اعتقل أكثر من مرة، وحينما اعتقل في المرة الأخيرة من قرية الحوايج، التقى الكساسبة، حيث تم نقله إلى سجن العكيرشي على أطراف الرقة الذي أسسه التنظيم، أين أمضى شهرين برفقة الطيار الأردني.
ويضم السجن 181 سوريا و12 صحفيا وتسع نساء، وزنزانة منفردة فيها الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
ويروي قائلا: “كنت قد استلمت توزيع الطعام على الغرف في السجن، وعرفت هذه المعلومات بحكم عملي، فكنت أوزع الطعام لكل المساجين بما فيهم معاذ الكساسبة الذي كان يقبع في سجن منفرد، وقدّمت له مصحفا بناء على أمر من آمر السجن الذي أعطى أمرا بتقديم مصحف لكل سجين يدخل السجن ليقرأ القرآن”. وأضاف: “دخل معاذ الكساسبة السجن الذي نحن فيه الساعة السادسة مساء، وكان بحالة مزرية، ولم نكن نعرف أنه معاذ وقتها، وبعد ساعة من دخوله السجن سمعنا صراخا، وقال السجانون بأن هذا الذي دمر البلد وحرقها بطائرته، فعرفنا أنه معاذ.
وأكد الشمري أنه خرج من السجن في العاشر من مارس الماضي وترك وراءه الكساسبة حيا في سجنه، نافيا رواية إعدامه حرقا التي أعلن عنها التنظيم قبل هذا الوقت بأكثر من شهر، حين أصدر التنظيم شريطا مصورا يعلن فيه إعدام الكساسبة حرقا في قفص حديديّ، وصدر الشريط مطلع فبراير الماضي.
وقال: “معاذ وحتى تاريخ خروجي من السجن كان لا يزال على قيد الحياة، وكان يقول للسجانين عاملوني كأسير، لكنهم كانوا يردون عليه بالضرب”.
وأضاف: “تقصدت سماع التحقيقات التي كانت تجري مع معاذ أثناء خروجي إلى دورات المياه، فكان يقول له المحقق (أبو أنس التونسي) نحن أسقطنا طائرتك، فيرد معاذ لا أنتم لم تسقطوا طائرتي، ولكن الذي أسقط طائرتي صاروخ أطلق من السرب الذي كنت فيه”.
وبدأت قصة الشمري حينما اعتقل من قبل النظام لمدة سنة ونصف السنة، في الخامس والعشرين أكتوبر عام 2011، وكانت التهمة الموجهة له هي “التحريض على التظاهر، والعمل على إسقاط النظام القائم، وقتل عناصر النظام”، وغيرها من التهم.
ويتابع: “زرت تقريبا كل فروع الأمن السورية، ومنها نُقلت إلى سجن صيدنايا، ومنه إلى سجن عدرا، وبعدها إلى سجن دير الزور، وتم إطلاق سراحي من سجن دير الزور في الثالث عشر من أبريل لعام 2013، بعدها عملت مع فصائل الجيش الحر، واستهدفنا حواجز النظام في المدينة وفروعه الأمنية”.
ويروي الشمري كيف أنه واجه إلى جانب المعارضة السورية اقتحام تنظيم الدولة محافظة دير الزور، حيث أوضح أنه “دخل بإمكانيات هائلة، ولم نستطع مجابهته، وعندما دخل التنظيم المحافظة، لم ينجزوا شيئا، فالأماكن التي دخل إليها كانت محررة من قبل عناصر الجيش الحر، وبسبب قوة التنظيم وضعف إمكانياتنا خضعنا لهم، وطلبوا منا تسليم السلاح فسلمناه، وأخضعونا لدورات شرعية لأننا باعتباراتهم مرتدون عن الإسلام”.