موجة التوتر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل تتواصل لليوم الـ5 دون أي مؤشرات للتهدئة

مع دخول موجة التوتر الحالية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة، في قطاع غزة يومها الخامس، اشتدت الهجمات المتبادلة بين الجانبين، طوال ساعات الليل وصباح اليوم (الجمعة)، دون أي مؤشرات على التهدئة أو قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة في بيان، عن ارتفاع عدد القتلى إلى 120 فلسطينيا بينهم 28 طفلا و15 سيدة ورجل مسن، إضافة إلى 600 أصيبوا بجروح مختلفة.

وقال شهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن قذائف أطلقت من دبابات أصابت منازل سكنية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، مما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة عدد آخر بجروح نقلوا إلى مستشفى (الشفاء) في المدينة.

وفي حادث منفصل خلال ساعات الليل، سقطت قذيفة صاروخية على منزل في منطقة العطاطرة القريبة من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، مما أدى إلى مقتل أم وأربعة من أطفالها.

ولم يعرف سبب قصف المنزل الذي قد يتسبب مقتلهم بإذكاء مشاعر العنف أكثر بين الجانبين. وقال شهود عيان، إن الأم وأطفالها جرى انتشالهم من تحت الأنقاض وسط صرخات وصيحات التكبير والتهليل من المنازل المجاورة وأهالي الحي.

وذكر أقارب العائلة لـ ((شينخوا))، أن رب الأسرة حسن العطار كان خارج المنزل وقت مقتل عائلته بسبب عمله في جهاز الدفاع المدني كرجل إطفاء. وضاعف الجيش الإسرائيلي الهجمات على القطاع الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة، برا وجوا مستهدفا المناطق الشرقية والشمالية للقطاع.

وشوهدت أعمدة الدخان ترتفع في أكثر من مكان في تلك المناطق بعد سلسلة الغارات الإسرائيلية الكثيفة.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن قواته ضربت “بكثافة أهدافا لحركة حماس بمشاركة 160 طائرة حربية إلى جانب قوات مشاة مدفعية ومدرعات”.

وذكر البيان، أن الطائرات هاجمت أكثر من 150 هدفا تحت الأرض في شمال قطاع غزة، وهاجمت قوات مشاة ومدفعية ومدرعات منتشرة على طول الحدود أهدافا في القطاع من خلال إطلاق مئات قذائف المدفعية وعشرات قذائف دبابات.

وأفاد البيان، أن الغارات جاءت بهدف توجيه “ضربة قوية وملموسة للأنفاق تحت الأرض التابعة لحماس والتي تشكل كنزا استراتيجيا للمنظمة حيث تم تدمير كيلومترات عديدة من الأنفاق”.

وأضاف البيان، أن “جيش الدفاع سيواصل مهاجمة أهداف إرهابية داخل قطاع غزة وفق الحاجة”.

وعلى الرغم من شدة الهجمات إلا أن الفصائل المسلحة وعلى رأسها حركتي حماس والجهاد الإسلامي، واصلت إطلاق القذائف الصاروخية على مدن إسرائيلية.

وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس توجيه ضربة بـ100 صاروخ على مدينة عسقلان ردا على استهداف المدنيين الآمنين وقصف البنية التحتية والمنشآت المدنية.

من جانبها أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي توجيه عدة ضربات صاروخية كبيرة ومكثفة صوب المدن الإسرائيلية (نتيفوت وسديروت وعسقلان وأسدود وغان يفنا وتل أبيب)، ردا على ما وصفته بـ “جرائم العدو بحق المدنيين”.

وبحسب بيان للجيش الإسرائيلي، فإن الفصائل الفلسطينية المسلحة أطلقت ما لا يقل عن 1750 صاروخا باتجاه إسرائيل منذ بدء موجة التوتر الحالية عصر الاثنين الماضي.

وقال البيان، إن نحو 300 صاروخ فشل في الوصول إلى الأراضي الإسرائيلية، بينما اعترضت منظومة “القبة الحديدية” المضادة معظم الصواريخ الأخرى.

وأعلنت خدمة الطوارىء الصحية في إسرائيل (نجمة داود الحمراء) في بيان، أن سيدة مسنة توفيت بعد سقوطها أثناء هروبها إلى ملجأ في جنوب إسرائيل خلال هجوم صاروخي من غزة.

وقال البيان، إن السيدة التي تبلغ من العمر 87 عاما من مدينة أسدود، أصيبت في رأسها أثناء هروبها إلى الملجأ مع انطلاق صافرات الإنذار، فيما توفيت سيدة أخرى متأثرة بجروح كانت أصيبت بها الثلاثاء الماضي.

وبذلك يرتفع عدد القتلى في إسرائيل، منذ بدء التوتر مع غزة، الاثنين، إلى تسعة فضلا عن إصابة أكثر من 200 جريح بحسب إحصائيات رسمية.

وخشية من انفلات الأمور وتزايد عدد الضحايا والعنف كثفت عدة دول اتصالاتها مع الأطراف لتحقيق التهدئة ووقف إطلاق النار.

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن كلا من مصر وقطر والأمم المتحدة تقود هذه الإتصالات، لوقف موجة التوتر الحالية، خوفا من خروج العنف عن السيطرة.

وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري وجود هذه الاتصالات، مشيرا إلى أنها لم تفض حتى الآن إلى أي نتيجة.

وقال العاروري المتواجد خارج الأراضي الفلسطينية، في تصريح نشرته وسائل اعلام محلية، ان اسرائيل هي التي بدأت العدوان، وعليها أن توقفه.

وأضاف العاروري، أن الفصائل الفلسطينية “لم تبادر إلى إشعال حرب، ولا تريد حربا، لكن سبب الحرب واضح، وهو الاعتداء على المقدسات وعلى الشعب، وبالتالي هذه المواجهة ستنتهي بانتهاء سببها”.

واشترط العاروري لتحقيق وقف إطلاق النار إعلان اسرائيل “وقف الاعتداءات على شعبنا الفلسطيني وفي القدس وعلى المسجد الأقصى”.

من جهتها رفضت اسرائيل مقترح التهدئة من الوسطاء الدوليين.

وقال مصدر سياسي اسرائيلي للإذاعة العبرية إن إسرائيل ترفض أي مقترح للتهدئة بسبب اشتراط حماس شمول قضية القدس فيها”.

واستبعد المحلل السياسي جيلي كوهين، تحقيق وقف إطلاق نار قريب بين الجانبين.

وقال كوهين للاذاعة ذاتها إن الجيش الاسرائيلي سيواصل القتال بهدف جعل حماس “تندم” على بدء التصعيد، وإطلاق صواريخ على القدس.

وأضاف كوهين أن إسرائيل “لن تتحدث عن وقف إطلاق النار في هذا الوقت رغم الضغط من جميع الوسطاء”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة