جامعي: اسبانيا تهدد التراكم الذي حققه البلدان على مستوى العلاقات الثنائية

أكد عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن إسبانيا، بمواقفها الأخيرة اتجاه المغرب، تهدد التراكم الذي حققه البلدان على مستوى العلاقات الثنائية.

وأوضح، في تصريح لإذاعة الأخبار المغربية (RIMRADIO) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء أن، “هناك جزءا من التفكير داخل إسبانيا لا يحاول أن يواكب التطور الذي حققه المغرب على المستويين السياسي والاقتصادي، والأدوار الإقليمية التي أصبح يضطلع بها، ولا زال يفكر بالمنطق الامبريالي في علاقته بالمغرب، وهذا لم يعد مقبولا أمام التوازنات الإقليمية سواء التي فرضها المغرب في محيطه، أو التوازنات الدولية في شمال إفريقيا عموما”.

وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن التوتر الأخير في العلاقات الإسبانية المغربية، يمكن طرحه في سياق معين، موضحا أنه ” منذ الإقرار الأمريكي بمغربية الصحراء في العاشر من دجنبر من السنة الماضية، لاحظنا سلوكات غير مفهومة من قبل الإدارة الاسبانية، وعدم وجود أي رد فعل في ما يتعلق بقضية الصحراء بل بالعكس لاحظنا تقارير إعلامية ومجموعة من السلوكات الإدارية المرتبطة بالتعامل مع المغرب كلها توحي بأن هناك تصور مغاير لما ألفناه في العلاقات بين المغرب وإسبانيا”.

وأبرز أن هذا “التوجه السياسي الذي يعاكس طرحنا الوطني في حل نزاع الصحراء، لم يعد مقبولا لدى المغرب، على اعتبار أنه دولة أساسية وموثوق بها في التزاماتها الدولية ، وكذا دولة أساسية في حماية الأمن في شمال إفريقيا وفي أوروبا انطلاقا من سياستها في الهجرة “، وهو ما يجعل من المملكة ” دولة لا يمكن الاستغناء عنها في التعاون الأمني وفي مواجهة الإشكالات الكبرى التي تواجهها المنطقة “.

وشدد على أن المغرب يتوفر على أوراق مهمة “في مواجهة معاكسة مصالحه من قبل إسبانيا في الآونة الاخيرة “.

فالمغرب، يقول البلعمشي، “أمام مجموعة من التطورات على المستوى الاقتصادي والسياسي وعلى مستوى العمق الافريقي والسياسة الخارجية، أصبح وكأنه يقول لا يمكن الاستمرار في نفس التوازنات”، مبرزا أن المملكة أمام توازنات جديدة يجب أن تستفيد منها سواء في الأبعاد السياسية أو الاقتصادية.

واعتبر أن استقبال إسبانيا للمدعو ابراهيم غالي، زعيم جبهة “البوليساريو”، للاستشفاء بمستشفى حكومي وتحت رعاية الإدارة والاستخبارات الاسبانية، ودخوله الى إسبانيا بهوية واسم مزورين، وبإيعاز من الإدارة الجزائرية، “خرق في الصميم لمبادئ التعاون في ما يتعلق بالجوانب الأمنية في مابين الدول”، مسجلا أن المغرب لم يحط علما بهذه المعطيات، وكانت هناك مبررات لا أساس لها من الصحة، مرتبطة بالبعد الانساني.

وخلص عبد الفتاح البلعمشي إلى أن المستقبل والأمن المشتركين بين المغرب وإسبانيا، يفرضان تجاوز التوتر في علاقاتهما، إثر المواقف والقرارات الاسبانية في الأشهر الأخيرة.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة