وفاة سيدني بواتييه أول نجم أسود في هوليوود

توفي سيدني بواتييه، أول ممثل أسود يحقق نجومية في هوليوود ويحصد جائزة أوسكار أفضل ممثل، عن 94 عاما، ليترك رحيله موجة حزن ورسائل تكريم لم تقتصر على قطاع السينما.

وأعلن تشستر كوبر نائب رئيس وزراء جزر بهاماس التي يحمل الممثل الأميركي جنسيتها أيضا، الجمعة عبر فيسبوك وفاة بواتييه، واصفا إياه بأنه “أيقونة وبطل ومحارب وكنز وطني”.

وبعيد الإعلان عن نبأ الوفاة، وجه عدد من نجوم هوليوود بينهم ووبي غولدبرغ وفيولا ديفيس وتايلر بيري رسائل مؤثرة تشيد بالممثل الذي أدى دورا طليعيا في موقع السود في السينما.

وكتبت غولدبرغ عبر تويتر “إلى الـ+سير+… مع الحب. أرقد بسلام سير سيدني بواتييه. لقد علمنا كيف نبلغ النجوم”، في استعارة إلى عنوان أحد أشهر أفلام بواتييه بعنوان “To Sir, with Love”.

أما ديفيس الحائزة جائزة أوسكار فكتبت أن بواتييه، وبفضل “عنفوانه وطبيعيته وقوته وتميزه وطاقته الخالصة… علمنا أننا نحن السود مهمّون”، في استعارة لاسم حركة “بلاك لايفز ماتر” (حياة السود مهمة) المناهضة للعنصرية ضد السود.

وكان بواتييه المولود في 20 فبراير 1927 أول نجم أسود ينال ترشيحا لجائزة أوسكار عن فيلم “ذي ديفاينت وانز” سنة 1958، كما أصبح بعد ست سنوات أول ممثل أسود ينال هذه الجائزة السينمائية الأرفع عن دوره في “ليليز أوف ذي فيلد”.

وقال خلال تسلمه التمثال المذهّب “الرحلة كانت طويلة للوصول إلى هنا”.

فقد حقق بواتييه شعبية كبيرة بفضل سلسلة أدوار بارزة في مرحلة من التوتر العرقي الشديد في الولايات المتحدة خلال الخمسينات والستينات من القرن العشرين.

ونجح الممثل في إيجاد توازن بين النجاح وحس المسؤولية في اختيار مشاريع تتناول تاريخ الاستعباد.

وبعد ثلاث سنوات من نيله جائزة الأوسكار، أدى سيدني بواتييه البطولة في ثلاثة أفلام حققت إيرادات ضخمة على شباك الذاكر (“غيس هوز كامينغ تو دينر” و”تو سير ويذ لاف” و”إن ذي هيت أوف ذي نايت”). وقد تخطى بشعبيته حتى ستيف ماكوين وبول نيومان.

وبفضل أدواره، أدرك جمهور السينما آنذاك أن السود قادرون على تأدية دور الطبيب أو المهندس أو المدرّس أو الشرطي.

– “فتح أبواب هوليوود” –

ونال بواتييه جائزة أوسكار فخرية سنة 2002 تقديرا لـ”أدائه الاستثنائي” على الشاشة الفضية وشخصيته المفعمة بـ”العنفوان والأناقة والذكاء”.

وعلى التلفزيون، جسّد بواتييه شخصيات أيقونية في التاريخ المعاصر، بداية بنلسون مانديلا، أول رئيس أسود في جنوب إفريقيا، ثم أدى دور أول قاض أسود في المحكمة العليا الأميركية ثورغود مارشال.

وعام 1997، عُيّن بواتييه في منصب شرفي كسفير للبهاماس لدى اليابان.

كذلك نال عام 2009 ميدالية الحرية الرئاسية الأميركية، أرفع مكافأة مدنية في الولايات المتحدة، على يد الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما.

وقال كوبر الجمعة “انتابتني مشاعر متضاربة تمزج بين الحزن الشديد والشعور بالاغتباط عندما تلقيت نبأ رحيل السير سيدني بواتييه”، “الحزن لأنه لن يعود موجودا بيننا لنعبّر له عن مدى تقديرنا له، لكن الاغتباط أيضا لأنه فعل الكثير ليظهر للعالم أن الأشخاص من ذوي البدايات الأكثر تواضعا يمكنهم تغيير العالم”.

وأضاف “سنفتقده كثيرا، لكنّ إرثه لن يُنسى أبداً”.

وبقي بواتييه حتى وفاته متزوجا من جوانا شيمكوس، وهي زوجته الثانية، وله ست بنات والكثير من الأحفاد وأبناء الأحفاد.

ووجه مشاهير آخرون في مجال الترفيه بينهم الممثل في “ستار تريك” جورج تاكي تحية إلى بواتييه واصفا إياه بأنه ممثل “رائد سيحزن عليه كثر ممّن فتح أمامهم أبواب هوليوود”.

وقال الممثل المخضرم كولمان دومينغو “أنا مفجوع بسببه. لقد شقّ طريقا هائلا لممثلين من أمثالي. سأبقى ممتنا له إلى الأبد”.

كذلك وصف نجم “ويست وورلد” جيفري رايت الممثل الراحل بأنه “رائد” و”فريد من نوعه”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة