أنهت الفيدرالية المغربية للتربية والتعليم الأولي، يوم السبت الماضي بالدار البيضاء، مؤتمرها الوطني التأسيسي تحت شعار ” التعليم الأولي، رافعة أساسية لتحقيق الدولة الاجتماعية”، بإصدار مجموعة من التوصيات، ضمنها التأكيد على أهمية التعليم الأولي داخل المنظومة التعليمية، واعتباره الأساس المتين لبناء المدرسة المغربية الجديدة، ومرجعا لتعميم التعليم ببلادنا، مع ضرورة انخراط جميع الفاعلين من دولة وإدارات عمومية وجماعات ترابية وأسر وفاعلين مدنيين ومجالس استشارية ومثقفين وساسة وفنانين في إيلاء العناية اللازمة لموضوع التعليم الأولي، بغاية كسب هذا الرهان، باعتباره الورش الوطني الوحيد القادر على ضمان تقدم هذا البلد في مختلف مناحي الحياة، وتحصين الوطن والمواطن.
كما اعتبر المؤتمرون، أن الواقع الهش الذي يعرفه التعليم الأولي، والتفاوتات التي يشهدها داخل المجال الواحد وبين الجهات والفئات، والإقصاء الممنهج لفاعلين مدنيين اشتغلوا بالقطاع لعقود، وتشريد فئات عريضة من المربيات والمربين الذين كرسوا حياتهم خدمة لهذا القطاع يهدد الغايات النبيلة التي وضعت أساسا لهذا الورش الوطني الكبير.
وأكد المصدر، أن الحل الوحيد لتجاوز هذه العراقيل هو الانفتاح على كل الفاعلين وحماية التنافسية بينهم بوضع شروط منصفة تضمن تكافؤ الفرص بين الجميع.
ودعا المؤتمرون أيضا إلى الاهتمام بالمربيات والمربين ومختلف العاملين بهذا القطاع وإنصافهم باعتبارهم الحجر الأساس في هذا القطاع، لكون الواقع يشهد أن الذين كرسوا حياتهم لخدمة الأطفال المغاربة يعانون مختلف التشوهات من قبيل غياب التكويـن المطلوب، والافتقـاد لأجور محترمة ومستمـرة، وفي وقتها، مبرزا أنهم يفتقدون لوسائل وآليات العمل الحديثة، وهذا أمر لا يليق بورش وطني كبير من قبيل التعليم الأولي.
هذا، وتميز هذا الجمع التأسيسي، الذي حضرت جلسته الافتتاحية شخصيات وازنة من سياسيين ومثقفين ومفكرين وفنانين، بالإضافة إلى جمعيات المجتمع المدني تجاوزت 200 جمعية محلية ووطنية وجهوية، بانتخاب أعضاء المكتب التنفيذي للفيدرالية وممثليها الجهويين.
وهكذا، تم انتخاب محمد الغريب رئيسا تنفيذيا للفيدرالية، ولحسن مادي نائبا أولا، وفريد حسن كاتبا عاما، وخولة حورشي نائبة للكاتب العام، وحورية حورشي أمينة المال، علاوة على حسن البركاني بصفته رئيسا مؤسسا شرفيا.
وتروم هذه الفيدرالية، التي تضم مجموعة من الجمعيات العاملة في مجال التعليم الأولي، النهوض بأوضاع الطفولة المغربية في ارتباطها بالتعليم المبكر، من خلال تكريس وتعميم تعليم أولي يتميز بالفعالية والجودة، بهدف تأهيل الرأسمال البشري وتحقيق تكافؤ الفرض بين مختلف الفئات الاجتماعية والمجالات الترابية .