أعلنت وزيرة العدل الفرنسية السابقة كريستيان توبيرا السبت خلال زيارة لها إلى ليون، عن ترشحها بشكل رسمي للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في أبريل، مؤكدة سعيها، شبه المستحيل، إلى جمع شمل معسكر اليسار المنقسم والذي يضم أصلا الكثير من المرشحين أبرزهم ميلنشون وهيدالغو.
ولم تسجل توبيرا حتى الآن أي تقدم في استطلاعات الرأي حيث أظهر آخر استطلاع أجري في مطلع يناير حصولها على 4,5 بالمئة فقط من نوايا التصويت.
وانضمت وزيرة العدل الفرنسية السابقة كريستيان توبيرا السبت رسميا إلى السباق الرئاسي الفرنسي، بهدف طموح لكن شبه مستحيل يتمثل في جمع معسكر يساري منقسم ويضم أصلا الكثير من المرشحين.
وبعد عدة أسابيع من الانتظار، أعلنت توبيرا ترشحها خلال زيارة لها إلى ليون (وسط)، قبل أقل من ثلاثة أشهر من الجولة الأولى للانتخابات.
وبهذا الإعلان، بات لليسار ستة مرشحين رئيسيين بينهم توبيرا، هم: الزعيم المتطرف جان-لوك ميلنشون، المؤيد للقضايا البيئية يانيك جادو، الشيوعي فابيان روسيل، والوزير السابق أرنو مونتبورغ الذي يبدو أنه على وشك الاستسلام، إلى جانب رئيسة بلدية باريس الاشتراكية آن هيدالغو. لكن أيا منهم لا يتجاوز نسبة 10 بالمئة في الاستطلاعات.
ولا يزال الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون الذي لم يعلن ترشحه رسميا بعد، متقدما في الجولة الأولى على المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان التي تليها المرشحة اليمينية فاليري بيكريس.
توبيرا.. من هي وما حظوظها؟
وكانت كريستيان توبيرا قد أعلنت في نهاية دجنبر أنها تعتزم أن تكون مرشحة “في مواجهة مأزق” اليسار المنقسم أكثر من أي وقت مضى، وحددت موعدا في 15 يناير لتوضيح خيارها.
وأكدت أنها لن تكون مجرد “مرشحة إضافية” وستضع “كل قوتها في الفرص الأخيرة للاتحاد”.
وهذه النائبة السابقة عن غيانا، المنطقة الفرنسية ما وراء البحار حيث ولدت قبل 69 عاما، تميزت بالنسبة إلى ناخبي اليسار من خلال نضالها من أجل القانون الذي يعترف بتجارة الرقيق والاستعباد كجريمة ضد الإنسانية، وكذلك عندما دعمت خلال عملها كوزيرة، قانون السماح بالزواج والتبني للأزواج المثليين الذي اعتمد في 2013.
وعندما ترشحت للرئاسة عام 2002، لم تحصل سوى على 2,32 بالمئة من الأصوات. ورغم أنها لم تسجل حتى الآن أي تقدم في استطلاعات الرأي (4,5 بالمئة في استطلاع في بداية يناير)، إلا أن أوساطها تؤكد أنها لا تزال تثير “الحماسة” لدى جمهور من الناخبين اليساريين المشوش منذ فوز ماكرون عام 2017 والمتأثر بتفكك الأحزاب السياسية التقليدية.
“الدواء المضاد لليسار”
وفي السياق، صرح غيوم لاكروا، أحد المقربين من توبيرا، إنها “ستتحدث بعمق عن رؤيتها لفرنسا، وما يمكن لليسار أن يقدمه لفرنسا، وما يمكن أن تقدمه”.
من جهته، أشار كريستيان بول رئيس بلدية بلدة لورم (وسط) الذي يقوم بحملة إلى جانبها، أن “كريستيان توبيرا تريد أن تكون الدواء المضاد لإرهاق الناخبين اليساريين الذين لم يعد بإمكانهم تحمل التشتت”.
لكن الوضع لا يزال يسوده ارتباك شديد. وتعتمد توبيرا على “تنصيب” جماهيري تقف وراءه جماعة ستنظم انتخابات تمهيدية يسارية من 27 إلى 30 يناير وهو اقتراع رفض المرشحون اليساريون الآخرون المشاركة فيه. وحاليا، يبلغ عدد المسجلين للتصويت في هذه الانتخابات التمهيدية 120 ألفا، وتؤكد توبيرا أن نتيجتها ستمنح الفائز “أجمل شرعية”.
إلا أن هذا الموقف ووجه بالرفض من المرشحين الآخرين ولا سيما يانيك جادو الذي كان قد شارك بنفسه في انتخابات تمهيدية داخل معسكره في نهاية شتنبر.
ويأتي إعلان توبيرا قبل يوم من تجمع كبير يعقده جان لوك ميلنشون في نانت (غرب).