تدخل مصر مواجهة ساحل العاج في الدور ثمن النهائي من كأس أمم إفريقيا في مدينة دوالا في الكاميرون الاربعاء، متسلحة بسجلّها المميّز أمام “الفيلة” في البطولة القارية عندما سيتجدّد اللقاء بينهما للمرة الاولى بعد 14 عامًا.
يدرك “الفراعنة” جيدًا أن المهمة لن تكون سهلة أبدًا أمام ساحل العاج وهجومها القوي، لا سيما أنهم لم يقدّموا المستويات المرجوة رغم بلوغهم الادوار الإقصائية.
وتعود المواجهة الاخيرة بين المنتخبين في البطولة القارية إلى نصف نهائي العام 2008 الذي حسمته مصر لصالحها بنتيجة كبيرة (4-1) في طريقها الى لقبها السادس على حساب الكاميرون في غانا.
التقى المنتخبان 10 مرات في النهائيات القارية، كان الفوز من نصيب مصر في سبع مناسبات مقابل خسارة واحدة تعود لدور المجموعات في 1990، وتعادلين حسمتهما مصر لصالحها بركلات الترجيح، في دور الثمانية عام 1998 عندما حققت اللقب الرابع ونهائي العام 2006 عندما أحرزت الخامس.
ويبدو أن التفوق على ساحل العاج يجلب الحظ دائمًا لمنتخب مصر. فمن أصل ألقابها السبع القياسية في البطولة، آخرها في 2010، حققت مصر أربعة منها (1986، 1998، 2006 و2008) بعدما تفوقت على ساحل العاج في إحدى المراحل.
إلا أن سيباستيان هالر، متصدر ترتيب هدافي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، ونيكولا بيبيه وفرانك كيسييه ورجال الفرنسي باتريس بوميل، سيحرصون على وضع حد لتلك الهيمنة المصرية والخروج بفوز أول منذ 32 عامًا في البطولة القارية.
وكان المنتخب الواقع في غرب القارة تصدّر مجموعته الخامسة بعد فوز افتتاحي على غينيا الاستوائية بهدف رائع من ماكس-ألان غراديل وتعادل مفاجئ مع سيراليون 2-2، قبل أن يقصي الجزائر حاملة اللقب التي كانت بحاجة إلى النقاط الثلاث في الجولة الاخيرة بفوزه عليها 3-1.
أما مصر، فبلغت الادوار الاقصائية بعد حلولها وصيفة في المجموعة الرابعة خلف نيجيريا التي خرجت من ثمن النهائي الاحد على يد تونس، بانتصارين صعبين 1-صفر على غينيا بيساو بهدف نجم ليفربول الإنكليزي محمد صلاح والسودان بهدف محمد عبد المنعم، بعد سقوطها افتتاحيًا بالنتيجة ذاتها امام “النسور الممتازة”.
ولم تظهر مصر قوتها الهجومية بقيادة صلاح مكتفية بهدفين في دور المجموعات، فيما اهتزت شباكها مرة.
– “صلاح الأخطر” –
وسيصطدم منتخب مصر بقيادة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش برغبة جامحة لساحل العاج المتوجة مرّتين، عامي 1992 و2015، بالفوز باللقب الثالث لتعوض إخفاق التأهل للمرحلة النهائية من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022 في قطر نهاية العام الحالي.
ورأى الدولي العاجي السابق يايا توريه الذي توّج مع منتخب بلاده باللقب القاري في 2015 في حديث مع قناة محلية أن “المباراة ضد مصر ستكون صعبة للغاية. عليهم (ساحل العاج) أن يواصلوا العمل. أنا سعيد جدًا بما حققوه حتى الآن”.
وبعد دراما فيروس كورونا التي لاحقت العديد من المنتخبات، أعلن المنتخب المصري الثلاثاء أن فحوصات بعثته جاءت جميعها سلبية، وشارك كل اللاعبين في التمارين الجماعية باستثناء مدافعه محمود حمدي “الونش” الذي تدرب منفردًا بعد أن أصيب ضد غينيا الاستوائية في المباراة الثانية وحلّ مكانه عبد المنعم في الثالثة مسجلا هدف الفوز.
كما عاد الظهير الأيسر أحمد فتوح للتدريبات الجماعية، بعد تعافيه من إصابة عضلية تعرض لها في الخسارة الافتتاحية امام نيجيريا أجبرته على الغياب عن المباراتين التاليتين.
واعتبر كولو، شقيق يايا، الذي شاركه التتويج منذ سبعة أعوام ولعبا سويًا مع مانشستر سيتي الانكليزي مع قناة المحور المصرية “من أجل الفوز، عليك أن تقاتل وأن تكون جيدًا من الناحية التكتيكية…لطالما تميز المنتخب المصري بوجود لاعبين مميزين ومدرب جيد. لقد تطوروا وباتو يتمتعون بحالة ذهنية جميلة وهذا ما يميزهم أكثر”.
وأكد أن “صلاح هو أخطر لاعب في المنتخب المصري طبعًا. لكن هناك أيضًا محمود حسن تريزيغيه، هو لاعب خطير وعلى ساحل العاج أن تكون حذرة منه. مباراة الأربعاء ستكون صعبة للغاية”.
ويلتقي الفائز من المواجهة في ربع النهائي الاحد ضد المغرب أو ملاوي اللتين تلتقيان الثلاثاء.
وفي مباراة أخرى الاربعاء في ليمبي، تلتقي مالي، وصيفة 1972، مع غينيا الاستوائية التي تبقى أفضل نتيجة لها المركز الرابع عام 2015.
وكانت مالي تأهلت في صدارة المجموعة السادسة بفوزين على تونس وموريتانيا وتعادل مع غامبيا، فيما حلت غينيا الاستوائية وصيفة في الخامسة بعد خسارة افتتاحية امام ساحل العاج قبل فوز صادم على الجزائر وآخر على سيراليون.
ويلتقي الفائز من هذه المباراة في دور الثمانية الاحد المقبل مع السنغال او الرأس الاخضر اللذين يتلقيان الثلاثاء.