شهدت العائلة التاريخية لليمين الفرنسي المتطرف انقساما جديدا مع إعلان ماريون ماريشال ابنة شقيقة مارين لوبن، رغبتها في الوقوف في صف منافس خالتها إريك زمور في السباق على الرئاسة.
في مقابلتين صحافيتين نشرتا الجمعة، قالت ماريون ماريشال (32 عاما) أنها “تميل” إلى المرشح اليميني المتطرف إريك زمور الذي يقوم بحملة تستند إلى مقترحات متطرفة ضد الهجرة والإسلام.
وصرحت ماريون ماريشال لصحيفة لوفيغارو أن “الانسجام والرؤية والاستراتيجية تجعلني أميل إلى إريك زمور. هذا أمر مؤكد. لكن هناك مسألة عائلية”.
وردا على سؤال لشبكة “سينيوز” قالت مارين لوبن وقد بدا عليها التأثر إنه “أمر قاس وصعب بالنسبة لي”.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن مارين لوبن المرشحة للمرة الثالثة للانتخابات الرئاسية، ستتأهل للدورة الثانية من الاقتراع في مواجهة الرئيس إيمانويل ماكرون كما حدث في 2017.
وأضافت مارين لوبن أنه إلى جانب “الطابع الشخصي” للمسألة، يبدو الأمر “سوء فهم سياسي لأنها (ماريون ماريشال) أشارت إلى أنها ستدعم من هو في وضع أفضل وبلا شك أنا في وضع أفضل بكثير” في استطلاعات الرأي.
وتشير هذه الاستطلاعات إلى تعادل مارين لوبن مع مرشحة الجمهوريين فاليري بيكريس بحصول كل منهما على 17 بالمئة من نوايا التصويت وتقدمهما على اريك زمور (13 بالمئة).
واعتبرت ماريون ماريشال لفترة طويلة منافسة لمارين لوبن لا سيما بعد انتخابها نائبة في 2012 عندما كانت تبلغ من العمر 22 عاما فقط.
وقد انسحبت من الحياة السياسية بعد الانتخابات الرئاسية في 2017 لكنها لا تزال تحظى بشعبية لدى ناخبي اليمين المتطرف، وأكدت في مقابلات عدة أنها “ستعود إلى السياسة”.
ومن المعروف منذ فترة طويلة أن ماريون ماريشال قريبة عقائديا من زمور الكاثوليكي المحافظ لكن الأكثر ليبرالية على الصعيد الاقتصادي من مارين لوبن وأكثر تشددا منها في قضايا الهوية والهجرة والمجتمع.
لكن وقوفها المحتمل في صفه سيشكل ضربة قاسية للوبن التي شهدت في الأيام الأخيرة مقربين سابقين يغادرون حزبها “التجمع الوطني” للانضمام إلى حزب زمور، ومن بينهم المحامي والنائب الأوروبي جيلبير كولار وزميله في البرلمان الأوروبي جيروم ريفيير.
وتهز خلافات باستمرار أسرة لوبن التي تهيمن على اليمين المتطرف في فرنسا منذ ثمانينات القرن الماضي، وخصوصا بين الأب جان ماري لوبن وابنته مارين، التي خلفته على رأس حزب الجبهة الوطنية في 2011.
وأصبح الحزب منذ ذلك الحين يسمى “التجمع الوطني” وطرد منه جان ماري لوبن في 2015 بعدما أدلى بتعليقات جديدة مثيرة للجدل حول محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية.
وكتب جان ماري لوبن المظلي السابق والمحارب القديم في الحرب الجزائرية وكان أصغر عضو في الجمعية الوطنية في 1946، في تغريدة على تويتر ، ويبلغ الآن 93 عامًا ، أنه يريد “التحدث في الأيام المقبلة مع مارين لوبن وماريون ماريشال” قبل أن يحدد موقفه.