من سيفوز بهذه المواجهة السابعة بين منتخبي مصر والمغرب في كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2022؟ أي منهما سيحسم مباراة القمة المقرر إجراؤها الأحد عند الساعة الرابعة بعد الظهر (الثالثة بتوقيت غرينتش) على ملعب “أحمدو أهيجو” في ياوندي، وينتزع حق الترشح لمواجهة الكاميرون، الخميس المقبل، في نصف النهائي؟
إذا سألت التاريخ، فالإجابة واضحة تميل لفائدة “أسود “الأطلس” لتفوقهم على منتخب “الفراعنة” بفارق كبير إذ حققوا الفوز (كما أكدت بوابة “الأهرام” الرياضية على موقعها الالكتروني) في “13 مواجهة من أصل 27 مباراة جمعت الفريقين، في حين حققت مصر الانتصار في 3 مباريات، فقط، وحدث التعادل في 11”.
وإذا سألت مدرب المغرب، الفرنسي البوسني وحيد خليلوزيتش، فجوابه أن مصر أكثر الفريقين خبرة في منافسات كأس الأمم القارية، إلا أنه أعد “خطة لإيقاف تحركات محمد صلاح” أبرز أسلحة “الفراعنة” في البطولة.
وقال، الجمعة، خلال المؤتمر الصحافي البروتوكولي عشية المباراة إن لاعبيه يقيمون في ظروف جيدة في ياوندي، وهم يلعبون منذ البداية على نفس الملعب (أحمدو أهيجو) ويقيمون بالقرب من مركز التدريبات، ما يبشر على حد قوله بالخير لفريقه.
وإذا سألت التاريخ مرة أخرى، فالجواب أن مصر عملاق أفريقيا تنفرد بعدد الألقاب التي فازت بها وهي سبعة آخرها “ثلاثية” في أعوام 2006 و2008 و2010، ولا يقترب منها سوى “أسود” الكاميرون بخمسة ألقاب آخرها أمام.. مصر في 2017 بالغابون (2-1). ولم يفز المغرب بالكأس القارية سوى مرة واحدة في عام 1976 في أديس أبابا.
أما مدرب مصر، البرتغالي كيروش، فلم يتمكن من الحديث عن مباراة “الأشقاء” نظرا لإلغاء مؤتمره الصحافي الذي كان مقررا، ظهر السبت، إلى جانب لاعبه عمرو السولية، بسبب تأخر وصولهما إلى موقع إقامته، حسب ما أعلن الاتحاد الأفريقي للعبة.
ازدحام أم حسابات؟
وكان من المقرر أن يعقد المؤتمر الصحافي قبل حصة تدريبية على أحد ملاحق الملعب الرئيسي (أهيجو)، غير أن بعثة المنتخب المصري اختارت إجراء التمارين على ملعب “أوليمبي” في الثالثة والربع بعد الظهر، كما كتبت “الأهرام”، وذلك “بعد موافقة اللجنة المنظمة على طلب البعثة بذلك بعد إبلاغها رسميا بتقديم موعد” المباراة أمام المغرب لمدة ساعة لتقام في الرابعة بعد الظهر بدلا من الخامسة.
وحسب بوابة “الأهرام”، فإن سبب إلغاء المؤتمر هو “عدم تمكن كيروش والسولية من الوصول إلى مقر المؤتمر في الموعد المحدد “نظرا للازدحام المروري” بالعاصمة الكاميرونية.
لكن، في ما يتعلق بالمواجهة أمام المغرب، علق كيروش بعد الفوز على ساحل العاج في ثمن النهائي: “يتعين علينا تطوير قدرتنا على التسجيل من دون أدنى شك”.
من يسجل الأهداف من غير صلاح؟
فالمشكل رقم واحد بالنسبة لمنتخب “الفراعنة” هو من يسجل الأهداف من دون صلاح؟ فهو الذي سجل الفوز على غينيا بيساو في منافسات المجموعات ليعطي الفوز لفريقه وينعش آماله في التأهل لدور الـ16، وهو ما حصل عندما جدد المصريون الفوز على السودان 1-صفر بهدف من محمد عبد المنعم.
كل شيء يشير إلى أن نجم ليفربول هو ركيزة هذا الفريق وبوصلته، فما العمل في حال نجحت خطة خليلوزيتش وتوقف نشاط القائد المصري؟ هنا يدخل عامل مهم اسمه التكتيك، أي كيف سيتعامل كيروش مع خطة نظيره؟
وهذا ما يقودنا لأرض الملعب للقول إن الأمور ستحسم على المستطيل الأخضر، وليس على الورق ولا حسب التصريحات والتوقعات. وبالتالي، فالمباراة تعد بنزال قوي متكافئ إذ إن الفريقين أظهرا خلال البطولة صلابة دفاعية (باستثناء المباراة الأولى لمصر أمام نيجيريا) وتماسكا جماعيا مبهرا.
وتمكن خليلوزيتش من بث روح التضحية والانضباط في “أسود الأطلس” منذ توليه الجهاز الفني في غشت 2019، وتمكن من تصفية الجو داخله بقرارات لم تلق الترحيب اللازم في البداية، مثل إزاحة حكيم زياش مهاجم تشلسي ونصير المزراوي لاعب أجاكس من المنتخب.
هذا ما سمح لزملاء أشرف حكيمي أن يرتقوا لمستوى كأس الأمم الأفريقية ويقدموا أداء جيدا، وهذا ما سمح للمغرب بطي صفحة 2019 عندما خرج من ثمن النهائي على يد بنين.
من جهته، لم يظهر المنتخب المصري بمستوى عال أقله حتى الآن خلال البطولة التي افتتحها بالخسارة أمام نظيره النيجيري قبل أن يتغلب بصعوبة على غينيا بيساو والسودان بنتيجة واحدة 1-صفر، لكنه ارتقى بدوره لمتطلبات البطولة وأخرج ساحل العاج التي رشحها كثيرون للتنافس على اللقب بعد فوزها الكبير على الجزائر 3-1.
فلا شك أن المواجهة ستجذب أنظار عشاق الكرة الأفريقية، وسيشهد التاريخ أن الفائز بين مصر والمغرب لديه حظ كبير في بلوغ الدور النهائي على الرغم من أنه سيواجه منتخب البلد المضيف في نصف النهائي.