قالت نوال المتوكل، عضو اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية، الأحد في بكين، أن الدورة الـ24 للألعاب الأولمبية الشتوية، التي تقام حاليا بالعاصمة الصينية، ستشكل دعامة جديدة لتعزيز القيم الأولمبية بشكل عام والرياضات الشتوية بشكل خاص.
وأكدت المتوكل، لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن دورة الألعاب الأولمبية بكين 2022 أظهرت بوضوح طموح الصين لجعل الرياضة رافعة مهمة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، مبرزة النجاحات التي حققتها السلطات الصينية في تعميم ممارسة الرياضات الشتوية في كافة أرجاء البلد وبين كل الفئات الاجتماعية.
وبحسب اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين، فقد نجحت الصين في تحقيق الهدف المحدد منذ عام 2015، عندما تم اختيار البلاد لاحتضان الدورة الـ24 للألعاب الأولمبية الشتوية، بإشراك 300 مليون شخص في ممارسة الرياضات الشتوية.
وذكرت اللجنة أن ما لا يقل عن 346 مليون صيني يشاركون حاليا في ممارسة الرياضات الشتوية. وتتوفر البلاد حاليا على 654 فضاء للتزلج على الجليد بناء على المعايير الأولمبية، و803 محطات تزحلق داخلية وخارجية. من جانب آخر، أبرزت السيدة المتوكل أن حفل افتتاح الأولمبياد، الذي استخدم فيه المنظمون التكنولوجيا الحديثة لتقديم عرض مبهر بالألوان والأضواء، أظهر وجه الصين التي شهدت تحولا شاملا وعميقا.
ولم يفت البطلة الأولمبية السابقة الإشادة بالتقدم المحرز في مسار تعزيز قواعد المناصفة بين الجنسين داخل الحركة الأولمبية العالمية، وهو الهدف الذي تضعه اللجنة الأولمبية الدولية في مقدمة أجندتها.
وحسب اللجنة الأولمبية الدولية، تشكل النساء 45 في المائة من الرياضيين المتنافسين في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين. ويتعلق الأمر برقم قياسي يسجل لأول مرة منذ بدء الأولمبياد الشتوي قبل 98 عاما.
وخلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في لوس أنجلس عام 1984، عندما كانت السيدة المتوكل أول امرأة عربية وإفريقية تعتلي صدارة منصة التتويج في سباق 400 متر موانع، كانت نسبة مشاركة الإناث 23 في المئة فقط، وفق ما ذكرت نجمة ألعاب القوى الوطنية السابقة.
وقالت المتوكل إنه تم قطع مسار طويل لتحقيق هذا التقدم، مبرزة أنه سيتم بذل المزيد من الجهود لتحقيق الأهداف التي حددتها اللجنة الأولمبية الدولية في هذا المجال. من جانب آخر، أعربت المسؤولة الأولمبية الدولية عن تقديرها لجهود الصين في الحفاظ على البنيات التحتية الكبرى للألعاب الأولمبية الصيفية التي تم تنظيمها في بكين عام 2008 وإعادة استخدامها خلال دورة الألعاب الشتوية الحالية.
وقالت المتوكل إن الصين تقدم نموذجا جيدا في مجال الحفاظ على إرث الألعاب الأولمبية المتعاقبة والنهوض به، مشيرة على الخصوص إلى مثال “عش الطائر”، الملعب الوطني الشاسع في بكين الذي أصبح أيقونة للمنشئات الرياضية العالمية منذ أولمبياد 2008.
وأشارت إلى أن هذا النجاح الذي حققته الصين يتماشى مع سياسة اللجنة الأولمبية الدولية بالنهوض بدور البنيات التحتية الموروثة عن مختلف التظاهرات التي تنظمها اللجنة وخاصة الأولمبياد الصيفي والشتوي، وذلك بتعاون مع مختلف الشركاء.
ولفتت المتوكل إلى أن هناك دافعا آخر وراء الرضى عن أولمبياد بكين 2022، وهو النجاح الذي حققته الصين في مجال حماية صحة المشاركين والسكان.
وأبرزت أنه تم وضع تدابير صارمة لكنها حيوية للغاية ويتم تنفيذها بنجاعة لتوفير كل فرص النجاح لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية، مشيدة بروح التعاون التي تحلى بها كافة المشاركين من أجل إنجاح هذه الجهود.
وتماشيا مع استراتيجيتها “صفر تسامح”، التي أثبتت نجاعتها في مواجهة كوفيد-19، يبدو أن السلطات الصينية لا تترك أي شيء للصدفة لحماية هذا الحدث الرياضي الكبير، عبر وضع بروتوكول صحي صارم، وإقامة فقاعة صحية لمنع متحور “أميكرون” من تعكير صفو هذا الموعد العالمي.
وبخصوص مشاركة المغرب في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، دعت السيدة المتوكل إلى القيام بتفكير عميق بشأن النهوض بالرياضات الشتوية. وقالت إن الأمر يتطلب إرادة حقيقية لضمان الإقلاع بهذه الرياضة، مشيرة إلى أن مشاركة المغرب في الألعاب الأولمبية الشتوية لا تعود إلى اليوم.
وفي الواقع، تعود أول مشاركة مغربية في الألعاب الأولمبية الشتوية إلى عام 1968 في غرونوبل بفرنسا، عندما مثل المملكة خمسة رياضيين في التزلج الألبي.
وبعدما أشارت إلى مثال الصين التي قطعت مراحل مهمة في مجال النهوض بالرياضة وخاصة الشتوية، قالت المتوكل إن الانخراط في تعاون أكبر مع هذا البلد يمكن أن يسهم في تحقيق الأهداف المرجوة.
ويشارك أكثر من 2900 رياضي من 91 بلدا في أولمبياد بكين، يتنافسون على 109 ميداليات ذهبية، وهو رقم قياسي فى تاريخ الألعاب الأولمبية. وإضافة إلى هؤلاء الرياضيين، قدم آلاف المدربين والطواقم التقنية وممثلي وسائل الإعلام إلى بكين بمناسبة هذا الحدث الرياضي الأولمبي العالمي الذي تتواصل منافساته لمدة 16 يوما.