سيتم العرض ما قبل الأول لشريط “في المنزل” لمخرجته كريمة السعيدي ومن إنتاج مشترك بين القناة الثانية و Hauts les mains وDérives وقناتي RTBF وARTE، يوم الثلاثاء 15 فبراير بسينما الريف في الدار البيضاء، ابتداء من السادسة والنصف مساء.
من خلال المسار المتفرد لوالدتها عائشة التي غادرت طنجة سنة 1967 لتستقر ببروكسيل، تحكي لنا كريمة السعيدي عن جزء من تاريخ الهجرة المغربية الى بلجيكا.
“في المنزل” شريط حميمي عبارة عن حوار بين أم وابنتها اللتين تلتقيان بعد سنوات من الفراق.
الأمر مستعجل، فالأم تقيم بدار للعجزة ومصابة بالزهايمر، تزورها كريمة بانتظام حاملة آلة التصوير مثل “حفيدة لا تقوم إلا بطرح الأسئلة”. هو تعطش للجواب وحاجة للفهم واللقاء قبل فوات الأوان.
الذاكرة مبعثرة وغير واضحة. فترفع الكاميرا الستار عن الأمكنة والصور وأشرطة العائلة واللحظات الحميمية. بين الحياء والاعترافات، والخصام والفرح، استطاعت كريمة السعيدي بصبر وحب أن تعيد نسج قصة العائلة من خلال بقايا ذاكرة الوالدة.
هذا الانفراد بين سيدتين من جيلين مختلفين يجعل من “في المنزل” شريطا فريدا عن الهجرة والهوية.
تقول كريمة السعيدي: “هي قصتنا، قصتها وقصتي. فالممنوعات التي كانت تجعل انجاز هذا الشريط مستحيلا هي ممنوعاتنا. وتجاوزها صالحني مع ثقافتي الأصلية. فالشريط اذن هو شريط عن حكاية عائلتي. ولكنه بالضرورة شريط عن الهجرة المغربية، كذلك، وعن تجربة المنفى وعن حياة سيدة ستعيش دون رجل وستكون بالتالي في مواجهة مع ثقافتها الأصلية”.
عرف شريط “في المنزل” نجاحا كبيرا وتم عرضه ما قبل الأول بالمهرجان الدولي للشريط الوثائقي بأمستردام. وسيكتشفه الجمهور الواسع في الخانة الوثائقية “قصص إنسانية” على القناة الثانية يوم الأحد 20 فبراير ابتداء من التاسعة و 40 دقيقة مساء.