شاركت البروفسور بوشرى مداح، مديرة الأدوية والصيدلة بوزارة الصحة والحماية الإجتماعية، إلى جانب أكثر من 250 ممثلاً من أعضاء منظمة التجارة العالمية والمراقبين، في ورشة عمل ركزت على الجوانب العملية لدعم الوصول العادل إلى اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد.
وأبرزت البروفسور بوشرى مداح في مداخلة لها خلال ورشة العمل التي ترأسها نائب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية أنابيل غونزاليس، يوم الجمعة 11 فبراير الجاري، الاستراتيجية والمقاربة الملكية الاستباقية التي بوأت بها المغرب الريادة في تدبير جائحة كوفيد 19 والحملة الوطنية للتلقيح.
وبسطت مفاتيح نجاح الحملة الوطنية للتلقيح بالمغرب، إذ أكدت أنه تم وضع إستراتيجية وطنية تشرف عليها هيئات حكامة مع دعم على أعلى مستوى، وترتكز على مبادئ الإنصاف والتضامن والحرية والتطوع والشفافية، مع وجود تواصل علمي فعال وشفاف.
وأفادت بوشرى مداح أنه كانت هناك استجابة أولية من خلال الحملة الوطنية للتلقيح لوقف انتشار الفيروس ومنع وفيات المواطنين المعرضين للخطر، وذلك من خلال اقتناء اللقاحات، والمشاركة في التجارب السريرية للقاح وتوقيع عقود شراء اللقاحات التي انطلق التفاوض بشأنها في شهر أبريل 2020.
وأردت أنه تم تطوير استراتيجية الحملة الوطنية للتلقيح حيث قامت اللجنة العلمية والتقنية الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا المستجد بمواكبة العملية، وأيضا تم قياس ورصد البيانات الوطنية والدولية.
وتحدثت مديرة الأدوية والصيدلة بوزارة الصحة والحماية الإجتماعية، عن مشاركة المغرب في تجارب سريرية متعددة المراكز، بما في ذلك التجارب السريرية للمرحلة الثالثة للقاح الصيني المضاد للفيروس SINOPHarm، مشيرة إلى أنه تم إجراء الاختبار في المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، والمستشفى العسكري محمد الخامس في الرباط والمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، وذلك من شهر غشت 2020 إلى غاية شهر أكتوبر 2022.
وأشارت إلى إعلان الملك محمد السادس عن الحملة الوطنية للتلقيح في نونبر 2020، والتي انطلقت رسميا يوم الخميس 28 يناير 2021، مشددة على أن الرؤية الإسشترافية لعاهل البلاد، ونهجه لإستراتيجية لوزارت الصحة والحماية الإجتماعية والداخلية، والشؤون الخارجية، والاقتصاد والمالية…، كما تم تعبئة الطب العسكري وتعبئة القطاع الخاص، وإبرام شراكة بين القطاعين العام والخاص.
وأضافت في معرض مداخلتها أن الحملة الوطنية للتلقيح بالمغرب استهدفت بداية الفئات الهشة، ومهنيي الخطوط الأمامية، ثم تدرجا حسب العمر، إذ تمت تعبئة فرق متنقلة، وفرق تلقيح منزلي متنقلة، وأخرى تعبئة أساسا لتطعيم التلاميذ في المؤسسات التعليمية.
وشددت بشرى مداح على أن قائمة اللقاحات التي اعتمدها المغرب: سينوفارم، أسترازينيكا، جونسون آند جونسون، وسبوتنيك سينوفاك، تمت على أساس معايير الجودة والاستقرار والسلامة، والمناعة وغيرها، مشددة على أنه مع وصول كل شحنة من اللقاحات، تتم مراقبة الآثار الجانبية الضارة من خلال المركز الوطني للتيقظ الدوائي وعبر منصة “يقظة لقاح” للمُلقحين.
وأكدت أن المغرب تلقى أكثر من 60 مليون جرعة من لقاحات كوفيد -19، حيث تم تسليم 5.5 مليون جرعة من اللقاح في إطار مبادرة COVAX الدولية ، التي تشارك في قيادتها CEPI بالشراكة مع Gavi (تحالف اللقاحات) ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، مما مكن من تلقيح 88,69٪ مواطنا بالجرعة الأولى، و82,78% بالجرعة الثانية إلى حدود منتصف يوم 10 فبراير الجاري.
وتحدثت مديرة الأدوية والصيدلة عن السيادة اللقاحية والسيادة الصحية، إذ قالت إن هذه السيادة هي أهم درس مستفاد من جائحة كورونا المستجد، مشددة على أنه لتقوية هذه السيادة فقد وقعت المملكة المغربية اتفاقية مع شركة سينوفارم لنقل التكنولوجيا المتعلقة به في شهر يوليو 2021، كما تم توقيع عقد إنشاء مصنع للقاحات واللقاحات وأدوية البيوتكنولوجي المضادة للفيروس بتاريخ 27 يناير 2022.
كما تناولت في ختام مداخلتها التحديات الجديدة المطروحة فيما يتعلق بالتقنيات الحديثة لصناعة اللقاحات خصوصا ما يعرف بـARNm، التي تحتاج إلى وقت للتحقق من صحة العملية التي صنعت بها هذه للقاحات إضافة إلى النظر في تهييء كلفة الاستثمار.