كشف التقرير الخاص بأوضاع وحقوق الإنسان داخل المؤسسات السجنية في المغرب جهة الدار البيضاء سطات، الذي أجرته اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالبيضاء سطات، معطيات مقلقة، عن معاناة السجينات من الاكتظاظ، والعطش، وقلة النظافة، والاستغلال وسوء المعاملة.
وأورد التقرير، الذي قدمه محمد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، اليوم بالدار البيضاء، بحضور الكاتب العام للمندوبية العامة للسجون، أنه رغم أن نسبة النساء في السجون لا تتجاوز 2.46 بالمئة من مجموعة السجناء، أي ما مجموعه1519 نزيلة، إلا أنهن يعانين من الاكتظاظ، والعطش بسبب ندرة مياه الشرب ونقص في مياه الاستحمام والنظافة، وغياب مصحات طبية بأحياء النساء. كما أنهن لا يخضعن للفحص الطبي في الآجال المحددة، كما هو الشأن لأطفالهن، الذين لا تخصص لهن المندوبية أماكن مناسبة من حيث النظافة والتهوية.
التقرير كشف أيضا أن السجينات يعانين من العنف ويواجهن نظام عدالة لا يراعي خصوصيتهن وأوضاعهن في تعامله مع جرائم النساء وفي إصداره للعقوبات الحبسية الصارمة ضدهن. الأمن الوطني والدرك الملكي متهمان أيضا بمعاملة الموقوفات في فترة الحراسة النظرية معاملة سيئة، وهي المعاملة نفسها التي ترخي بقيودها الثقيلة على المستضعفات من النزيلات، إذ يتم استغلالهن من قبل أخريات يتمتعن بنفوذ.
فريق المجلس لاحظ خلال زيارته لسجون جهة الدار البيضاء- سطات التي تؤوي 549 نزيلة، حيث لا يتوفر سجن “عين السبع 2″، إلا على 56 غرفة بمعدل يفوق 6 سجينات في كل غرفة، ويوزع علي مومن بسطات نزيلاته على 4 غرف أي ما بين 11 و12 نزيلة في كل غرفة. فيما ترفض إدارة سجن الجديدة توزيع النساء بعدد أقل على الغرف المتاحة لها، وتخصص غرفة لكل ست نزيلات، فيما تترك باقي الغرف فارغة.
ولا تفصل السجون السجينات القاصرات عن البالغات أو السجينات الاحتياطيات عن المدانات بأحكام قضائية، خلافا لما ينص عليه القانون في هذا الإطار.
التقرير سلط الضوء أيضا على انعدام البنيات والمرافق والوسائل التي من شأنها توفير شروط احترام حقوق السجينات الإنسانية، إذ تشترك في كونها لا تتوفر على مساحات واسعة ومرافق خاصة كافية، كما أن الغرف تفتقر إلى الإضاءة والتهوية الكافيتين وتنعدم داخلها وسائل التدفئة والتبريد، كما تنتشر في الغرف روائح كريهة بسبب افتقار السجن لقنوات الصرف الصحي.
التقرير عرى واقعا آخر يتعلق بالأماكن التي تتناول فيها السجينات طعامهن، إذ يلزمن بالقيام بذلك في غرف النوم، رغم توفر المؤسسات السجنية على مطابخ، كما أنهن لا يتوفرن على وسائل لحفظ الأطعمة، وحليب الأطفال، من التلوث. كما أشار التقرير إلى أن السجينات ينمن على أسرة حديدية قديمة أو إسمنتية وأغطية مهترئة يوفرنها بأنفسهن ويستعملنها كأفرشة.
المنشورات ذات الصلة
نونبر 25, 2024
توقعات أحوال الطقس ليوم الثلاثاء
نونبر 25, 2024