قال الخبير الاقتصادي عبد الرزاق الهيري، إن الخطاب السامي الذي وجهه الملك محمد السادس، مساء الأحد، إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ47 للمسيرة الخضراء، أكد أن الأقاليم الجنوبية للمملكة أصبحت فضاء مفتوحا للمشاريع المهيكلة.
وأوضح، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “المشاريع المهيكلة لبرنامج تنمية الأقاليم الجنوبية قد تم إنجازها إلى حد كبير في ضوء الأهداف المحددة”، مضيفا أن المشاريع المنجزة أو التي في طور الانتهاء منها” هي جزء من الامتداد المبتكر للدينامية السوسيو – اقتصادية التي تم إطلاقها من قبل السلطات العمومية منذ استرجاع المملكة لهذه الأقاليم”.
وأشار الهيري، وهو أيضا أستاذ باحث بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، إلى أن الملك ذكر، في هذا الصدد، بأن المشاريع المعنية تتعلق باستثمارات في مختلف القطاعات الاستراتيجية، وخلق فرص الشغل، خاصة للشباب، فضلا عن توفير بنية تحتية مهمة وخدمات عمومية عالية الجودة.
وأضاف الأستاذ الجامعي أن الاستثمار الخاص مدعو للمساهمة في هذه الدينامية من خلال استثمارات محدثة للثروة بشكل مستدام، ومبتكرة وذات طابع اجتماعي، مشيرا إلى أن تنفيذ هذه المشاريع المندمجة، التي تؤدي بلا شك إلى تعزيز التنمية البشرية، من شأنها أن ترفع بالأقاليم الجنوبية إلى مستوى الاقتصادات الصاعدة.
وسجل الهيري أن برنامج تنمية الأقاليم الجنوبية، الذي تم إطلاقه طبقا للتوجيهات الملكية السامية، يجسد إرادة الدولة بتحويل هذه المناطق إلى فضاء من التقدم السوسيو-اقتصادي الملائم للساكنة وجعلها مركزا إقليميا حقيقيا، مشيرا إلى أنه “من هذا المنظور، يندرج مشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب، الذي يتطلع ليس فقط إلى إقامة شراكة اقتصادية متينة بين مختلف البلدان المعنية ولكن أيضا لتعزيز العلاقات بين إفريقيا وأوروبا”.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن الخطاب الملكي أكد أيضا أن انضمام دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيداو)، والسنغال وموريتانيا، إلى هذا المشروع الكبير يشهد على أهميته من أجل السلام والاندماج الاقتصادي المنشود في إفريقيا، وأيضا وقبل كل شيء طابعه الجيو – استراتيجي وحيويته في ترسيخ سيادة حقيقية في المجال الطاقي، مضيفا أن “الدعم السياسي والمالي الذي يستفيد منه أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب هو ضمانة رئيسية لنجاحه”.
وقال إن الأمر يتعلق بمشروع يأتي في سياق يتسم بعدم اليقين فيما يتعلق بالتزويد بالموارد الطاقية والحاجة إلى ضمان مصادر مستدامة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والصناعية للبلدان الموقعة على مشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب.
