قال أستاذ القانون الدولي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش، يوسف البحيري، أن الخطاب الملكي، الذي ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة الاحتفال، بالذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء، شكل فرصة للتأكيد على المكانة الاستراتيجية والأولوية التي تمثلها إفريقيا للمغرب.
وأوضح البحيري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الملك جدد التأكيد على أن إفريقيا كانت على الدوام أولوية استراتيجية للمملكة، مضيفا أن هذه المكانة التاريخية تأكدت وتعززت في عهد الملك محمد السادس.
وأبرز في هذا الصدد أن مشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب، والذي سيشكل عاملا من عوامل التنمية الاجتماعية والاقتصادية وضامنا للأمن الطاقي لدول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، يندرج في إطار التزام المغرب بالتعاون جنوب – جنوب، كما جسدت ذلك الإجراءات التي اتخذها الملك محمد السادس، منذ اعتلائه العرش، من أجل تعزيز التضامن مع إفريقيا وشعوبها.
وتابع أن الملك اعتبر مشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب توجها أساسيا للعلاقات المتميزة التي تجمع المغرب والدول الإفريقية، وامتدادا طبيعيا وعمقا استراتيجيا للمغرب.
علاوة على ذلك، أشار العميد السابق لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش إلى أن الملك محمد السادس أكد مجددا أن مقاربة الدفاع عن مغربية الصحراء تنطلق من رؤية مندمجة تجمع بين العمل السياسي والدبلوماسي وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبشرية للمنطقة.
وأبرز وتيرة التطور الذي تعرفه الأقاليم الجنوبية للمملكة، والتي تشهد طفرة عامة، تتجلى بوضوح في تطوير البنية التحتية وتنفيذ مشاريع اقتصادية واجتماعية كبيرة، من بينها الطريق السريع تيزنيت – الداخلة، الذي بلغ مراحله الأخيرة، وربط المنطقة بالشبكة الكهربائية الوطنية، إضافة إلى تقوية وتوسيع شبكات الاتصال، وإنجاز محطات الطاقة الشمسية والريحية وقرب انطلاق بناء الميناء الكبير الداخلة – الأطلسي.
وقال إن هذه المشاريع ستسهم بلا شك في تحسن ملحوظ في النمو الاقتصادي وجودة حياة السكان، كما تشهد على ذلك الزيادة المستمرة في الاستهلاك، وتقلص الفقر والفوارق الاجتماعية.
وذكر البحيري، في هذا الصدد، التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة المقدم إلى مجلس الأمن، حيث شدد على أهمية وحجم الاستثمارات التي يقوم بها المغرب في الأقاليم الجنوبية، مع التركيز على مستوى التطور الذي تحقق في هذه الأقاليم، مضيفا أن وفودا من عدة دول أجنبية زارت الداخلة والعيون هذه السنة لاستكشاف الفرص الاستثمارية العديدة في الأقاليم الجنوبية للمملكة.