افتتحت الخميس بمراكش، أشغال الدورة الأولى للمؤتمر الإفريقي للفيزياء الطبية، بمشاركة ثلة من الأساتذة-الباحثين، والطلبة والخبراء المغاربة والأجانب ينحدرون من بلدان إفريقية وغربية، وذلك بهدف تسليط الضوء على المستجدات الطارئة في هذا المجال.
وينظم هذا الحدث الكبير، الذي يتناول موضوع “الفيزياء الطبية بإفريقيا : من التشخيص إلى العلاج”، من طرف جامعة محمد الخامس بالرباط من خلال المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن التابعة لها، وبدعم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبشراكة مع فيدرالية الجمعيات الإفريقية للفيزياء الطبية.
وتتمحور أشغال المؤتمر، المنظم إلى غاية 12 نونبر الجاري، حول تبادل الأفكار ومناقشة الخبرات وأحدث الابتكارات في قضايا الفيزياء الطبية وتشخيص الحاجيات بين المغاربة ونظرائهم الأفارقة، مع استشراف آفاق التعاون والشراكة بدعم المنظمات الدولية في إطار الاستعمال الآمن والفعال للأشعة خاصة في مجال العلاج.
وفي تصريح لقناة إم 24 الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، محمد الغاشي، أن “هذا المؤتمر العالمي يمكن شركاءنا الذين ينحدرون من مختلف البلدان الإفريقية من الفرصة لبحث المستجدات الطارئة على المجال الطبي ونسج أواصر مؤسساتية وشخصية”.
وأبدى ارتياحه للتجربة التي طورها الأطباء الفيزيائيون المغاربة خلال السنوات الأخيرة، والتي جعلت من المملكة رائدا على صعيد إفريقيا، مشيرا إلى أن “اختيار المغرب لاحتضان الدورة الأولى من هذه التظاهرة العلمية يعكس ريادة بلدنا في هذا المجال”.
أما خالد البكري مدير المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بالنيابة، فأكد، من جهته، أن هذا اللقاء العلمي يروم إحداث التقائية بين الأطباء الفيزيائيين، والمهندسين والإكلينكيين من أجل تطوير هذه الشعبة من الفيزياء، التي تضم تطبيقات الفيزياء الطبية على صعيد القارة.
وبعدما أشار إلى “ندرة الكفاءات في الفيزياء الطبية بالمغرب وإفريقيا”، دعا إلى تضافر جهود كافة الأطراف المعنية من أجل خلق التقائية وتطوير هذا القطاع الاستراتيجي في المنظومة الصحية.
من جانبه، كشف كريس طراورنيشت، رئيس فيدرالية الجمعيات الإفريقية للفيزياء الطبية أن الدورة الأولى للمؤتمر الإفريقي للفيزياء الطبية، والتي تجمع مشاركين يمثلون 30 بلدا إفريقيا، تتوخى “النهوض بهذه الشعبة بإفريقيا والخلوص، من ثمة، إلى إرساء شبكة مهنية بين المهنيين”.
وبخصوص تطور هذا المجال بالمغرب، أوضح أن “عدد الأطباء الفيزيائيين بالمغرب ارتفع بشكل ملموس خلال السنوات الأخيرة”، مضيفا أن هذا القطاع يتوفر اليوم “على تقنيات وتجهيزات متطورة جدا”.
وتم على هامش حفل الافتتاح التوقيع على ثلاث اتفاقيات شراكة تجمع الأولى بين جامعة القاضي عياض بمراكش، وجامعة محمد الخامس بالرباط، أما الثانية فتصل كلية العلوم السملالية التابعة لجامعة القاضي عياض والمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، أما الثالثة فوقعت بين الجمعية الأوروبية للعلاج الإشعاعي والأونكولوجيا والمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن.
ويلقي المشاركون في هذا اللقاء العلمي عروضا في مجالات تخصصهم، كما يتدارسون مستجدات استعمال الفيزياء في المجال الطبي من التشخيص إلى العلاج، “مما سيعزز دور المغرب كواجهة وملتقى عالميا في هذا المجال من الناحيتين التقنية والعلمية”.