التمكن على الأقل من تحقيق نفس الإنجاز الذي بصمت عليه بلجيكا في العام 2018، هو الطموح المعلن عنه بوضوح من طرف “الشياطين الحمر” برسم منافسات كأس العالم في قطر 2022 (20 نونبر- 18 دجنبر).
فبعد أربع سنوات من ظفره بالميدالية البرونزية في روسيا، يؤمن المنتخب البلجيكي بحظوظه في اعتلاء منصة التتويج. فهل ستكون هذه هي الفرصة المواتية لكسر جدار الحظ العاثر، في الوقت الذي تحوم فيه الشكوك حول قدرة زملاء كيفين دو بروين في بلوغ المربع الذهبي.
وتدرك بلجيكا، التي وقعت في المجموعة السادسة إلى جانب كل من كندا (23 نونبر)، المغرب (27 نونبر) وكرواتيا (فاتح دجنبر)، أن مهمتها ستكون صعبة منذ البداية. حيث سيكون عليها النجاح في اختبار المجموعات قبل التطلع إلى ما هو أبعد من ذلك.
وبينما لم يتم بلوغ هدف 2022، بعد الإخفاق في التأهل للمرحلة النهائية من عصبة الأمم، يبقى الفريق مستعدا لرفع التحدي، لاسيما وأن الجيل الذهبي لبلجيكا لم يسبق له الفوز بعد بمسابقة دولية.
والأكيد أن بلجيكا، التي احتلت المرتبة الثانية في تصنيف الفيفا، بعد فقدانها كرسي الصدارة لصالح البرازيل في بداية العام، تشارك في منافسات كأس العالم ضمن خانة كبار المرشحين، لكن الشكوك التي تحيط بالفريق لم يسبق أن كانت على هذا القدر، على الأقل خلال السنوات الأخيرة.
وبعد أداء متوسط في كأس أوروبا، مع أسماء أساسية (إيدن هازارد، روميلو لوكاكو) الذين يواجهون صعوبات مع أنديتهم، بعيدا عن مستواهم للسنوات الأخيرة، ولاعبين شبان لا يمتلكون تجربة المنافسات الكبرى (أمادو أونانا، شارل دي كاتيلير…)، ودفاع كبير في السن (توبي ألديرفيرلد -33 سنة- ويان فيرتونغن- 35 سنة)، ي بدي المراقبون البلجيكيون بعض التحفظات إزاء قدرة المجموعة الحالية على المضي قدما إلى أبعد مدى.
وينطبق هذا الأمر، بالخصوص، على المهاجم قوي البنية الذي يلعب في صفوف فريق إنتر ميلان، لوكاكو، والجناح/صانع ألعاب ريال مدريد، هازارد، اللذين يبعثان على القلق أكثر من غيرهما.
فبينما أعرب الناخب البلجيكي، روبرتو مارتينيز، عن “ابتهاجه” لرؤية لوكاكو يبصم على عودته مع فريق إنتر ميلان قبل ثلاثة أسابيع، مراهنا على المباريات الأخيرة حتى يتمكن من استعادة طعم المنافسة، سيتعين على المدرب التعامل مع إصابته الجديدة في رباط الركبة. وسيتمثل الهدف في الاعتماد عليه خلال المباراة الثانية التي سيتم خوضها ضد الفريق الوطني المغربي.
ومع وقت لعب هزيل مع النادي الملكي (229 دقيقة في هذا الموسم)، أضحى عميد الشياطين الحمر هدفا لانتقادات شديدة في إسبانيا، بسبب أدائه البعيد عما كان عليه عندما كان يلعب في شيلسي، وأسلوب حياته خارج الملعب ومشاكل الوزن. ومع ذلك، يواصل مدرب المنتخب البلجيكي الدفاع عنه والإيمان بقدرته على إحداث الفارق بفضل “موهبته الرائعة”.
وليس لوكاكو وهازارد هما مصدرا التوجس الوحيدين بالنسبة للمنتخب. فمنذ 2018، خاض الفريق 49 مباراة، وانضم 27 لاعبا جديدا للمنتخب، وهناك ثمانية لاعبين خاضوا أو سيبلغون قريبا 100 مباراة. فهناك مشكل حقيقي يتعلق بـ “التقدم في السن”، والذي يرغم الطاقم التقني على تغيير طريقة اللعب من حيث جوانب معينة، وذلك قصد تعويض نقص السرعة وقوة الاندفاع من خلال المزيد من النضج والوضوح في الاختيارات على أرضية الملعب.
ومع ذلك، يظل روبرتو مارتينيز متفائلا بشأن فرص فريقه. فقد قال في تصريح للتلفزيون البلجيكي “أعتقد أننا أقوى مما كنا عليه في 2018 على المستوى الجماعي، وذلك بكل بساطة راجع للخبرة التي راكمناها في روسيا. الفوز بالميدالية البرونزية في كأس العالم لأول مرة في تاريخك هو تجربة تجعلك أفضل. كنت أعرف ما نريد تحقيقه، وأدركت ما نحن بحاجة إلى تحسينه. لقد قلتها في ذلك الوقت، كنا نفتقر إلى بدائل في بعض مراكز اللعب المهمة، وأعتقد أننا قد وجدنا حلا لذلك”.
وأضاف أنه على مدى السنوات الأربع الماضية، “تمكنا من إيجاد أربعة لاعبين لكل مركز، بناء على الأسلوب الذي نريد اعتماده وهوية خصمنا. الشباب الجدد الذين انضموا للمنتخب يقدمون لنا الكثير من الاحتمالات للتعويض عن المغادرين”.
ومع ذلك، يظل الناخب البلجيكي حذرا، حيث قال “بعد مباريات المجموعة الثلاث، سيكون بمقدوري إخباركم بتموقعنا في بقية البطولة. سيكون من الحماقة الذهاب إلى أبعد من ذلك الآن”.
ومع تؤهلها الخامس على التوالي لبطولة كبرى والمرحلة الرابعة عشرة النهائية لكأس العالم، تراهن بلجيكا على قيمها الأكيدة، لاسيما أفضل حارس مرمى في العالم، تيبو كورتوا، وصانع ألعابها اللامع، كيفين دو بروين، وظهيرها يانيك كاراسكو، مع الأمل في أن يستعيد إيدن هازارد وروميلو لوكاكو إمكانياتهما.
ويتذكر الطاقم التقني للشياطين الحمر، الذي يأمل في أن يكون الحظ إلى جانبه في قطر، أنه خلال مرحلة تصفيات المنطقة الأوروبية لكأس العالم، بصمت بلجيكا على مسار متألق. ففي مجموعة تتألف من ويلز وجمهورية التشيك وإستونيا وبيلاروسيا، فاز البلجيكيون في 6 مباريات وتعادلوا في اثنتين وقبل كل شيء لم يتلقوا أي هزيمة.