على غرار باقي دورات كأس العالم، ستجمع قطر 2022 في حدث واحد أفضل اللاعبين في عالم كرة القدم، لكنها تنفرد بخصوصيات أيضا حيث تعد بمستوى عال من المنافسة، ولا سيما على المستوى الشخصي: يلعب أبرز النجوم هذه السنة بطموحات كبيرة لانتزاع التتويج الأمجد على الإطلاق.
وهو الأمر الذي ينطبق بشكل خاص على ليونيل ميسي (35 سنة) ونيمار (30 سنة) وكريم بنزيمة (34سنة)، الذين أحرزوا تقريبا كل شىء ويأملون الآن في تتويج مشوارهم الاحترافي بلقب المونديال الذي ينقص سجلهم.
وبالفعل، فإن لقب كأس العالم هو الوحيد الذي يفتقر إليه سجل ميسي، الذي وصل إلى ربع النهاية في دورتي 2006 بألمانيا و 2010 بجنوب إفريقيا، وبلغ النهائي الحزين في 2014 بالبرازيل، وأدرك ثمن النهاية في روسيا 2018.
وسيحاول ميسي للمرة الخامسة نيل اللقب المتمنع بالنسبة إليه ، لكنه يعود هذه المرة بمعنويات عالية. والأكيد أن المعجزة الأرجنتينية قد فشل على مشارف المجد في البرازيل 2014 (الهزيمة في النهاية أمام ألمانيا)، لكنه عزا نفسه بالفوز بكأس كوبا أمريكا، وهو أول لقب له مع منتخب الكبار.
وعلى الرغم من تقدمه في السن ، يظل ميسي أحد أفضل اللاعبين في العالم، وقد تكيف ليظل حاسما بفضل قدم يسرى لا تقهر. وخير دليل على ذلك ، أن وضع لاعب نادي باريس سان جيرمان الفرنسي جيد في ناديه (12 هدفا و13 تمريرة حاسمة في 17 مباراة)، ولكن أيضا رفقة المنتخب (9 أهداف وتمريرتان حاسمتان في آخر 5 مباريات).
كذلك، يلعب ميسي ضمن منظومة تكتيكية طورها سكالوني، مدرب المنتخب الأرجنتيني، ليحرره من أي دور آخر غير دور المبدع، وبالتالي يظل هو المزود الرئيسي واللاعب الأكثر حسما في المجموعة، يعتمد عليه الجميع حصريا، مما ينأى به من تحمل عبء الفريق بالكامل على عاتقه.
وبالنسبة لنيمار، الهداف التاريخي للمنتخب البرازيلي في المباريات الرسمية، فإن هذه دون أدنى شك تبقى آخر فرصة له للفوز بكأس العالم. لقد فاز بكل شيء في مسيرته ويبدو أنه مستعد تماما لمحاولته الظفر باللقب الذي يتوق إليه كثيرا، خاصة أنه لم يفقد أي شىء من موهبته وحقق بداية قوية على مستوى ناديه هذا الموسم.
وبالفعل، كان متألقا مع منتخب بلاده خلال اللقاءات الأخيرة، وبصم على مرحلة أولى متميزة من الموسم مع باريس سان جيرمان، حيث سجل معه 12 هدفا، من بينها 11 في البطولة الفرنسية، وقدم تسعة تمريرات حاسمة.
وكقائد لجيل يبحث عن أول لقب عالمي منذ سنة 2002 ، سيتعين على نيمار أن يتولى دور المتزعم للسيليساو، الفائز خمس مرات بكأس العالم (1958 و1962 و1970 و1994 و 2002)، وهو مؤهل لهذا الأمر. رؤيته للعبة وأسلوبه الأنيق في اللعب وقدرته على المسير الطويل والكرة لا تفارق قدميه.
أما بالنسبة لكريم بنزيمة، فإن المشاركة في المونديال هي بمثابة ثأر من القدر. فقد تم تهميشه في بداياته في أعقاب قضية ابتزاز في أكتوبر 2015 ، ثم ركنه ديدييه ديشان جانبا، ليتم استبعاده أخيرا لفترة غير محددة في أبريل 2016 ، قبل أن يتم اختياره للمشاركة في دوري الأمم الأوربية 2020 ، الذي أقيم سنة 2021.
وكان وراء هذه العودة عمل شاق قام به في ريال مدريد والذي سمح له بالاستفادة من رحيل كريستيانو رونالدو لولوج عوالم أخرى، للاعبين كبار وإقناع المدرب الفرنسي بأدائه.
وبنزيمة صاحب 37 هدفا في 97 مباراة دولية ، والذي فاز مؤخرا بأول جائزة للكرة الذهبية بعد موسم استثنائي تميز بنيل للقبي دوري أبطال أوروبا والبطولة مع نادي ريال مدريد (45 هدفا، 14 تمريرة حاسمة في 47 مباراة)، يتطلع بشغف لحمل كأس العالم يوم 18 دجنبر المقبل، يوما قبل الاحتفال بعيد ميلاده الـ35.