قال القائم بأعمال سفارة المغرب في بوجومبورا، محمد السلاوي، أن المملكة المغربية ترغب في رؤية تعاونها مع بوروندي يتخذ طابعا استراتيجيا ومتعدد الأبعاد.
وأشاد الدبلوماسي المغربي، في حوار مع صحيفة “Le Renouveau” البوروندية، بجودة العلاقات الثنائية بين المغرب وبوروندي، مبرزا أن رغبة المملكة نابعة من روح ميثاق الدار البيضاء (1961)، الذي أسس لتعزيز الوحدة الإفريقية.
وشدد السلاوي، في هذا الصدد، على أهمية التعاون اللامركزي بين الجماعات الترابية في البلدين، مسلطا الضوء بشكل خاص على إطلاق مشروع شراكة بين جماعة أركانة المغربية وجماعة موومبا في بوروندي.
وتروم هذه الشراكة، وفقا للسلاوي، إنجاز مشروعين أساسيين لفائدة الساكنة المحلية، ويتعلق الأمر بمشروع لتعزيز ربط ساكنة الجماعتين بالماء الصالح للشرب وآخر لتعزيز إنتاج وتسويق العسل.
وأشار الدبلوماسي المغربي إلى أن هذه الشراكة، التي تطلبت غلافا ماليا يقدر بـ 240 ألف دولار، تم تمويلها من قبل الصندوق الإفريقي لدعم التعاون اللامركزي للجماعات الترابية، مضيفا أن هذه المبادرة دفعت حاكم إقليم بوبانزا إلى المطالبة بتكرار هذه التجربة بين جماعته وجماعة ترابية مغربية.
وعلاوة على التعاون الثنائي البحت، أبرز القائم بأعمال سفارة المغرب في بوجومبورا أهمية المشاريع متعددة الأطراف في تحقيق التنمية المندمجة بالبلدين، مسلطا الضوء على مشروع خط أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا، الذي سيعود بالنفع أيضا على بوروندي.
كما استشهد السلاوي بمضمون الخطاب السامي الذي وجهه الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء، مبرزا أن مذكرة التفاهم الموقعة مؤخرا، بالرباط، مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وفي نواكشوط مع موريتانيا والسنغال تعكس التزام الدول المعنية بالمساهمة في تحقيق هذا المشروع الاستراتيجي وإرادتها السياسية لإنجاحه.
وخلص الدبلوماسي المغربي إلى التأكيد على أن خط أنبوب الغاز سيوفر، بالإضافة إلى المغرب وموريتانيا، لكافة بلدان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا فرصا وضمانات في مجال الأمن الطاقي، والتنمية الاقتصادية والصناعية والاجتماعية، مضيفا أن الأمر يتعلق بمشروع من أجل السلام، والاندماج الاقتصادي الإفريقي، والتنمية المشتركة لفائدة الأجيال الحاضرة والمستقبلية.
