أكّد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، السويسري جاني إنفانتينو، دعمه لمجتمع الميم والعمال المهاجرين، لكنه في المقابل وجّه انتقادات شديدة اللهجة للدول الأوروبية، واصفاً الدروس الاخلاقية التي تحاول تسويقها باسم حقوق الانسان بـ”النفاق” وذلك عشية انطلاق مونديال قطر 2022.
وتوجّه انفانتينو إلى وسائل الاعلام قائلاً “اليوم أشعر أني قطري، اليوم، أشعر بأني عربي، أشعر بأني إفريقي، بأني مثلي، أشعر بأني من أصحاب الإعاقة، اليوم أشعر بأني عامل مهاجر”.
وأضاف، من المركز الإعلامي للبطولة في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، أن “هذا الأمر يعود بي إلى قصّتي الشخصية، أنا ابن عامل مهاجر (من أصل إيطالي)، واعرف جيداً ما يعني التمييز، التنمّر عندما تكون أجنبيا”.
وتواجه قطر، منذ 12 عاماً، عندما حصلت على حق استضافة المونديال، حملة انتقادات شرسة، لسجلها في مجال حقوق الإنسان، والتعامل مع العمال المهاجرين ومجتمع الميم.
لكن المسؤولين القطريين يردون على ذلك بأن بلادهم هي عرضة “للعنصرية” و “المعايير المزدوجة”.
وأشاروا إلى الإصلاحات المتعلقة بظروف العمل والسلامة التي تم الترحيب بها باعتبارها رائدة في منطقة الخليج.
أردف إنفانتينو الذي خلف مواطنه جوزيف بلاتر عام 2016 بعد فضيحة فساد مدوية، في أروقة فيفا، “عندما كنت طفلاً (في سويسرا)، تم التنمر علي، لأن وجهي كان مليئا بالنمش، لاني كنت إيطالياً ولا أتحدث الألمانية بطلاقة”.
وتابع إنفانتينو الذي افتتح المؤتمر بخطاب دام نحو ساعة “كان والداي يعملان بجدية في ظروف صعبة، ليس في قطر، لكن في سويسرا، أتذكر جيداً، وأنا هنا لا أتحدث عن التمييز في جنوب إفريقيا، أتذكر، عندما كنت طفلاً، كيف كان يتم التعامل مع المهاجرين، ما كان يحصل من إجراءات لدخول هذه الدولة أو تلك”.
ووصف الانتقادات المتعلقة بكأس العالم بـ”الدروس الأخلاقية”، التي تنم عن “النفاق”، عشية انطلاق المنافسات في الدولة الخليجية الغنية بالغاز، التي تتعرض لحملة انتقادات واسعة، منذ أن اختيرت لتنظيم أكبر حدث كروي، للمرة الأولى، في العالم العربي “أنا هنا ليس لإعطائكم دروساً في الحياة، لكن ما يحصل في الوقت الحالي هنا ليس عادلاً على الإطلاق. الانتقادات المتعلقة بكأس العالم تنم عن نفاق”.
وأضاف “بالنسبة إلينا كأوروبيين ما قمنا به على مدار 3 آلاف سنة سابقة، يتعين علينا الاعتذار عنه، على مدار 3 آلاف سنة مقبلة، قبل أن نعطي دروساً للآخرين. هذه الدروس الأخلاقية تنم عن النفاق”.
قرار حظر الجعة
وتطرّق إنفانتينو الى قرار فيفا بحظر تناول الجعة في محيط الملاعب الثمانية، فاعتبر ان مشجعي كرة القدم في كأس العالم يستطيعون العيش 3 ساعات من دون تناول الجعة “أعتقد شخصياً بأنك اذا لم تشرب الجعة على مدى 3 ساعات بإمكانك أن تعيش. الأمر سيان في فرنسا، إسبانيا واسكتلندا”.
وكان فيفا أعلن، الجمعة، بشكل مفاجئ حظر بيع المشروبات الكحولية للمشجعين في محيط الملاعب، بعد “مناقشات” مع الدولة المضيفة. ولم يشر فيفا إلى السبب وراء هذا القرار المفاجئ، لافتاً في بيانه إلى أن بيع المشروبات الكحولية سيكون محصوراً فقط بمناطق المشجعين.
وستبقى الجعة متاحة في أجنحة الشخصيات الكبرى في الملاعب، ومنطقة المشجعين الرئيسية، في الدوحة، التابعة لفيفا، وبعض مناطق المشجعين الخاصة ونحو 35 فندقا وحانات في المطاعم.
وأثارت مسألة تناول المشروبات الكحولية، خلال مونديال 2022، جدلا في هذه الدولة المسلمة المحافظة، بعد نيلها شرف التنظيم في ديسمبر عام 2010، لا سيما بأن استهلاك الكحول في الأماكن العامة ممنوع فيها، كما لا يُسمح للزوار بإحضارها إلى البلاد، لكن يمكنهم الحصول عليها، فقط، في بعض حانات الفنادق والمطاعم. ويمكن للمغتربين غير المسلمين شراءها من متجر مخصّص يتطلب تصريحاً خاصاً.
وتنطلق منافسات كأس العالم، الأحد، بمواجهة قطر، الدولة المضيفة مع الإكوادور في المباراة الافتتاحية ضمن منافسات المجموعة الاولى على استاد البيت في مدينة الخور.