مواجهات عنيفة بين فلسطينيين ومستوطنين خلال احتفال ديني وسط مدينة الخليل

اندلعت مواجهات عنيفة، السبت، بين فلسطينيين ومستوطنين في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، مما أدى لوقوع إصابات بحسب مصادر متطابقة من الجانبين.

وقالت مصادر فلسطينية وإسرائيلية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن آلاف المستوطنين تجمعوا عند ساحة المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة بمناسبة الاحتفال بعيد “سبت سارة” وساروا في جماعات في شارعي باب الزاوية وبئر السبع وسط المدينة.

وأشارت المصادر الفلسطينية إلى أن المستوطنين خلال الاحتفال هاجموا المنازل والمحال التجارية وأتلفوا بسطات الباعة، خلال سيرهم مما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة بالأيدي ورشق بالحجارة تسببت بإصابة عدد من الفلسطينيين والإسرائيليين بكدمات ورضوض.

وقالت الإذاعة الاسرائيلية إن قوات الأمن الإسرائيلية تدخلت وقامت بالتفريق بين الجانبين.

وأضافت أن عشرات من المشاغبين اليهود ألقوا الحجارة صوب منزل عائلة فلسطينية وسيارات مما أدى لإلحاق أضرار مادية فيها، لافتة إلى أن نحو 27 ألف زائر يهودي توجهوا إلى الخليل لإحياء الذكرى الدينية “سبت سارة”.

وصدحت المساجد في الخليل عبر مكبرات الصوت بالتكبير في غير موعد الصلاة وذلك تعبيرا عن الاحتجاج على أعمال المستوطنين خلال الاحتفال بحسب شهود عيان.

وبث نشطاء فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي لقطات لجماعات المستوطنين وهم يرقصون في شوارع المدينة ويهتفون ضد السكان المحليين.

وقال شادي سدر الناشط الاجتماعي بالمدينة في اتصال مع ((شينخوا)) إن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها المستوطنون بالسير وسط المدينة بأعداد كبيرة.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي أغلق المنطقة التي سار فيها المستوطنون ومنع الفلسطينيين من التنقل في المنطقة.

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية دخول المستوطنين للبلدة القديمة من الخليل واعتداءاتهم على المواطنين والمنازل والمحال التجارية ورفعهم لـ”شعارات عنصرية معادية للفلسطينيين والعرب”.

وقالت الوزارة في بيان تلقت ((شينخوا)) إنها تنظر بخطورة بالغة لهذه التطورات والتي بدأت تأخذ طابعا جماعيا منظما وبمشاركة قوات الجيش “في انعكاس مباشر للتوجهات المعلنة للحكومة الإسرائيلية المقبلة تجاه الشعب الفلسطيني وقضاياه”.

وحمل البيان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الممارسات وتداعياتها، معتبرة إياها دعوة علنية لتفجير دوامة من العنف يصعب السيطرة عليها.

وطالب البيان المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية “بإدانة هذه الاعتداءات واتخاذ ما يلزم من الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي لوقفها فورا ومنع تكرارها، واعتماد جماعات المستوطنين ومن يقف خلفها على قوائم الإرهاب والضغط على إسرائيل لتفكيكها وتجفيف مصادر تمويلها، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ووضع حد لإفلات إسرائيل من المحاسبة والعقاب”.

ويبلغ عدد سكان الخليل قرابة 300 ألف نسمة ويعيش بينهم نحو 800 مستوطن تحت حماية الجيش الإسرائيلي، وفق مركز الإحصاء الفلسطيني. واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في العام 1967 وأقامت عليها المستوطنات، التي تعتبر مخالفة للقانون الدولي، ويعد ملف الاستيطان أبرز أوجه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأحد الأسباب الرئيسية لتوقف آخر مفاوضات للسلام بين الجانبين قبل منتصف العام 2014.

وبحسب مؤسسات فلسطينية وإسرائيلية فإن 450 ألف مستوطن يقطنون في 132 مستوطنة و147 بؤرة استيطانية عشوائية في الضفة الغربية تهدف إلى إحكام الطوق على التجمعات الفلسطينية والاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة