قال مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي إنه مدين بالكثير للمسؤولين عن كرة القدم في بلاده، مؤكداً أنه رد جزءاً بسيطاً من ذلك بقيادته “أسود الأطلس” إلى ربع نهائي مونديال قطر للمرة الأولى في تاريخهم.
وأوضح الركراكي: “أنا سعيد اليوم بهذا الإنجاز لأنني مدين برد الدين للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والشعب المغربي على الثقة التي وضعوها في شخصي لاستلام هذا المنتخب والتطور في المغرب كمدرب، هذا رد بسيط لهذا الدين”.
وأضاف: “أعتبر نفسي منتوجاً محلياً على الرغم من أنه من الصعب فهم ذلك لأنني مزدوج الجنسية وكبرت في فرنسا وحصلت على شهاداتي في فرنسا، يجب أن لا ننسى ذلك، ولكن بلدي الأم هو من منحني فرصتي” في إشارة إلى عمله كمدرب لفريقي الفتح الرباطي والوداد الرياضي والمنتخب المغربي.
“قاطرة القارة السمراء”
ولجأت الجامعة الملكية المغربية إلى خدمات الركراكي في نهاية غشت الماضي لخلافة البوسني وحيد خليلودجيتش، بعدما أبلى البلاء الحسن مع الوداد الرياضي وقاده إلى ثنائية الدوري المحلي ودوري أبطال إفريقيا والى المباراة النهائية لمسابقة كأس العرش.
وقال الركراكي: “لدينا جيل جديد بعقلية جديدة وكل ما كان سلبياً بات من الماضي نحن تطورنا وبلدنا أيضاً نريد أن نكون متنافسين، فهذا ليس منتخب المغرب لعام 2018 ولا حتى إسبانيا 2018، أظهرنا أن منتخب بلدنا من طينة المنتخبات الكبيرة، نقاتل من أجل المغرب، وهذا ما يجمعنا ويقوينا، طموحنا أن نكون مثالاً جميلاً للبلدان الأخرى، نحاول أيضاً أن نكون قاطرة في القارة الإفريقية”.
وأردف قائلاً: “القارة السمراء تتطور والعديد من البلدان تقوم بالكثير من الجهد من أجل ذلك، والمغرب يقوم بذلك منذ أكثر من 10 أعوام وبدأت الثمار تؤتي أكلها”.
وتابع “منذ وصولي إلى الدوري المغربي عام 2014 بعدما عملت مساعداً لمدرب المنتخب في 2013، تطورت العديد من الأمور في المغرب من ملاعب وبنى تحتية وأشياء أخرى، الجامعة الملكية المغربية قامت بجهود هائلة، لدينا ملاعب من المستوى العالي”.
“طموحات لا حدود لها”
وأعرب الركراكي عن تقديره لاعتماد المنتخبات الإفريقية على مدربيها المحليين “هذا شيء جيد للمنتخبات الإفريقية التي تثق في أبناء بلدها، هناك برامج تكوين كثيرة، نحن لاعبون قدامى ونعرف بلداننا أكثر من أي شخص والروح التي نبثها في صفوفه”.
وهنأ الركراكي الذي أصبح أول مدرب أفريقي في التاريخ يصل إلى ربع نهائي المونديال، زميله سيسيه الذي قاد بلاده إلى الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخها قبل الخروج على يد إنجلترا “واجه (سيسيه) انتقادات كثيرة قبل المونديال لكنه نجح في إسكاتها بإنجازه الذي فتح لنا الطريق، إنها مسألة كفاءات، وإذا كان هناك مدرب محلي كفء فهو أحسن بالنسبة لي من المدرب الأجنبي”.
تابع “لا يهمني أن أكون أول مدرب إفريقي يبلغ ربع نهائي كأس العالم، لا أحب أن أشخصن الأشياء، إذا امتلكت المهارات ستقدم أشياء جيدة، عملت جاهداً للوصول إلى هنا، لدي طموحات لا حدود لها، وأحاول نقل ذلك للاعبين، عندما أكون رجلاً مسناً ربما أتذكر هذه اللحظات وأفرح، لكن حالياً أنا سعيد بما حققه المنتخب مع مدرب مغربي فقط، عليكم أن تثقوا بهم لأن المدربين المغاربة قادرين على تحقيق الإعجاز”.
وختم “نقطة أخيرة لا يجب أن ننساها، لولا الجمهور لما حققنا هذا الإنجاز، لقد أتوا وحصلوا على التأشيرات وحجزوا الفنادق ليدعمونا، كما حظينا بدعم مشجعي منتخبات أخرى أيضاً”.