حذّر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، القادة الأفارقة خلال قمة الثلاثاء، من أن الصين وروسيا تلعبان دورا “مزعزعا للاستقرار” في القارة مع تنامي نفوذهما.
وقال أوستن خلال اجتماع مع عدد من القادة الأفارقة في مستهلّ قمة أمريكية إفريقية تستمرّ ثلاثة أيام، “أعتقد أن الجمع بين هذه الأنشطة من جانب هذين البلدين، يستحق المراقبة. وبالتأكيد، أعتقد أن تأثيرهما يمكن أن يكون مزعزعا للاستقرار”.
واعتبر أوستن أن الصين تعزز تواجدها في القارة “بشكل يومي” من خلال تنامي نفوذها الاقتصادي.
وقال إن “ما يثير القلق هو عدم تصرفهم دائما بشفافية فيما يتعلق بما يقومون به وهذا يخلق مشاكل ستؤدي في نهاية المطاف إلى زعزعة الاستقرار إن لم يكن قد قاموا بذلك بالفعل”.
وأضاف أوستن أن روسيا “تواصل بيع أسلحة رخيصة” ونشر “مرتزقة في أنحاء القارة” معتبرا أن “ذلك مزعزع للاستقرار أيضا”.
وتستضيف الولايات المتحدة التي لطالما اتُهمت بإهمال إفريقيا، الثلاثاء، قمة تضم العشرات من القادة الأفارقة، تهدف إلى استعادة النفوذ في القارة وخصوصا في مواجهة المنافسة الصينية.
وفي مسعاها لاستمالة شركاء أفارقة مترددين في بعض الأحيان، تعهّدت الولايات المتحدة “تخصيص 55 مليار دولار لإفريقيا على مدى ثلاث سنوات” بحسب البيت الأبيض.
وقال المستشار الرئاسي جايك ساليفان للصحافيين، الاثنين، إن هذه الأموال، التي سيتم الكشف عن كيفية توزيعها خلال القمة التي تستمرّ ثلاثة أيام برعاية الرئيس جو بايدن، ستخصص للصحة والاستجابة لتغير المناخ.
وأعلنت إدارة بايدن الثلاثاء منح 4 مليارات دولار بحلول عام 2025 للتوظيف وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية في إفريقيا، لاستخلاص العبر من أزمة وباء كوفيد-19.
وتطرقت القمة في يومها الأول أيضا إلى مسألة استكشاف الفضاء مع توقيع نيجيريا ورواندا اتفاقيات أرتميس بدفع من الولايات المتحدة. وهما أول دولتين إفريقيتين تُقدمان على مثل هذه الخطوة.
يشارك حوالي خمسين من القادة والرؤساء الأفارقة، بعضهم يواجه انتقادات شديدة في مجال احترام حقوق الانسان، في هذه القمة، الثانية من نوعها بعد تلك التي نظمت قبل ثماني سنوات في 2014 في ظل رئاسة باراك أوباما.
سيتحدث الرئيس بايدن الذي لم يزر بعد دول أفريقيا جنوب الصحراء منذ بدء ولايته، الأربعاء والخميس أمام القمة.
وسيدعو إلى تعزيز دور إفريقيا على الساحة الدولية مع مقعد في مجلس الأمن الدولي، والى تمثيل الاتحاد الأفريقي رسميا في قمة مجموعة العشرين.
خلال منتدى نُظّم على هامش القمة للجالية الإفريقية في الولايات المتحدة، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أن الاستراتيجية الأمريكية الجديد تتلخص بكلمة واحدة هي “شراكة”.
وقال خلال هذا المنتدى الذي أُقيم في متحف إفريقيا في العاصمة الأمريكية، إن كل هذا، “إدراكا منا أننا لا نستطيع حلّ أولوياتنا المشتركة بمفردنا”.
وكُشف عن استراتيجية “إفريقيا” الجديدة، الصيف الماضي، مع الإعلان عن إصلاح شامل للسياسة الأمريكية في دول إفريقيا جنوب الصحراء لمواجهة الوجود الصيني والروسي هناك.
الصين هي أول دائن عالمي للدول الفقيرة والنامية وتستثمر بمبالغ طائلة في القارة الإفريقية الغنية بالموارد الطبيعية.
إلى جانب الاستثمارات، سيكون تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي – الذي تفاقم بسبب الحرب في أوكرانيا – أو حتى العلاقات التجارية والحوكمة وكذلك دور المجتمع المدني، محور اللقاء.
تتوقع الدبلوماسية الأمريكية أيضا “مناقشة قوية” حول قانون يعود لسنة ألفين ويتعلق بالنمو في إفريقيا ويربط إزالة الرسوم الجمركية بالتقدم الديموقراطي والذي ينتهي عام 2025.
وستشكل القمة أيضا مناسبة، على الهامش، لبحث سلسلة نزاعات من إثيوبيا وصولا إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية.