“جهاز سكانير ذكي وفعال وغير ضار ومنخفض التكلفة للكشف عن سرطان الثدي”، هو اختراع مغربي سيساهم بلا شك في خفض معدل وفيات النساء بسبب هذا المرض، الذي يعتبر أكثر السرطانات انتشارا في صفوف النساء على مستوى العالم. وفاز هذا الاختراع المتمثل في إنجاز شبكة هوائيات ذكية بتكنولوجيا الشرائط الدقيقة للكشف عن سرطان الثدي عن طريق التصوير بالميكروويف، بجائزتين في المسابقة الدولية للاختراع والابتكار “إيكان 2022″، التي نظمت مؤخرا في تورونتو بكندا، وذلك بحصده للميدالية الذهبية وجائزة التميز.
ويعود الفضل في هذا الإنجاز التكنولوجي وهو عبارة عن “سكانير ذكي جديد للكشف عن سرطان الثدي عن طريق التصوير بالميكروويف”، إلى مدير مركز الابتكار التكنولوجي بالمدرسة المحمدية للمهندسين، التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط، البروفيسور حسن عمور، وفريقه من الباحثين المكون من البروفيسور كارلي رضوان، والبروفيسور الركيك زكرياء، والباحثتين بسلك الدكتوراه قانون سامية، وحموش نرمين.
وفي هذا الإطار، قال البروفيسور عمور في تصريح للقناة الإخبارية “M24” التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، “لقد كان دافعنا هو تقديم مساهمة في مجال الصحة، على الصعيد الوطني والإفريقي وكذا الدولي، ولاسيما في مجال الكشف المبكر عن سرطان الثدي، الذي يعتبر السرطان الأكثر انتشارا في صفوف النساء بالمغرب بأكثر من 40 ألف حالة جديدة كل سنة”.
وأبرز أن هذا الابتكار “سيتم استخدامه في المستشفيات والمصحات وعيادات الأطباء. وبفضل الكشف المبكر واسع النطاق، سيمكن هذا السكانير الذكي من التقليل من نسبة وفيات النساء بسبب سرطان الثدي”.
وأوضح مدير مركز الابتكار التكنولوجي، أن “هذا الاختراع أصلي وغير مسبوق، كما أنه يضمن توفير أزيد من 80 بالمائة من سعر أجهزة الكشف عن سرطان الثدي الموجودة حاليا. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا السكانير يمكن من الكشف وتحديد موضع الأورام التي يقل حجمها عن 2 ملميتر، وهو ما يعكس دقته العالية”.
وفي معرض حديثه عن الخطوة المقبلة، أشار البروفيسور عمور إلى أنه “سبق وأنجزنا اختبارات على أثداء اصطناعية، وكانت النتائج التجريبية ممتازة. وقريبا، سننتقل إلى الاختبارات السريرية”.
وأعرب عن أمله في الحصول على الدعم المالي من الفاعلين الصناعيين في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص، من أجل وضع اللمسات الأخيرة على النموذج الأولي والانتقال إلى مرحلة التسويق.
وتجدر الإشارة إلى أن مسابقة “إيكان 2022″، التي تم خلالها تتويج الاختراع المغربي، عرفت مشاركة 81 دولة وجهة وأزيد من 700 اختراع وابتكار. ويتم تنظيم هذه المسابقة من طرف جمعية تورونتو الدولية للابتكار والمهارات المتقدمة (TISIAS) بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات المخترعين (IFIA) والجمعيات العالمية للملكية الفكرية (WIIPA) ومبادرة الابتكار التعاونية (ICO).
