وضع إيلون ماسك مصيره في رئاسة تويتر بين أيدي المستخدمين، إذ وضع استطلاعا عبر المنصة يسألهم فيه ما إذا كان عليه التنحي من منصبه كرئيس للشبكة، متعهدا بالالتزام بالنتيجة والعمل وفق المقتضى.
ونشر ماسك تغريدة كتب فيها “هل عليّ التنحي عن رئاسة تويتر؟”، مع احتمالين هما “نعم” و”كلا”.
وأضاف “سأعمل بنتيجة هذا الاستطلاع”.
وقرابة الساعة 10,40 ت غ، قبل أقل من ساعة من انتهاء الاستطلاع، كان 58% من المشاركين الذين قارب عددهم 17 مليونا يؤيدون قرار التنحي.
وفي مناقشات جانبية مع متابعيه، أشار ماسك إلى أنه لم يعدّ أي خطة لخلافته.
وكتب “لا أحد يريد تولي الوظيفة التي تبقي تويتر على قيد الحياة. لا خلف لدي”.
وقدّم الباحث في جامعة “ام اي تي” الأميركية ليكس فريدمان “اقتراحا مسليا” أبدى فيه استعداده لإدارة المنصة لفترة وجيزة من دون أي راتب.
ورد ماسك عليه قائلا إن تويتر “تتجه سريعاً نحو الإفلاس”.
وأضاف في رده على الاقتراح المذكور “لا بد أنك تحب الألم كثيراً. معلومة مفيدة: عليك استثمار مدخراتك في تويتر التي تتجه سريعا نحو الإفلاس منذ ماي. هل لا تزال تريد تولي هذه الوظيفة؟”
ونشر الملياردير غريب الأطوار هذا الاستطلاع بعيد إقراره على ما يبدو بأنه ارتكب خطأ من خلال منعه مستخدمي تويتر من الترويج لحساباتهم على منصات اجتماعية منافسة.
وغرّد قائلا “سيحصل تصويت على تغييرات كبرى في قواعد الاستخدام. أعتذر، لن يتكرر ذلك”.
وكان التغيير المفاجئ في القواعد أحدث حلقة في سلسلة تغييرات مثيرة للجدل أدخلها ماسك منذ تسلمه رئاسة تويتر في أكتوبر، وهو تطور دفع بعدد متزايد من المستخدمين إلى تشجيع متابعيهم على الاطلاع على منشوراتهم عبر مواقع أخرى.
وأعلنت تويتر أنها “لن تسمح بعد الآن بالترويج مجانا لمنصات اجتماعية محددة”.
وتساءل جاك دورسي، أحد مؤسسي تويتر، عن جدوى السياسة الجديدة، إذ نشر تغريدة تضمنت كلمة واحدة “لماذا؟”.
وبعد تعليق حسابات بارزة بموجب السياسة الجديدة، بينها حساب المستثمر في قطاع التكنولوجيا بول غراهام، غرّد ماسك موضحا أن الهدف من السياسة الجديدة سيقتصر على “تعليق الحسابات عندما يكون هدفها +الأول+ الترويج للمنافسين”.
جدليات بالجملة
وأثار ماسك الجدل مرات عدة منذ توليه رئاسة تويتر قبل أسابيع قليلة، بما يشمل صرفه الكثير من العمال في تويتر، وإعادة بعض حسابات اليمين المتطرف، وحجب حسابات صحافيين.
بعد فترة وجيزة من توليه رئاسة المنصة، أعلن أن تويتر ستتقاضى 8 دولارات شهريا مقابل توثيق الحسابات، لكنه اضطر إلى تعليق خطة “Twitter Blue” بعد توثيق الكثير من الحسابات المزيفة. وقد أعيد العمل أخيراً بهذه الخدمة.
في 4 نونبر، قال ماسك إن الشركة تخسر 4 ملايين دولار في اليوم. واستغنت تويتر عن نصف موظفيها البالغ عددهم 7500 موظف.
وأعاد ماسك أيضا حساب الرئيس السابق دونالد ترامب. وقال إن تويتر لن تتصدى للمنشورات التي تنطوي على معلومات مصنفة في إطار التضليل بشأن كوفيد-19.
في الأيام الأخيرة، علقت تويتر حسابات صحافيين كثيرين، آخرهم مراسل صحيفة “واشنطن بوست” تايلور لورينز، بعد أن اشتكى ماسك أن بعض الصحافيين كشفوا تفاصيل حول تحركات طائرته الخاصة بما قد يعرض عائلته للخطر.
وقد أثار تعليق حسابات الصحافيين، بينهم موظفون في مؤسسات كبرى من أمثال CNN وThe New York Times وThe Washington Post، انتقادات حادة، بما في ذلك من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وقالت لجنة التجارة الفدرالية الأميركية إنها تتابع التطورات على تويتر “بقلق عميق”.
وأعيد مذاك تفعيل بعض الحسابات المعلقة.