نظم مجلس النواب، يوم الأربعاء 21 دجنبر الجاري، بمقر المجلس، لقاء دراسيا حول الإعلام الوطني والمجتمع تحت شعار “الإعلام الوطني والمجتمع: تحديات ورهانات المستقبل”.
وعبر وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، عن سعادته بحضور أشغال هذا اليوم الدراسي الهام، والذي يأتي بعد عشر سنوات من انعقاد الحوار الوطني حول “الإعلام والمجتمع” المُنطلق من مقر البرلمان، والذي كان، حسب ذكره، فرصة للخروج بتوصيات هامة في مسار تطور الإعلام بالمغرب، ذلك أن الإعلام خدمة عمومية، و يُعد شرطا أساسيا في المسار الديموقراطي لأي دولة.
وقال الوزير، في كلمته خلال هذا اللقاء الدراسي، إن الإعلام، اليوم، كان ولا يزال ضرورة في حياة المواطنات والمواطنين، بشرط أن يكون إعلام جاد ومسؤول، يقدم المعلومة الصحيحة، ويحارب الأخبار الزائفة، يمنح التحليل والرأي الذي يَصُبُّ في تكوين الناشئة وتطعيم المعرفة لدى العموم.
وأشار بنسعيد إلى أن الإعلام المغربي شهد تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية، وساهم في البناء الديموقراطي لبلادنا، وكان من بين أهم ركائز الإصلاحات السياسية والدستورية التي عشناها جميعا بقيادة الملك محمد السادس، حيث ما فتئ الملك يولي عناية خاصة لأسرة الإعلام الوطني بمختلف مكوناته.
ودعا بنسعيد إلى تقييم للمرحلة السابقة، والوقوف على إيجابياتها وسلبياتها، لاسيما بعد اعتماد بلادنا لمدونة الصحافة والنشر، والتي شدد الوزير على ضرورة مراجعتها بشكل شامل، بهدف تقوية الإعلام المغربي وتعزيز حضوره داخل الوطن وخارجه.
كما أكد الوزير على أنه ستتم مراجعة النموذج الاقتصادي للمقاولة الإعلامية، عبر تشجيع الاستثمار، ودعم الموارد البشرية، وتقديم فلسفة جديدة للدعم العمومي للمقاولات الصحفية، والذي يعتبره، حسب قوله، استثمارا، وتقدم بنسعيد بالشكر الوزير المنتدب المكلف بالميزانية على انخراطه الدائم والقوي في ورش الرفع من الدعم العمومي، من 65 مليون درهم سنويا إلى أزيد من 200 مليون درهم سنويا، على أن يتم توزيعه بمعايير جديدة، ودفتر تحملات واضح، ومنطق يقطع مع بعض الممارسات السابقة.
وشدد الوزير، في سياق ما تتعرض له المملكة من محاولات استفزاز بئيسة من طرف خصوم وحدتنا الوطنية، على ضرورة التوفر على وسائل إعلام مكتوبة، ومسموعة، وبصرية، وإلكترونية، حاضرة إقليميا وقاريا على الأقل، تقوم بنقل ما يقوم به المغرب من منجزات بقيادة الملك، إلى باقي سكان المنطقة، والقارة، وتقوم خصوصا بنفي بعض الشائعات والأكاذيب التي تقال في حق بلدنا وهي بعيدة كل البعد عن الحقيقة.
وأكد بنسعيد على أن التوفر على إعلام قوي وموضوعي يمنح الخبر اليقين ويقدم التحليل الرزين مقرون بالنهوض بالوضعية الاجتماعية والمادية للعاملين في القطاع، عبر تحيين الاتفاقية الجماعية، والرفع من الدخل الأدنى للصحافيات والصحافيين والعاملين في المؤسسات الإعلامية، وضمان حقوقهم الاجتماعية، مؤكدا السعي وراء تحقيق كل هذا عبر خلق مؤسسة وطنية، للنهوض بأوضاع العاملين في المؤسسات الإعلامية الوطنية، تماشيا مع الورش الملكي للحماية الاجتماعية. مشيرا إلى أن النهوض بالأوضاع الاجتماعية للعاملين في قطاع الإعلام، كانت من بين توصيات الكتاب الأبيض.
وخلص بنسعيد إلى تهنئة الإعلاميات والإعلاميين، الذين واكبوا بشكل يومي ودقيق، مجريات كأس العالم لكرة القدم بدولة قطر الشقيقة، والتي اعتبر أنها ستبقى راسخة في ذهون جميع المواطنات والمواطنين داخل وخارج أرض الوطن، بفضل الإنجاز التاريخي لمنتخبنا الوطني المغربي، الذي حقق المركز الرابع في كأس العالم.