نظم ائتلاف أطباء القطاع الحر والتنسيقية النقابية للأطباء العامين بالقطاع الخاص، الجمعة 23 دجنبر 2022 بالدار البيضاء، ندوة صحفية، لتسليط الضوء على المحطات الاحتجاجية التي تم خوضها، تنديدا بعدد من المقتضيات الضريبية التي جاء بها مشروع قانون المالية 2023، التي يعتبرون أنها مجحفة في حقهم، ومهددة لاستقرار هذه الفئة العريضة من المجتمع.
وأكد أطباء القطاع الحر، على أنه نظرا للتطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة الطبية والتي تستهدف الطبيب المغربي بالقطاع الخاص، وكرد فعل على ما جاء به مشروع قانون المالية لسنة 2023 وما له من تداعيات خطيرة على كل المهن الحرة بصفة عامة وعلى أطباء القطاع الحر بصفة خاصة، ونظرا لسياسة الأذان الصماء التي تنهجها الحكومة في التعامل مع المطالب المشروعة، سيتم خوض إضرابات ووقفات احتجاجية خلال الأسابيع القادمة، إيمانا بكون الحقوق تنتزع ولا تعطى.
ودعا التنظيم النقابي، جميع أطباء القطاع الحر إلى المشاركة في كافة المحطات النضالية، والحضور المكثف والقوي للوقفات الاحتجاجية، والمشاركة في الإضرابات المتتالية والمتصاعدة المزمع تنفيذها للمطالبة بوقف التدابير المجحفة التي تستهدف طبيب القطاع الحر رغم أنه الركيزة الاساسية للمنظومة الصحية الحالية والمستقبلية خاصة في ظل المشروع الملكي المتميز الهادف إلى تعميم التغطية الصحية على كل فئات المجتمع المغربي.
ورفض الأطباء والفاعلون بالمهن الحرة مبدأ الاقتطاع من المنبع من أصل رقم المعاملات المتداول، لما فيه من خرق للمقتضى الجبائي المعمول به وطنيا، والقائم على مبدأ أداء ضريبة الشركات أو ضريبة الأرباح انطلاقا من التصريح الضريبي السنوي.
وأكدت التمثيليات المهنية على حقها الدستوري في الترافع عن حقها والتظاهر بكل الأشكال النضالية والوقفات الاحتجاجية، من أجل الدفع نحو التراجع على هذا الإجراء الشاذ المتعلق بالاقتطاع من المنبع أو الرفع من الضريبة على المقاولات الصغيرة.
وفي هذا الإطار، قال لحنش شراف، رئيس التنسيقية النقابية لأطباء الطب العام بالقطاع الخاص: “يأتي انعقاد هذه الندوة الصحفية عقب الإضراب الوطني الناجح بتاريخ 15 دجنبر وما سبقه من محطات نضالية، التي تعكس لحمة جل القوى الطبية حول مختلف المطالب وعلى رأسها رفض الإقتطاع من المنبع كإجراء مجحف للمهن الطبية”.
وأضاف الدكتور شراف: “تعتبر هاته الندوة الصحفية فرصة للتأكيد من جديد على مختلف نقط الملف المطلبي لطبيب القطاع الحر والتي تراوح مكانها منذ مدة طويلة في تكريس لسياسة الآذان الصماء وغياب إرادة حقيقية للنهوض بالقطاع عشية تعميم التغطية الصحية التي أطلق لبنتها صاحب الجلالة نصره الله؛ ووجب التأكيد في هذا الإطار على تجندنا وراء جلالته للتسريع بنجاح الإرادة الملكية السامية”.
من جهته قال عبد الوهاب الحيان، الطبيب الجراح بالقطاع الخاص، أنه “في الوقت الذي كنا ننتظر فيه الإنصات لمطالبنا المتعلقة بالتعرفة المرجعية والمساهمات المجحفة في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أبت الحكومة إلا أن تثقل كاهلنا بتحملات ضريبية جديدة من شأنها الإجهاز على الطبيب في القطاع الخاص ودفع عدد كبير من الأطباء للتفكير في الهجرة خارج أرض الوطن”.
هذا وسبق لأكثر من 4200 طبيب أن وقعوا عريضة للمطالبة من جهة بإلغاء الإجراءات الضريبية المجحفة ومن جهة أخرى تنبيه الحكومة وأصحاب القرار إلى أن هؤلاء الأطباء لا تمثلهم النقابات التي كانت دائما المحاور المفضل للحكومة فيما يتعلق بالشأن الطبي بالقطاع الخاص الذي تعتبره إملاءات وليس حوارا جادا ينصفهم.
وتعليقا على تأجيل انتخابات الهيئة التمثيليات المهنية، بتحديد جدول زمني واضح لهذه الاستحقاقات وانتخاب القطاع الخاص لممثليهم بمعزل عن القطاع العام.
كما ذكرت أن مقتضيات قانون مالية 2023 أتى بتدابير تقوض مخرجات المناظرة الوطنية الثالثة للجبايات التي تروم تخفيف الضغوطات عن الطبقة الوسطى، وزيادة تمويل الخدمات الاجتماعية، حيث لا يختلف إثنان على أن مهنة الطب هي اجتماعية بامتياز، “ولا شك أن تخفيف العبء الضريبي على العيادات الطبية بالقطاع الخاص سيساهم بشكل كبير في تكريس الحس الإجتماعي لأي حكومة”.