شكل التنظيم الأمني وتطاحن الجماهير فيما بينها نقطة سوداء في القمة الكروية، التي دارت أطوارها على أرضية ملعب سانية الرمل بتطوان، بين المغرب أتلتيك تطوان وضيفه الوداد الرياضي، برسم الدورة الـ11 من البطولة الوطنية الإحترافية لكرة القدم.
وأوفت هذه القمة بالفرجة والأهداف والحضور الغفير، إلا أن الانفلاتات الأمنية والشغب أفسدا الجو الرياضي للمباراة.
وحجت الجماهير الضيفة إلى مدينة تطوان، منذ ساعات الصباح الأولى، واصطفت في صفوف طويلة لاقتناء التذاكر، إلا أن عملية البيع غابت عنها الانسيابية والتنظيم، وفي المقابل حضر التدافع بين المصطفين، والتدخلات الأمنية العنيفة، وبدون جدوى، في غياب شبابيك والاقتصار على شباكَين لتقديم خدمة البيع لآلاف الأشخاص…
كلها عوامل دفعت جمهور الوداد للبحث عن التذاكر، ولو أنها غير مخصصة للزوار، في مناطق يتوافد عليها الجمهور التطواني، لتبدأ المناوشات والتطاحنات بين الجمهورين.
وشهدت بوابات ولوج المدرجات، فوضى من نوع آخر، حيث أن الأمن سمح لمن يحمل تذاكر المضيف بالدخول لمنطقة الزوار، كما أن التنظيم السيء ترتب عنه إتلاف بوابة، وتدافع ودهس، كاد أن يخلف ضحايا، ولولا تدخل متطوعين للإنقاذ حصيلة الجرحى أكثر من المعلن عنها، بل لسمعنا أن أشخاصا فقدوا أرواحهم حين ولوج مدرجات ملعب بالمغرب.
كل هذه الوقائع، تجعلنا نتساءل: ألم يكن بالإمكان تفادي كل ما وقع ورافق هذة المباراة؟ تفاديها بأساليب وقائية كتوفير التذاكر، قبل أيام بمدينة الفريق الزائر لتفادي عدم تنقل هذا الكم من الجمهور، وتوفير ملاعب بسعة استيعابية محترمة بمدن تنشط أنديتها بالأقسام الاحترافية، أو الخروج من باب أوسع ومنع الجماهير من التنقل للملاعب الصغيرة.
يذكر أن ولاية أمن تطوان باشرت عمليات أمنية استباقية وأخرى نظامية لتأمين مباراة كرة القدم التي جمعت، مساء الأحد 08 يناير الجاري، بين فريقي المغرب الرياضي التطواني والوداد الرياضي البيضاوي، حسب مصدر أمني.
وأشار المصدر إلى أن هذه التدخلات النظامية التي انطلقت قبل بداية المقابلة وتواصلت خلالها وبعد نهايتها، أسفرت عن توقيف 33 شخصا، من بينهم اثنين من القاصرين، وذلك للاشتباه في تورطهم في حيازة الأسلحة والأدوات الحادة والراضة، واستعمالها في إلحاق خسائر مادية بممتلكات عامة وخاصة، فضلا عن التخدير وعدم الامتثال والرشق بالحجارة والعنف في حق عناصر القوات العمومية.
وأضاف أن أعمال الشغب والعنف نتج عنها تسجيل تعرض 19 موظف شرطة وعشرة مشجعين لإصابات جسدية متفاوتة أثناء محاولة تجاوز الإجراءات الأمنية بمحيط ملعب المباراة، نقلوا على إثرها للمستشفى من أجل تلقي العلاجات الضرورية.
وأشار إلى أن هذه العمليات الاستباقية مكنت من ضبط مجموعة من الأسلحة البيضاء من مختلف الأحجام بحوزة عدد من المشجعين، والتي يشتبه في حيازتها بهدف استعمالها لأغراض الشغب والعنف المرتبط بالرياضة، فضلا عن تسجيل خسائر مادية بعدد من المركبات الخاصة، وكذا سيارتين تابعتين للشرطة وحافلة عمومية.
وتم، حسب المصدر نفسه، إخضاع المشتبه فيهم للبحث القضائي الذي تجريه مصالح الشرطة القضائية بمدينة تطوان تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد الأفعال الإجرامية المنسوبة لكل واحد منهم، وكذا التحقق من مستوى ودرجة تورط كل شخص منهم في الأفعال الإجرامية المرتكبة.
يذكر أن المغرب التطواني انهزم أمام الوداد الرياضي بثلاثية نظيفة، في المباراة التي جمعت بينهما، وانتهى الشوط الأول بدون أهداف، قبل أن يحسم الوداد الرياضي اللقاء لصالحه بثلاثة أهداف للاشيء في الشوط الثاني.
وسجل أهدف الوداد الرياضي كل من رشدي أولاد عبد الوهاب ضد مرماه (د 47) وزهير المترجي (د 74) وكياكو زولا (د 85).
واحتل الوداد الرياضي، عقب هذا الفوز، المركز الثالث برصيد 21 نقطة، بينما ظل المغرب التطواني في المركز الـ12 برصيد 10 نقاط.