لشكر يكشف أهداف الدينامية الحزبية الجديدة على المستويين التنظيمي والسياسي

كشف الكاتب لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر، السبت 28 يناير الجاري، عن أهداف الدينامية الحزبية الجديدة على المستويين التنظيمي والسياسي، مشددا ، أن حزب “الوردة” ليس حزبا مناسباتيا، وليس حزبا ينبعث أو يُبعث في موسم الانتخابات.

وأضاف لشكر، في كلمة ألقاها خلال اجتماع اجتماع المجلس الوطني للحزب في دورته الثانية، “إن الدينامية التنظيمية الحزبية التي أعطينا انطلاقتها من طنجة يوم 7 يناير تتضمن وعيا تنظيميا جديدا ومؤشرات لرؤية سياسية جديدة… وتتسم بالجرأة العالية في إعمال آلية النقد الذاتي، والمنهجية الواضحة في رصد مكامن الخلل داخل الجسم الحزبي وفي رسم معالم الطريق للانفتاح على المواطنين، إنها خلاصة لتجربة واستشراف لوعي، ومن ملامح هذا الوعي الجديد، اعتماد مقاربة جديدة في بناء الحزب، توسيع دائرة الانخراط النوعي، تجديد العلاقة مع المجتمع، ابداع أساليب جديدة للتواصل مع المواطنين وتوسيع المشاركة السياسية.

وأكد لشكر: “من هنا تروم هذه الدينامية الحزبية الجديدة ، على المستوى التنظيمي والسياسي تحقيق أهداف رئيسة:

• الوعي التنظيمي الجديد.
• التحضير لانتخابات 2026، اليوم وليس غدا.
• تقوية وسائط القرب.
• العودة القوية الى المجتمع، ونقترح فيها عقد الملتقى الوطني للعمل الجمعوي لمناضلي ومناضلات الحزب في الواجهة الجمعوية.
• تعزيز التموقع في المؤسسات، ونقترح عقد الجمعية الوصية للمستشارين الجماعيين والجمعية الوطنية للمهنيين نقترح شهر مارس القادم“.

وتابع لشكر: “لا خوف من الانفتاح، فالخوف الحقيقي من الجمود والانغلاق لأن الحزب الذي لا ينمي نفسه، كما وكيفا، محكوم عليه بالانكماش ثم الانقراض، فالحزب لا يمكن أن يشتغل بالموروث، حتى ولو كان هذا الموروث بشريا، وليبقى هذا الموروث حيا يجب أن يستمر في الأجيال اللاحقة…مناضل الأمس ليس هو مناضل اليوم وقطعا لن يكون مناضل الغد…فلم يعد مسموحا لأي حزب أن يؤطر المجتمع وأن يشارك في تشكيل المؤسسات اذا لم يكن حزبا كبيرا مفتوحا، منفتحا، ومستعدا لاستقبال كل المواطنين الذين يعبرون عن اقتناعهم بمبادئه والتزامهم بخطه وارادتهم في الفعل المشترك…”.

وزاد لشكر: “إن الحزب الذي لا يستطيع أن يتجدد بشكل كمي وكيفي واسع، محكوم عليه بالفناء، من هنا وجب زرع دم وروح جديدين في الاتحاد الاشتراكي باستقباله لمناضلين جدد، ونعتبره استقبالا لفعاليات جديدة وأفكار جديدة. إن الانفتاح على الكفاءات والفعاليات داخل المجتمع يستدعي قبل كل شيء القطع مع أساليب الانغلاق…إن الاتحاد الاشتراكي ليس بنية منغلقة، ليس أجهزة يتربع عليها زعماء احترفوا السياسة، إن الاتحاد الاشتراكي بيت مفتوح وحق مشاع لكل المغاربة المؤمنين بقيم الديموقراطية والحداثة والعدالة الاجتماعية….”.

وتابع لشكر: “فيما يتعلق بالتجديد التنظيمي، فإننا نطمح من خلاله إلى تفعيل خارطة الطريق التنظيمية، بخصوص إعادة هيكلة لأجهزة الحزب التسييرية في الفروع والأقاليم، فأنتم تعلمون أن الجهاز الحزبي له أهميته في تنشيط الحياة الحزبية، وتدبير الشؤون المحلية، وفي التخطيط للمعارك الانتخابية وتأطير الأنشطة المؤسساتية والنضالات الجماهيرية في الميدان، لذلك يتعين الحرص على أن تكون هذه الأجهزة تتمتع بكامل صلاحياتها الوظيفية وقدراتها التدبيرية وكفاءاتها القيادية، وهو ما يتطلب ليس فقط الاقتصار على عقد مجالس ومؤتمرات للترميم والتطعيم واعادة توزيع المهام، وبعده الجمود والانغلاق، وإنما يتطلب الأمر بالضرورة قدرا من الانفتاح والتجديد والتشبيب، حسب الإمكانيات والسياقات المحلية”.

على هذا الصعيد، شدد لشكر: ” لا يمكن أن نذهب الى المؤتمرات الإقليمية، بدون تصورات مستقبلية والتزامات واضحة ودقيقة، بخصوص توسع التنظيم وإنماء العضوية، لا بد أن تنتخبوا في فروعكم وأقاليمكم أجهزة قيادية تلتزم معكم على برامج وتعاقد مع قواعدها على مخططات بشأن انفتاح التنظيم وتوسيع قاعدته وتنويع قطاعاته وتنمية عضويته”.

وأردف زعيم “الوردة”: “لقد أكد الاتحاد الاشتراكي أن من يستند على مرجعية تاريخية هو حزب سيجد بالضرورة في المستقبل مكانا له بين من سيصنعون المغرب القادم، وأن من صنع من عدم سيظل رهين ذلك العدم غير قادر على تقديم أي إضافة لوطنه. لقد سجل حزينا قدرته على البقاء كبيرا في المشهد الحزبي المغربي رغم الضربات الكثيرة والعديدة التي القاها من خصومه، وتأكد ذلك ميدانيا في محطة 8 شتنبر 2021 من خلال كونه قوة سياسية أساسية وضرورة حزبية في بلدنا، ورقم وازن في أجندة المغرب، وفي الانتخابات الجزئية الأخيرة ازدادت الأمور وضوحا وتأكيدا”.

واستطرد: “إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد وجه رسالة مفادها أن التغيير لم يعد مقبولا أن يظل مجرد شعار انتخابي، بل ينبغي ترجمته على أرض الواقع، في شكل برامج ومشاريع وافكار خلاقة، تعيد الاعتبار الى المواطن، وتشعره أن صوته ذهب في الاتجاه الصحيح”.

وأضاف الكاتب الأول: “أصبح اتجاه الخط السياسي الذي يحكم اليوم فعل ونضال الاتحاد الاشتراكي يرتكز على أن الاتحاد الاشتراكي الوفي لتاريخه الوطني، المتشبع بهويته التقدمية، المستند إلى جذوره الاجتماعية – الشعبية، ليشكل في عالم اليوم قوة سياسية، حداثية، تنخرط بوعي ومسؤولية في المساهمة في صنع مستقبل البلاد، عبر مراهنتها المتبصرة، السياسية والتنظيمية، على دور الشباب، والمرأة، ودور الأطر الوطنية والقوى المنتجة في البلاد في استيعاب، التحولات الإنتاجية الجارية، وإدماج الثورات التكنولوجية المتواصلة”.

وخلص: “وفي سياق هذا التوجه التقدمي، التنموي المندمج، تصبح مسائل التكوين، والاستثمار في الرأسمال البشري، والانفتاح المضبوط على المحيط الجيو-سياسي، قضايا مركزية في عالم، بات معولما تواجهه نفس الإشكاليات، وتوحده ذات المشاكل، سواء تعلق الأمر بالعلاقات الجديدة بين العمل والسوق، أو بين التنمية والبيئة، أو بين المحلي والخارجي في مجال ضبط الهجرة، والتعايش الإيجابي، المنضبط مع ابتكارات الذكاء الاصطناعي وغيرها من التحولات الإيجابية…
إن الاتحاد الاشتراكي أداة إصلاح وتغيير في الحاضر ومناط تطوير وتحديث في المستقبل، وإن قدراته السياسية والفكرية على التكيف والرؤية البعيدة، ومؤهلاته النضالية والميدانية، تجعل منه قوة فاعلة في حاضر البلاد ومستقبلها، بنفس درجة ما كان يقوم به في الماضي البعيد والقريب”.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة